|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سماته: 1. سجل لنا حزقيال النبي رؤياه وعظاته النبوية التي نطق بها، وقد جاء كتابه يمثل وحدة واحدة في الكتابة بطريقة منظمة وضعها النبي بنفسه، مسجلًا لنا ما رآه وما تصرف به وما تكلم به. 2. بما أن الله قد دعاه ليتنبأ وسط أناس متمردين وبين قساة القلوب وصلاب الوجوه (2: 3-4) لهذا أعده الله بروح جرئ غير مرتاب، فكان ذا إقدام وعزم وغيرة حارة على مجد الله، يواجه ببسالة كل المقاومات التي يتعرض لها، فجاء السفر يتميز عن سائر الأسفار بحماسه. 3. أكثر من التمثيلات والرموز. التمثيل هو التعبير عن حادثة ما بطريق التشبيه أو الاستعارة كأن يشبه نبوخذنصَّر وفرعون بنسرين كبيرين ويهوياكين بفرع أرز، ونقله إلى بابل بقصف رأس فروع الأرز ونقله إلى لأرض كنعان (حز 17: 1-10). أما الرموز النبوية فهي نوعان: أ. رموز عملية قام النبي بممارستها أمام الشعب كما في حزقيال (37: 16-17) حيث يقرن النبي عصوين معًا إشارة إلى انضمام مملكتي إفرايم ويهوذا. ب. رموز نظرية كالتنبؤ عن العظام اليابسة (37: 1-10) وقياس أورشليم الجديدة مع هيكلها (حز 40). دعي حزقيال بصانع الرمزية ، وإن كان قد سبقه بعض الأنبياء في استخدامها مثل إشعياء وإرميا. وقد أكثر الأخير من استخدامها، مثل نزوله في بيت فخاري ليرى فيه مثالًا للعمل الإلهي الذي يخرج من الطين آنية للكرامة (إر 18)، ومثل كسرة إبريقًا فخاريًا أمام قومه نبوَّةً عن كسر الشعب والمدينة (إر 19). 4. كان حزقيال نفسه رمزًا، يقوم بدور بيت إسرائيل رمزيًا (12: 6، 11؛ 4: 3؛ 24: 24، 27). كان يقوم بأدوار غريبة، فتارة يقضي أيامًا طويلة صامتًا لا ينطق بكلمة، وأخرى يمثل ما سيحل بشعبه من كوارث فينام على جنبه الشمال 390 يومًا ثم على الجنب الآخر أربعين يومًا، يأكل بوزن ويشرب بكيل. أحيانا يقص شعر رأسه ولحيته ليحرق ثلثه ويضرب الثلث بالسيف ثم يذري الثلث في الهواء. أحيانًا يقطع صمته لينشد على آلة موسيقية (33: 32). وفي موت زوجته المحبوبة لديه لا يذرف دمعة بل يتنهد في قلبه. هكذا ربط النبي حياته بمأساة شعبه. ولعل هذا هو السبب الذي لأجله دعاه الله "ابن آدم" حوالي تسعين مرة، إذ حمل صورة مرارة الخطيئة التي تثقل بها الإنسان ابن آدم. لقد استخدم هذا التعبير ليظهر الله له ضعفه وحاجته إليه كسند له وسرّ نجاحه، هذا وقد دُعي السيد المسيح "ابن الإنسان" حوالي 80 مرة. هذه التصرفات جعلت بعض المفسرين الحديثين يتهمونه بإصابته بأمراض نفسية، وحاول البعض تشخيصها، بينما رأى الآخرون فيه أعظم شخصية روحية ظهرت في التاريخ البشري، كإنسان يحرص منذ بدء دعوته أن يقضي كل حياته بجميع تصرفاته لحساب الخدمة، مقدمًا كل طاقات ذهنه وقلبه وتصوراته لحساب كلمة الله. فكان إن تكلم أو صمت، إن تنهد أو نام، إن أكل أو شرب أو رسم أو ضرب على آلة موسيقية لا يفعل شيئًا لأجل نفسه بل لحساب العمل النبوي. 5. كشف سفر حزقيال عن شخصية النبي ليس كرجل رؤى، وإعلانات فحسب، وإنما كرجل الكتاب المقدس، كثيرا ما استخدم أسفار موسى الخمسة وغيرها من الأسفار، فأشار إلى قصة الخلق (28: 11-19) والكاروبيم (حز 37: 7، تك 3: 24)، وتحدث عن نوح ودانيال وأيوب (14: 24، 28: 3)، وتنبأ عن جوج وماجوج (تك 10: 2، 1 مل 1: 5). 