المملكة الرومانية
بدأ تأسيس مدينة رومية عام 753 ق.م. صارت هذه المملكة الصغيرة تزداد اتساعًا وأهمية وتستولي على ما جاورها من المدن إلى أن صارت جمهورية. وصار عامة الشعب يطالبون بامتياز إلى أن أصبح لكل روماني صوت في الحكومة. وفي مدة الجمهورية وسعت رومية حدودها حتى شملت أولًا كل إيطاليا, وأخيرًا كل حوض البحر الأبيض المتوسط.
دقلديانوس - واسمه بالكامل جايوس أوريليوس فاليريوس ديوكلتيانوس (244-311)، حاكم روماني في الفترة من 284-305
حدث احتكاك رومية بآسيا أولًا سنة 190 ق.م. حين هزم الجيش الروماني أنتيوخس الكبير ملك سورية, ثم مدت رومية نفوذها في آسيا الصغرى. وفي سنة 63 ق.م. خضعت اليهودية لرومية ولكن سمح لها بأن تعين ولاة من بنيها.
وفي سنة 31 ق.م. تولى الحكم الإمبراطور أوكتافيون (أوكتافيوس) وأطلق على نفسه لقب أوغسطس وهكذا بدأت الإمبراطورية الرومانية.
وفي أثناء حكم أوغسطس ولد المسيح, وفي أثناء حكم خلفه طيباريوس تمّ الصلب.
وفي أثناء حكم كلوديوس قتل يعقوب أخو يوحنا (اع 11: 28 و 12: 1 و 2). وإلى نيرون رفع بولس دعواه (اع 25: 11). وهو الذي قتل بولس بقطع رأسه وبطرس بصلبه. أما خراب أورشليم الذي تنبأ عنه الرب (مت 24 ومر 13 ولو 19 و 21) فقد تم في سنة 70 م. على يد تيطس الذي صار فيما بعد إمبراطورًا.
وفي أيام أوغسطس كانت حدود الإمبراطورية نهر الفرات شرقًا والمحيط الأطلنطكي غربًا, والصحراء الإفريقية جنوبًا, وبحر الشمال ونهري الرين والدانوب شمالًا. وفي أيام كلوديوس تمّ غزو جزء من بريطانيا. وفي أيام تراجان اتسعت الإمبراطورية إلى ما بعد نهر الفرات, وهكذا صارت الإمبراطورية تزداد اتساعًا إلى أن شملت معظم العالم المتمدن.
وإذ بدأ سوس الفساد ينخر في عظام الإمبراطورية في الداخل بدأت تضعف وبالتالي بدأ سقوطها. كان آخر إمبراطور يملك على كل الإمبراطورية ثيودوسيوس (379 - 395). وعند موته انقسمت الإمبراطورية بين ابنيه ولم تعد متحدة فيما بعد.
وقد دأب الأباطرة على اضطهاد المسيحية منذ بدايتها وكان أشدهم عنفًا نيرون ودومتيانوس ودقلديانوس. لكن بالرغم من هذا الاضطهاد كانت المسيحية تزداد قوة وانتشارًا. وفي أيام قسطنطين في أوائل القرن الرابع صارت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية.
وكانت سلطة الإمبراطورية الرومانية وسيلة لانتشار المسيحية إذ قضت على القرصنة وقطاع الطرق, ومهدت طرقًا كثيرة بين الممالك المختلفة, ووضعت قوانين للحكم نافعة لا يزال باقيًا منها القانون الروماني, وازدهرت التجارة, وانتشرت اللغة اللاتينية في الغرب واللغة اليونانية في الشرق. وهكذا تيسر انتشار المعارف والتبشير. وفي أيام الرسل بشرت أكثر الولايات الرومانية.