![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري التثنية 4 - تفسير سفر التثنيه ![]() هو دعوة للطاعة, وهو الربط بين القسم الأول أي سرد تاريخ الله معهم وعمله معهم, والقسم الثاني وهو مراجعة الشريعة. ففي القسم الأول يعلمهم الطاعة وفى الثاني يعلمهم ما هي الوصايا الإلهية التي يجب أن يطيعونها. وسرد التاريخ معهم يدفعهم أولًا لأن يشكروا الله ولأن يذكروا إحساناته عليهم. لأن النسيان يدفع الإنسان لأن يتذمر ويتمرد عند أول ضيقة تقابله, وأما لو تذكر الإنسان أعمال الله وشكره وسبّحه فهذا ينزع الشكوك التي يزرعها الشيطان فيه بأن الله تركه وأهمله. لذلك فهذا الأسلوب (الشكر وتذكار إحسانات الله) يقود الإنسان لطاعة الله والتسليم لهُ وهذا يجلب بركات الله على الإنسان آية1:-فالان يا إسرائيل اسمع الفرائض والاحكام التي انا اعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب اله ابائكم يعطيكم. إسمع... لتعملوها.. لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا = كلمات من خصائص السفر ومن يسمع الوصية يدخل أرض الميعاد. فالآن = بناء على ما سرده موسى من أعمال الله يطلب منهم طاعة الوصايا. لكى تحيوا = فكلمة الرب فيها حياة. وهذه الحياة تتضمن الحياة الروحية أي تكونون قديسين والحياة المادية أي بركة الرب لشعبه في هذا العالم والحياة الأبدية في أرض الأحياء. آية2:-لا تزيدوا على الكلام الذي انا اوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها. قارن مع (مت18،17:5 + رؤ 19،18:22) آيات 3-5:-اعينكم قد ابصرت ما فعله الرب ببعل فغور ان كل من ذهب وراء بعل فغور اباده الرب الهكم من وسطكم. واما انتم الملتصقون بالرب الهكم فجميعكم احياء اليوم. انظر قد علمتكم فرائض واحكاما كما امرني الرب الهي لكي تعملوا هكذا في الأرض التي انتم داخلون اليها لكي تمتلكوها. من يذهب وراء شهواته تاركًا الله فنصيبه الموت والهلاك آية 6:-فاحفظوا واعملوا لان ذلك حكمتكم وفطنتكم امام اعين الشعوب الذين يسمعون كل هذه الفرائض فيقولون هذا الشعب العظيم انما هو شعب حكيم وفطن. فأحفظوا وأعملوا... لأن ذلك حكمتكم = فكلمة الله تُعطى من يحفظونها ويتمسكون بها حكمة ومعرفة (مز 130:119). وكلمة الله تُهذب حياتهم فتكون أقوالهم رزينة وكلمة الله تُضفى عليهم مهابة ووقار وتجعل الناس يشهدون لهم. فمن يحفظ الوصايا ويعظِّمها تُعظِّمه هذه الوصايا في أعيُن الآخرين ومخافة الرب هي الحكمة. وسيرى الناس حكمتهم ويَعلموا أن سِر هذه الحكمة شريعتهم وسيعلموا أن من عَبَد الأوثان ذهبت حكمته. ولاحظ في آية (8) أن عظمة الشعب راجعة لوجود الشريعة. آية7:-لانه أي شعب هو عظيم له الهة قريبة منه كالرب الهنا في كل ادعيتنا اليه شعبنا عظيم لأن إلهه وسطه ويستمع إليه ويستجيب لدعائه = فى كل أدعيتنا إليه آيات 9،8:-و أي شعب هو عظيم له فرائض واحكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي انا واضع امامكم اليوم. انما احترز واحفظ نفسك جدا لئلا تنسى الامور التي ابصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل ايام حياتك وعلمها أولادك وأولاد