حينما تسيطر على الإنسان وساوس وأفكار غريبة عن روح المسيح ويأتيه هدوءاً ويلبس شكل أولاد الله، ينقاد عادة وراء أفكار وخُزعبلات التي أساسها هي عمى الذهن عن البساطة التي في المسيح بسبب سيطرة إله هذا الدهر بالعمى لكي لا يستنير الإنسان بنور إنجيل مجد المسيح [ الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله ] (2كورنثوس 4: 4)، وبسبب عدم التمييز والإفراز قد هلك الكثيرون وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ كثيرة، ومن جراء ذلك وفي النهاية وقع الكثيرين في التجديف واتهام الله بما لا يوجد في قوله ولا مشيئته المعلنه بالروح، لذلك عاش الإنسان حسب فكره ويظن أنه كلام الله ومشيئته، وبكون الإنسان بطبعه جسداني فأنه يميل للحرفية وتصديق نفسه حسب روح الضلال الذي ملك عليه بانغلاق ذهنه عن الحق المُعلن في شخص المسيح الكلمة، فتاه عن خلاصه مع أنه في النهاية بلا عذر، والله فاحص الكلى والقلوب ولا يُشمخ عليه، ويعرف كل الذين له، [ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فإولئك هم أبناء الله ] (رومية 8: 14)، ويقول الرسول: [ جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم أن لم تكونوا مرفوضين ] (2كورنثوس 13: 5)، [ وأما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضاً الكل الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح من أفواهكم ] (كولوسي 3: 8)
فليس كل من يقرأ كلمة الله يسمع صوت الله ويفهم الكلام، لأن كثيرين بحوَّل في عين الذهن الداخلي يرون ويقرأون ويسمعون ما لم يقوله الله:
+ فقال أرميا النبي لحننيا النبي أسمع يا حننيا أن الرب لم يُرسلك وأنت قد جعلت هذا الشعب يتكل على الكذب (أرميا28: 15)
+ وأنبياؤها قد طينوا لهم بالطفال رائين باطلاً وعارفين لهم كذباً قائلين: هكذا قال السيد الرب والرب لم يتكلم (حزقيال22: 28)
+ رأوا باطلاً وعرافة كاذبة القائلون وحي الرب والرب لم يرسلهم وانتظروا إثبات الكلمة (حزقيال13: 6)
ولا عجب في كل ذلك لأن الرسول يتكلم عن أواخر الأزمنة قائلاً: [ ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم. مانعين عن الزواج وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق ] (1تيموثاوس 4: 1 – 3)، لذلك إحذروا يا إخوتي من هذا الزمان الرديء الذي فيه اختلط كل شيء حتى أن كلام الله انقلب ليكون سلاح ضد الحق نفسه، حتى أن مسيحيين كثيرين بل وخدام وخادمات … الخ… ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة وظنوا أنهم يدافعون عن الحق، والحق بريء من كل ما يفعلونه، لأنهم يبشرون بإنجيل آخر دون أن يدروا، وذلك لأنهم اعتمدوا على فهمهم وظنوا أنه إلهام الروح، فصلوا واطلبوا من الله روح إفراز وتمييز لئلا تقعوا في فخ الشيطان وتضلوا عن الطريق المرسوم من الله، كونوا معافين