منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 01 - 2014, 05:07 PM
 
FIKRY Male
ابتديت اشد حيلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  FIKRY غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1386
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 49

تأملات وقراءات فى معمودية السيد المسيح
الجزء الثانى

مقدمة
رأينا فى الجزء الأول التوبة كطريق لمعرفة السيد المسيح وأن من غير التوبة لا يوجد معرفة بشخص السيد المسيح وتعرضنا للأسباب التى من أجلها جاء السيد المسيح ليعتمد من القديس يوحنا المعمدان وتعرضنا بالتحديد لـ 12 سبب , تعالوا نشوف السبب الثالث عشر ونتأمل فيه معا.
13-ودى أحلى حاجة وهى دى اللى تخصنا أحنا , أنه ليس فقط أن السيد المسيح جاء كتائب من أجلنا وواحد يقول طيب ليه الروح القدس حل على السيد المسيح ؟ فأقول لك خذ بالك أن فى هذه اللحظة حلول الروح القدس على المسيح لم يكن من أجل المسيح ذاته لكن كان من أجل بشريتنا التى يحملها السيد المسيح فى جسده , فهذا الحلول كان بيختص بينا , وهذا الحلول كان من أجلنا وكان علشانا نحن , وعلشان كده وأحنا بنقرأ الأربعة بشاير بعاليه نلاحظ إختلاف فى الكلام , واحد بيقول وجاء صوت من السماء قائلا هذا هو إبنى حبيبى الذى به سررت , وواحد تانى قال أنت أبنى حبيبى بك سررت , طيب أيه الفرق بين الإثنين ؟ آه الفرق هو فى واحدة إعلان للناس أن هذا هو أبنى حبيبى الذى به سررت , فهذا إعلان للناس أن هذا هو أبن الله اللى أنا فرحان بيه وموضع مسرتى وفرحتى , ولكن فى نفس الوقت حديث خاص للسيد المسيح إن فى إخلائك لذاتك وإرتضائك لفداء البشرية وإنك تأخذ صورة العبد وتأخذ جسد إنسان هذا صار موضع مسرة ومحبة الآب , وبولس الرسول بيقول آية لطيفة قوى أنتم الذين أعتمدتم قد لبستم المسيح , يعنى كل واحد فينا بيتعمد بيلبس المسيح وبتنطبع صورة السيد المسيح فيه , يعنى يبقى إحنا والسيد المسيح واحد وهو قال أيها الآب أريد أن هؤلاء يكونوا واحد فينا كما أنى أنا وأنت واحد , طيب لما صورة السيد المسيح تبقى فينا وييجى الآب ينظر من السماء علينا يلاقى فينا صورة أبنه , وأبنه بالنسبة له هو موضع الحب والمسرة , بيقول أنت أبنى حبيبى بك سررت , فأصبحنا أحنا لما بنتحد بالمسيح ولابسين المسيح فى المعمودية صرنا معه أيضا موضع محبة وسرور الآب , أصبحنا محبوبين من الآب وموضع سرورة نتيجة صورة السيد المسيح اللى فينا , وإذا كنا أحنا موضع محبة وسرور الآب فنأخذ إعلان الحب الكبير قوى اللى قاله بولس الرسول لأن محبة الله انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا , يعنى لما واحد يحب واحد بشدة جدا وعايز يعبر له عن هذا الحب وعايز يقول له أنا بأحبك جدا وعلشان أنا بحبك جدا أعطيك أغلى ما أملك وأحلى ما أملك , فأعطيك روحى أغلى ما أملك , فعلشان كده إنسكاب الروح القدس كان علامة حب ومسرة للأبن وعلشان كده أحنا نؤمن أن الروح القدس منبثق من الآب بالأبن , يعنى الروح القدس جاء من الآب بواسطة الأبن اللى صار موضع محبة ومسرة وأصبحنا أحنا المتحدين بالأبن لينا عطية الروح القدس وعلشان كده نشوف الروح آتى ونازل من السماء ومستقرا عليه مش لذاته ولكن لينا نحن , وعلشان كده عطية الروح القدس لينا هى عطية حب من الله وسرور من الله بنا نحن اللى علينا صورة السيد المسيح , فكان عماد السيد المسيح كان من أجل أن البشرية تقبل حلول الروح القدس و تقبل الروح القدس كعطية من الله للإنسان .