أولادك. الوصايا ليست ثِقَل على الشعب بل هي سر عظمته، ومن يُنفذها يُدرك وجود الله آية (7) آية10:-في اليوم الذي وقفت فيه امام الرب الهك في حوريب حين قال لي الرب اجمع لي الشعب فاسمعهم كلامي لكي يتعلموا ان يخافوني كل الأيام التي هم فيها احياء على الأرض ويعلموا أولادهم. موسى يُكلمهم هنا عن أعظم أيام حياتهم حين كانوا في حوريب وأعطاهم الله الوصايا. آية12،11:-فتقدمتم ووقفتم في اسفل الجبل والجبل يضطرم بالنار إلى كبد السماء بظلام و سحاب وضباب. فكلمكم الرب من وسط النار وانتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتا. هم سمعوا الصوت ولم يروا الله فلا يستطيع إنسان أن يرى الله ويعيش. ونلاحظ ان موسى يركز على أنهم لم يروا الله حتى لا يصنعوا لهُ تمثالًا يعبدوه آية14،13:-و اخبركم بعهده الذي امركم ان تعملوا به الكلمات العشر وكتبه على لوحي حجر. واياي امر الرب في ذلك الوقت ان اعلمكم فرائض واحكاما لكي تعملوها في الأرض التي انتم عابرون اليها لتمتلكوها. العهد هنا هو شريعة الرب عمومًا والوصايا العشر بصفة خاصة. آية15:-فاحتفظوا جدا لانفسكم فانكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. الله كلم الشعب من وسط النار وكلم موسى في العليقة وسط النار وحل على التلاميذ على هيئة السنة نار ومازال بروحه النارى يعمل في قلوب شعبه وفي الخدمة آية16:- لئلا تفسدوا وتعملوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر أو انثى. فى كنيستنا لا نعمل الصور لنعبدها بل لنقتدى بفضائل أصحابها ولتكريمهم الآيات 17-19:-شبه بهيمة ما مما على الأرض شبه طير ما ذي جناح مما يطير في السماء. شبه دبيب ما على الأرض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الارض. ولئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم كل جند السماء التي قسمها الرب الهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدها. عجيب أن ينحدر الإنسان في الشعوب الوثنية إلى أن يعبد البهائم والنجوم التي خلقها الله لخدمته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والله يحذر الشعب هنا خصوصًا أنهم سبق وعبدوا العجل الذهبى. واليوم العبادة الوثنية هي أن يأخذ أي شيء المركز الأول في القلب غير الله آية20:- و انتم قد اخذكم الرب واخرجكم من كور الحديد من مصر لكي تكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم. كور الحديد = أى الفرن الذي يصهر فيه الحديد. وهذا تشبيه لعبودية الشعب في مصر وانهم تحملوا مشقات كما يتحمل الحديد نار الفرن تكونوا لهُ شعب ميراث = أ- بإقتنائه لكم صرتم شعب ميراث. ب- أعطاكم الأرض ميراث لكم ولأبنائكم ج- الله نفسه صار لكم نصيبًا وميراثًا (مز24:31). آية21-23:-و غضب الرب علي بسببكم واقسم اني لا اعبر الاردن ولا ادخل الأرض الجيدة التي الرب الهك يعطيك نصيبا. فاموت انا في هذه الأرض لا اعبر الاردن واما انتم فتعبرون وتمتلكون تلك الأرض الجيدة. احترزوا من ان تنسوا عهد الرب الهكم الذي قطعه معكم وتصنعوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة كل ما نهاك عنه الرب