6. جاء السفر يتضمن آراء متكاملة معًا، نذكر على سبيل المثال: أ. يركز السفر في حديثه عن الله أنه إله غيور يخلص شعبه ويدخل معهم في عهد لأجل اسمه القدوس، يفعل كل شيء لأجل مجده، لكنه في نفس الوقت يتحدث عن محبته العميقة لشعبه، إذ يراه كفتاة مهملة ومرذولة من الجميع فيهتم بها ويغسلها ويجَّملها ويقيمها عروسًا له (حز 16). لايعمل لأجل اسمه فقط إنما أيضًا لأجل حبه لنا، وإن كان لا فصل بينهما. ب. يعلن في هذا السفر عن اهتمامه بشعبه كأمة واحدة وعروس واحدة، جماعة تعبدية لرب واحد، وفي نفس الوقت لا يتجاهل الفرد، فلا يلتزم أحد بثمر أخطاء غيره (18: 4، 29). ج. مع تعنيفه الشديد على الخطيئة كان مملوءًا رجاءً حتى في أحلك اللحظات وأظلمها. د. يهتم هذا السفر بالطقس والعبادة الكهنوتية، وفي نفس الوقت يركز على الحياة الداخلية وتنقية القلب، فلا انفصال بين العبادة الجماعية والروحانية. ه. أخيرًا في هذا السفر يظهر حزقيال النبي ككاهن ابن الكاهن الذي يرتبط بالهيكل والذبيحة والليتورجيات، والنبي الذي يعلن بعض أسرار المستقبل، والرائي الذي يدخل به الروح إلى السموات ليتكشف أسرار العظمة الإلهية، وأيضًا الرجل اللاهوتي الذي يدرك أسرار الإيمان، والكارز المهتم بالتوبة، والأديب والشاعر الملهم والفنان إلخ... 7. إشعياء هو نبي الدولة يدعو للإيمان، وإرميا النبي الشهيد يدعو للحب، وحزقيال نبي السبي يدعو للرجاء. نبوات الأول تمجد الابن المخلص، والثاني تمجد الآب، وأما الثالث فتمجد الروح القدس. 8. أكثر من أي نبي تسلم حزقيال رسائله من خلال الرؤى. يعتبر سفر حزقيال من أصعب الأسفار. قيل إن حاخامًا قد وعد بتفسيره بالكامل فخصص له المجمع 300 برميلًا من الزيت لسراجه حتى يستطيع أن يكتب التفسير، مفترضًا أنه لن ينهي عمله قط . 9. يختلف نبي السبي العظيم حزقيال عن النبيين إشعياء وإرميا في أمرين هامين: أ. لم يتعامل مع حكومة يهوذا، أي الملك ورجاله؛ إذ لم يكن مصلحًا سياسيًا أو اجتماعيًا، بل كان يهتم بخلاص كل إنسان كفرد وحثه على التوبة، دون تجاهل للجانب الجماعي. كما كان بعيدًا عن القصر البابلي حيث عاش دانيال النبي. ب. كان لذات السبب كاتبًا أكثر منه متحدثًا، وفي هذا كان فريدًا بين الأنبياء. كتب إلى "كل بيت إسرائيل" لكي تقرأه الأجيال المتعاقبة. 10. يكشف السفر عن شخصية حزقيال بكونه نبيًا متعدد الجوانب ، ربما لا يوجد مثله في كل تاريخ إسرائيل من هذه الزاوية، فقد كان كاهنًا ونبيًا، وراعيًا (رقيبًا)، ورائيًا، ولاهوتيًا، ومخططًا دينيًا، وشاعرًا، وفنانًا. ككاهن كان مهتمًا جدًا بطهارة الطقس جنبًا إلى جنب مع نقاوة الشخص، والعبادة الجماعية السليمة، والطاعة لشريعة الله. سيطرت قداسة الله على حياته وأفكاره. وكنبي كشف عن خطايا إسرائيل ويهوذا والأمم وأعلن عن تأديب الله، مناديًا بالتوبة، كاشفًا عن وعود الله، خاصة في العصر المسياني. وكراع كان يشارك شعب الله آلامهم، يحذرهم ويطلب راحتهم في الحق. كراءٍ فقد شاهد رؤى كثيرة. كلاهوتي أوضح المفاهيم اللاهوتية وراء خراب أورشليم والتجديد... كمخطط ديني وضع الأساس الروحي للمجتمع ما بعد السبي ليعيش كما يليق. كشاعر سجل لنا قطعًا أدبية رائعة ومراثٍ مؤثرة للغاية. كفنان رسم صورًا كثيرة غريبة للقارئين، مملوءة أسرارًا رهيبة، يصعب أحيانًا تخيلها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رقم 40 في قصة حزقيال النبي في الكتاب المقدس |
محتويات سفر حزقيال في الكتاب المقدس |
أقسام سفر حزقيال في الكتاب المقدس |
الله في سفر حزقيال في الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس - سفر حزقيال |