منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2023, 12:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

مريم العذراء | نذر البتوليـة


نذر البتوليـة
عندما جاء الـملاك إلى مريم وأعلن لهـا البشارة:”ها أنتِ تحبلين وتلدين إبنـاً وتُسـمينـه يسوع”، ولكنهـا قالت:”كيف يكون هذا وأنـا لا أعرف رجلاً”(لوقا34:1) وهنا يتطرق سؤالاً: ألـم تكن مريم مخطوبـة للقديس يوسف كما جاء”إلى عذراء مخطوبـة لرجل اسمه يوسف من بيت داود وإسم العذراء مريم”(لوقا26:1-27) فلماذا أجابت مريـم بأنهـا “لا تعرف رجلاً”؟
يقول مفسرون الكتاب الـمقدس بأن مريم كانت قد عزمت على نذر البتوليـة، فالبتوليـة كانت منتشرة أيام الـمسيح وتُعد من علامات التقارب مع الله (مثال يوحنا الـمعمدان وحنـة بنت فنوئيل)، ومن قبل ذلك فلقد ذُكر ان موسى قد انفصل عن زوجتـه صفّورة بعد دعوة الله لـه (خروج15:19)، وعندما طلب الله من الشعب ان يتقدسوا ثلاثة ايام قبل ظهور الله على جبل سيناء فقال “ولاتقربوا امرأة”(خروج15:19) علامة على التكريس الكامل لله، ولم يُذكر مثلاً ان ايليا النبي او اليشع النبي كانا متزوجان. فبتوليـة مريم أعطتهـا صفة التكريس الكامل وإمكانيـة حياة التأمـل وحياة الخدمـة. ولكن كانت مريم كأي فتاة في اسرائيل تنتظر أن تكون أمـاً للـمخلّص بأن تبقى بتولاً، ولكنهـا رضخت لإرادة الله وتركت الهيكل حيث عاشت فيـه طفولتهـا فخُطبت ليوسف بـمعرفـة كهنـة الهيكل حسبما يروي لنـا التقليد الكنسي. وكان يوسف خطيب مريم “باراً” كما يذكر الكتاب الـمقدس عنـه وكان هو الآخر قد نذر نفسه للبتوليـة ولكنـه أطاع حكم الشريعة وقبِل أن يكون من عِداد من يتقدمون لخطبـة مريم لأنـه كان من بيت داود، ثم رضخ لإرادة الله بعد أن شاهد علامـة إلهيـة بأن أفرخت عصاتـه كما يروى لنـا كتاب سنكسار الكنيسة القبطية (يحتوى على مختصر سير القديسين لكل يوم من ايام السنة، وهو يحمل الكثير من الأفكار التى يمكن إستخدامها كتراث فكري مسيحي مبكر)، فأتـمم مراسيم الخطبـة وهو على يقين تام انـه سيطلب من خطيـبته الحياة معا في نذر وتكريس كامل لله، وعندمـا أخبره الـملاك فيـما بعد في حلم عن من هى مريم العذراء وإبنهـا عـمانوئيل فرح وأطاع أمر السماء و”اخذ امرأتـه ولـم يعرفهـا”(متى25:1). وكم كانت سعادة مريم عندما وجدت خطيبها بتولا مثلها ولهذا كانت إجابتها للملاك جبرائيل:”كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً”(لوقا34:1)، فلو كانت على علم ان يوسف رجلها رجلاً ليس ناذراً للبتوليـة ما كانت تجيب ملاك الله بأنهـا “لاتعرف رجلاً”.
ان العذراء تقول للملاك شيء مهم إنجيل لوقا 1: 34 فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»” في اليوناني هو فعل مضارع فهو يعني انها لا تعرف رجلا وستستمر لا تعرف رجلا. فهي لم تقل لم اعرف رجلا حتى الان ليعني انه في المستقبل سيتغير الامر ولكن قالت لست اعرف رجلا يعني انها بتول ولانها نذيرة منذ الميلاد فهي ستستمر عذراء بتول ايضا ولو كانت في خطتها ان تتزوج وتعرف زوجها وتنجب لما تعجبت من هذا لان هذا طبيعي ولكن في موقفها وهي نذيرة وتعتزم ان تكمل حياتها عذراء هو غير طبيعي ولهذا تعجبت لانها لا تعرف رجل وستستمر الي نهاية مسيرة حياتها لا تعرف رجل. لهذا ايضا اجابة الملاك توضح ان هذا الحبل وايضا الميلاد لن يؤثر على بتوليتها ولن يجعلها تتراجع في نذرها.
والكتاب المقدس ذكر كذا بشارة بميلاد طفل ام شمشون زوجة منوح وهي لم تتعجب وام صموئيل وايضا لم تتعجب ولكن زكريا تعجب وسارة تعجبت وايضا تسائلون عند البشارة. زكريا استغرب واندهش من بشارة الملاك لأن زوجته كانت عاقراً كما إنهما قد شاخا وهناك استحالة حتى في مجرد التفكير في الإنجاب بحسب المقاييس البشرية. زكريا استفسر من الملاك عن كيفية حدوث ذلك غير مصدق فقال “كيف اعلم هذا لأنى شيخ وإمرأتى متقدمة في أيامها”
وكذلك إستغراب سارة وضحكها عندما بشر الرب ابراهيم بولادة اسحق “وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام. وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت
سارة في باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعيم وسيدى قد شاخ. ولهذا استغراب العذراء
يوضح ان ليس في نيتها الزواج وانها تعزم ان تبقي على نذرها وان تستمر عذراء
فالبتوليـة ليست تهرباً من مسؤوليات الحياة إنـما هى تعبير كامل عن حب الإنسان لربـّه،
والحب الحقيقي يمتاز بالعطاء والتضحية ولا يشغل بال الإنسان أحد سوى الله، وهذا الحب هو ما يُشابه ذلك الحب النقي الذي كان بين آدم وحواء قبل السقوط.
وعن بتولية القديس يوسف نجد ان القديس بطرس راميانوس يقول” الكنيسة تؤمن ان القديس يوسف النجار حفظ العِفة حتى الموت كالبتول مريم”. والقديس أغسطينوس (354-430م) يقول:” ان القديس يوسف النجار قضى عمره عفيفاً طاهراً كالعذراء الجليلة”. والقديس توما الإكويني اللاهوتي (1225-1274م) يقول:” ان السيد المسيح لم يرد ان يسلّم والدته إلا الي تلميذ بتول لذلك فإنه لا يليق ان تُخطب هذه العذراء
البتول لرجل غير بتول”.
أمـا عن نذر البتوليـة فقد جاء في رسالة القديس بولس:”وامـا من يجعل في قلبـه وهو مصمم ولا إضطرار به بل له سلطان على مشيئتـه وجزم في قلبـه أن يحفظ عذراءَه فنعّـماً يفعل”(1كورنثوس37:7)، وايضا كما جاء:”والـمرأة الغير الـمتزوجـة والعذراء تهتم فيـما للرب لتكون مقدّسة في الجسد والروح”(1كورنثوس34:7)، فبتوليـة مريم كانت علامة لإيمانهـا وتقديسها للرب. وعندمـا سمعت كلام ملاك الرب خافت من انها سوف تتخلى عن البتولية إلى الأمومـة، ولكن طـمأنهـا الـملاك وأخبرهـا كيف سيحدث هذا، “قوة العليّ تظللّكِ والروح القدس يحلّ عليكِ”، وهنـا تتذكر مريم بالطبع معنى حلول الروح القدس ومعنى أن “قوة العليّ” تظلّل البشر كما جاء في أسفار الشريعـة (خروج 15:24)، فهنـا
خضعت وقالت:”هآنذا آمـة الرب”.
أمـا القديس يوسف الذي كان باراً كما يذكر الكتاب الـمقدس عنـه، والبرارة تعني القداسة والعيش في الحق والعدل والعمل بوصايا الله وكما جاء”ان البتوليـة مع الفضيلة أجمل فإن معها ذِكراً خالداً لأنهـا تبقى معلومـة عند الله والناس”(حكمة1:3). فعاشت مريم ويوسف في حياة مشتركـة مع الله قبل أن يعيشا معاً تحت سقف واحد وحتى بعد أن أخذهـا إلى بيتـه كما أمره ملاك الرب عندما ظهر لـه في الحلم. ولـما عرف بأمر الحبل الإلهي لـم يجرؤ بعد كل هذا أن يلمس أم الـمسيّا وهيكل الله، فعاشا معاً حياة كلهـا تكريس وخدمـة ومحبـة.
ان الحياة في الطهارة والقداسة هى شرط ضروري للحياة مع الرب، ففى سفر الرؤيـا نرى 144 ألف قد “افتدوا من الأرض هؤلاء الذين لـم يتنجسوا مع النساء لأنهم أبكار هم التابعون للحَمل حيثما يذهب ولم يُوجد في أفواههم غش لأنهم بلا عيب قدام عرش الله”(رؤيا يوحنا4:14-5). ويُعلن لنا الـمرّنـم:”من يصعد إلى جبل الرب ومن يقوم في موضع قدسه النقي الكفيـن والطاهر القلب الذي لا يحمل نفسه الى الباطل ولم يحلف بالغش”(مزمور3:23-4)، والقديس بولس يُعلن”فإن مشيئة الله إنما هي تقديس أنفسكم وأن يعرف كل واحد منكم كيف يصون اناءه في القداسة والكرامة لا في فجور الشهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله”(1تسالونيكي3:4-5)، ولهذا فيوصي تيموثاوس تلميذه قائلاً:”احفظ نفسك عفيفاُ”(1تيموثاوس22:5)، وكذلك اوصى أهل كولوسي قائلاً:”اهتموا لـما هو فوق لا لـما هو على الأرض”(كولوسي2:3). فالبتوليـة والطهارة ليست شيئاً غير ضرورياً إنـما هـما شرط أساسي للحياة مع الله، وهكذا عاشا مريم ويوسف في بتوليـة وطهارة كاملـة مكرّسين حياتهـما لخدمـة الطفل الإلهـي.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البتوليـة بعد الولادة| مريم العذراء لم يكن لها علاقـة مع أي رجل
مريم العذراء | البتوليـة في الولادة
مريم العذراء | البتوليـة بعد الولادة وإلى إنتقال مريـم للسماء post partum
أن الله قد حفظ جسد مريم فى البتوليـة والطُهر
بحسب إيماننـا الـمسيحي فإن مريم هـى “الدائـمة البتوليـة”


الساعة الآن 05:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024