الهك. هذا التكرار يعبر عن ألم موسى لحرمانه وتحذيرًا للشعب حتى لا يعصوا الله آية24:-لان الرب الهك هو نار اكلة اله غيور. الهنا نار آكلة = هو شديد الغيرة على مجده وعلى شعبه وشديد الانتقام من أعدائه ومقاوميه ويبيدهم وناره تحرق الخطية من قلوب شعبه وهو إله غيور لا يقبل أن شعبه يعبد سواه فهو كالزوج الذي يرفض أن تحب زوجته غيره. إلهنا هو نار تقابل معه موسى فإمتلأ قلبه حبًا ووجهه إمتلأ مجدًا وتقابل معه قورح وداثان فهلكوا وإحترقوا بها. آية25:-اذا ولدتم أولادا وأولاد أولاد واطلتم الزمان في الأرض وفسدتم وصنعتم تمثالا منحوتا صورة شيء ما وفعلتم الشر في عيني الرب الهكم لاغاظته. موسى يحذر شعبه أنهم بعد ان يستريحوا في الأرض ينسون أن الله هو الذي أخرجهم ومن ثم تفسد حياتهم. عجيب أن حياة النعيم تقود الإنسان للفساد بدل الشكر. آية26:-اشهد عليكم اليوم السماء والارض انكم تبيدون سريعا عن الأرض التي انتم عابرون الاردن اليها لتمتلكوها لا تطيلون الأيام عليها بل تهلكون لا محالة. السماء = هم سكان السماء من الملائكة وأرواح الصديقين. والأرض = أي كل المخلوقات. ولقد رأى العالم كله تأديب إسرائيل على شرورها وعرفوا عدالة الله. آية27:-و يبددكم الرب في الشعوب فتبقون عددا قليلا بين الامم التي يسوقكم الرب اليها. تشتيتهم تم على يد أشور ثم بابل ثم نهائيًا على يد الرومان آية28:-و تصنعون هناك الهة صنعة ايدي الناس من خشب وحجر مما لا يبصر ولا يسمع و لا ياكل ولا يشم. حينما يذهبون لهذه البلاد البعيدة سوف يقلدونهم في وثنيتهم. آية29:- ثم ان طلبت من هناك الرب الهك تجده اذا التمسته بكل قلبك وبكل نفسك. بعد إنذارهم بالتشتيت، ها هو يفتح لهم باب التوبة والرجاء. بكل نفسك = تكريس المشاعر لله آية30:-عندما ضيق عليك واصابتك كل هذه الامور في اخر الأيام ترجع إلى الرب الهك و تسمع لقوله. فى آخر الأيام = أ- أي بعد أن يتمادوا في شرورهم ويبدأ الله في العقاب ب- في نهاية العالم تعود البقية إلى المسيح ويؤمنوا بالمسيحية. آية31:لان الرب الهك اله رحيم لا يتركك ولا يهلكك ولا ينسى عهد ابائك الذي اقسم لهم عليه. وعد كريم من الله أنهم لو رجعوا سوف يقبلهم الآيات 32-40:-فاسال عن الأيام الاولى التي كانت قبلك من اليوم الذي خلق الله فيه الإنسان على الأرض ومن اقصاء السماء إلى اقصائها هل جرى مثل هذا الامر العظيم أو هل سمع نظيره. هل سمع شعب صوت الله يتكلم من وسط النار كما سمعت انت وعاش. او هل شرع الله ان ياتي وياخذ لنفسه شعبا من وسط شعب بتجارب وايات و عجائب وحرب ويد شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة مثل كل ما فعل لكم الرب الهكم في مصر امام اعينكم. انك قد اريت لتعلم ان الرب هو الاله ليس اخر سواه. من السماء اسمعك صوته لينذرك وعلى الأرض اراك ناره العظيمة وسمعت كلامه من وسط النار. ولاجل انه احب اباءك واختار نسلهم من بعدهم اخرجك بحضرته بقوته العظيمة من مصر. لكي يطرد من امامك شعوبا اكبر واعظم منك و ياتي بك ويعطيك ارضهم نصيبا كما في هذا اليوم. فاعلم اليوم وردد في قلبك ان الرب هو الاله في السماء من فوق وعلى الأرض من اسفل ليس سواه. واحفظ فرائضه ووصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لكي يحسن اليك والى أولادك من بعدك ولكي تطيل ايامك على الأرض التي الرب الهك يعطيك إلى الابد. كثيرًا ما يلجأ الإنسان للتاريخ لكي يبرهن على حقيقة ما. وهنا موسى يفعل نفس الشيء ليُبرهن على محبة الله العجيبة لهذا الشعب حتى لا يترك الشعب الله بعد ذلك. وفي (34) مخاوف عظيمة = أي الأمور المُرعبة الكثيرة التى أجراها الرب في المصريين. وفي (35). الله أراهم كل هذا ليؤمنوا. وفي (36) ظهور نار الله على الأرض إشارة للتجسد الذي سوف يحدث. وفي (37) أحب = باليونانية جاءت الكلمة أغابو أي محبة دون مقابل أو محبة ممنوحة كنعمة تُمنح دون وجود ميزة في المحبوب. (هو سفر الحب بين الله وشعبه) ولقد اختار الله هذا الشعب أ- محبة مجانية (كالتى ظهرت في تجسده وفداءه) ب- لمحبته لأبائهم ج- لأجل وعوده للأباء د- لأجل شرور الشعوب الوثنية المحيطة. وفي (40) إلى الأبد أي إلى أجيال طويلة جدًا ما دامت أمتهم قائمة وماداموا سالكين في طريق الرب. آية41-43:-حينئذ افرز موسى ثلاث مدن في عبر الاردن نحو شروق الشمس. لكي يهرب اليها القاتل الذي يقتل صاحبه بغير علم وهو غير مبغض له منذ امس وما قبله يهرب الى احدى تلك المدن فيحيا. باصر في البرية في ارض السهل للراوبينيين و راموت في جلعاد للجاديين وجولان في باشان للمنسيين. كان الرب قد امر موسى بتحديد 6 مدن للملجأ 3 شرق الأردن و3 آخرين غربه لكي يهرب إليها القاتل غير المتعمد. ولكن لماذا يرد هذا الخبر هنا بعد آيات المحبة، محبة المسيح. هذا للإشارة لأن هناك رجاء في المسيح الذي يعيننا. وهذه الآية أتت بعد الآيات التي تحذرنا من عدم الخضوع للوصية لتعطينا رجاء أنه في حالة الفشل فهناك ملجأ نحتمى فيه ونلاحظ أن موسى يحدد مدن للملجأ للسبطين ونصف فمع انهم اختاروا لأنفسهم إلا أن الله لا يحرمهم من هذا الإمتياز. آية44:- و هذه هي الشريعة التي وضعها موسى امام بني إسرائيل. تُعتبر هذه الآية وإلى آخر الإصحاح مقدمة للعظة الثانية لموسى آية 45:-هذه هي الشهادات والفرائض والاحكام التي كلم بها موسى بني إسرائيل عند خروجهم من مصر. شهادات = يقصد بها أقوال الله عامة وفي مقدمتها الوصايا العشر. وتسمى شهادة فهي شهادة على أن الإنسان عمل بها أو لم يعمل وهي شهادة حب وأن الله أعطاها للبشر ليحيوا ولا يموتوا آية47،46:- في عبر الاردن في الجواء مقابل بيت فغور في ارض سيحون ملك الاموريين الذين كان ساكنا في حشبونالذي ضربه موسى وبنو إسرائيل عند خروجهم من مصر. و امتلكوا ارضه وارض عوج ملك باشان ملكي الاموريين اللذين في عبر الاردن نحو شروق الشمس. تحديد بيت فغور يزيد شدة التحذير آية49،48:-من عروعير التي على حافة وادي ارنون إلى جبل سيئون الذي هو حرمون. وكل العربة في عبر الاردن نحو الشروق إلى بحر العربة تحت سفوح الفسجة إلى جبل سيئون أي جبل الأنوار. ولاحظ التضاد بين بيت فغور أي بيت الفجور وجبل الأنوار. هذه تشير للفرق بين من يطيع الوصية ومن يرفضها. إذًا تحديد هذه الأماكن مهم رمزيًا حين يتحدث موسى عن طاعة الشريعة. |
![]() |
|