هو ده عيد الأبيفانيا أو عيد الظهور الإلهى لكن أيضا نقول ملاحظة لطيفة قوى , زمان الكنيسة ماكانيتش بتعيد عيد الميلاد لوحده وعيد الغطاس لوحده , ولكن كانت بتعيد الإثنين فى يوم واحد وبتسميه أعياد الظهور الإلهى , اللى هو ميلاد السيد المسيح وزيارة المجوس للسيد المسيح وإعلانه كملك وعيد الغطاس , كان الثلاثة بيتعيدوا فى يوم واحد , لحد ما جاء الأنبا أثناسيوس البطريرك الواحد وعشرين وقام بفصل عيد الميلاد عن عيد الغطاس , طيب أيه المعنى اللى كانت وضعاه الكنيسة أنها كانت بتعيد الغطاس والميلاد فى عيد واحد؟ الحقيقة كان فى لقبين السيد المسيح كان بيعتز بيهم جدا وبيسمى نفسه بيهم كثيرا 1- أبن الإنسان , 2- أبن الله , والحقيقة أن السيد المسيح ليه ميلادين 1- الميلاد الأزلى الذى ليس له بداية (أنت أبنى وأنا اليوم ولدتك) كأبن لله زى ولادة النور من النور مفيش فارق زمنى بين الأثنين , وزى الشعاع ما بيتولد من الشعلة , ما نقدرش نفصل الشعلة عن الشعاع ولا فى لحظة الشعلة موجوده فيها من غير الشعاع ,أو الشعاع موجود من غير الشعلة , ولادة النور من النور , وهى دى الولادة الأزلية كأبن لله , 2- الميلاد الزمنى كأبن للإنسان اللى هو فى ملىء الزمان جاء وتجسد وأخذ جسدا من العذراء مريم , علشان كده السيد المسيح ليه ميلاد بشرى زمنى كأبن للإنسان بالتجسد , وليه ميلاد أزلى كأبن لله , ونلاحظ ملاحظة لطيفة فى الكتاب المقدس لو دققنا فى الأربعة أناجيل حتى نعرف كيف أعلنوا لينا السيد المسيح؟ حا نلاقيهم أنقسموا نصفين , أنجيل متى وأنجيل لوقا بدأوا أناجيلهم بقصة ميلاد السيد المسيح الجسدى أبن الإنسان يعنى أعلنوا لينا أبن الإنسان لما قال متى النبوة ( هوذا العذراء تحبل وتلد أبنا ويدعون أسمه عمانوئيل ) ولوقا أبتدأ قصة الميلاد ببشارة الرعاة ( ولد لكم اليوم فى مدينة داود يسوع المسيح ) يعنى متى ولوقا أبتدأوا بإستعلان أبن الإنسان المولود حسب الجسد زمنيا , والنصف الآخر أنجيل مرقس وأنجيل يوحنا , فمرقس بيبتدى إنجيله بالعماد ( أنت أبنى حبيبى الذى به سررت ) يعنى بيعلنه كأبن لله , ويوحنا بيبتدى أنجيله ( فى البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله ) , ( رأينا مجده مثل أبن وحيد لأبيه ) , ( الله لم يره أحد قط الأبن الوحيد الذى فى حضن أبيه هو خبر ) , وبعدين الآية اللى قالها يوحنا المعمدان فى أنجيل يوحنا ( وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو أبن الله ) , يعنى مرقس ويوحنا أبتدأوا أناجيلهم أو بشارتهم بإستعلان المسيح كأبن لله , وعلشان كده أبتدأوا بالعماد , يعنى فى بنوة الأبن الأزلية مرقس ويوحنا بيتخطوا قصة الميلاد وبيبتدوا بالعماد مباشرة , يعنى السيد المسيح كان بيلذ له أن يسمى بأبن الإنسا وبأبن الله , ولو رحنا لسفر دانيال 7: 13- 14 13«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. ياريت ناخد بالنا من الكلام ده لأنه كلام خطير جدا شافه دانيال من زمان قبل مجىء المسيح بآلاف السنين , بيقول دانيال وإذ مع سحب السماء مثل أبن إنسان وقربوه , طيب كلمة قربوه دى بتعنى أيه أو بتستخدم أمتى ؟ بتستخدم للذبائح فى تقديم القرابين , يعنى قدموه ذبيحة على خشبة الصليب قدامه , فقديم الأيام أشتم أبنه كرائحة سرور اللى هو أبن الإنسان , فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا وأبتدأ يتكلم على هذا الملكوت اللى حايكون على شعوب وأمم وألسنة ويقول سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته لا ينقرض , فمع سحب السماء , يعنى المسيح فى ميلاده السماء أنفتحت ونزلت ملائكة كثيرة بشرت الرعاة , والمسيح فى عماده السماء أنفتحت وأيضا فى موقف ثالث السماء أنفتحت حا نقوله بعدين , لكن إنفتاح السماء ده كان بيختص بالمسيح , ومع إنفتاح السماء وتقديم أبن الإنسان كان ليه ملكوت علشان كده أبتدأ السيد المسيح خدمته على طول بنفس الكلمة اللى أبتداها وقالها يوحنا المعمدان ( توبوا لأنه أقترب منكم ملكوت السموات ) ولما أرسل تلاميذه قال لهم يكرزوا بهذه العبارة أيضا ( توبوا لأنه أقترب منكم ملكوت السموات ) ملكوت السموات ده اللى أتنبأ عنه دانيال بقوله أعطى ملكوت لن يزول وملكوته لا ينقرض وهو ده الملكوت اللى ظل الشعب مترقبه ومنتظره , لكن الشعب أفتكروه ملكوت أرضى وأن السيد المسيح حاييجى يملك أرضيا لكن دانيال فى الأول وضح لهم مع سحب السماء , يعنى هذا الملكوت ملكوت سماوى , وعلشان كده هذا هو أبن الإنسان اللى شافه دانيال وهو ده ملكوت السموات , أبن الإنسان لقب جميل جدا أعتز بيه السيد المسيح وعلشان كده عايز يقول أنا أبن الإنسان بصفة عامة على المشاع للكل بعيدا عن الإحتكارات الإنسانية أو الزمنية وأنا مش بتاع جيل معين ولا شعب معين ولا سبط معين ولا أسرة معينة ولا أشخاص معينين , أنا أبن الإنسان بصفة عامة للكل على المشاع , واللقب الثانى اللى كان دايما المسيح بيحب يسمعه ويقوله عن نفسه هو أبن الله كما يقول أنجيل يوحنا 1: 14 14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. ( كمجد أبن وحيد لأبيه ) والمسيح بيقول لهم فى يوحنا 16: 27 27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. وكان دايما بيقوله ( يا أبى لتكن مشيئتك لا مشيئتى ) وعلشان كده محبة الله منسكبة للبشرية للى أحبوا أبنه , لكن بنوة السيد المسيح للآب تفرق عن بنوتنا أحنا ليه ولذلك يسمى نفسه الأبن الوحيدμονογενής monogenēs أو مونو جانيس أو الوحيد والفريد فى نوعه , ولما أتكلم مع مريم المجدلية قال لها روحى قولى إنى صاعد لأبى الذى هو أبوكم , ولم يقل روحى قولى لهم أنا صاعد إلى أبانا ..لأ.. لأن بنوة المسيح للآب غير بنوتنا أحنا بالتبنى , لكن السيد المسيح أبن بالطبيعة تماما زى ولادة النور من النور لكن أحنا أولاد بالتبنى , واللى يقرأ فى الكتاب المقدس يأخذ باله أزاى المسيح كان بيتكلم عن بنوته للآب حتى بالذات فى إنجيل يوحنا يسترعى إنتباهنا أن السيد المسيح لم يحاول مرة واحدة أنه يبرهن أو يثبت أنه أبن الله بل على العكس كان كل كلامه طبيعى ومن خلال الفطرة ومن خلال كلامه لما كان بيتكلم كان بيتكلم عن نفسه كأبن لله من غير ما يثبت ده لأن هى دى طبيعته ( أتيت من عند أبى ) وعلشان كده كان فى فرق بين كلام السيد المسيح وبين كلام الأنبياء الآخرين كأشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال ...... , كانوا لما بيقولوا كلام على لسان ربنا كانو ا بيقولوا هكذا يقول الرب , لكن السيد المسيح ماكانش بيقول كده , لأنه كان مباشرة بيقول الحق الحق أقول لكم , وليس كما قال الرب , لأن هو والآب واحد , وعلشان كده عيد الغطاس هو إعلان السيد المسيح هو أبن الله , وعيد الميلاد هو إعلان المسيح أبن الإنسان , وبيقول أنفتحت السماء , ونشوف فى ميلاد أو تجسد المسيح على الأرض أن السماء بتنفتح ثلاثة مرات : 1- فى ميلاده لما المسيح أتولد وأتولد فى المزود نجد السماء أتفتحت والملائكة ظهرت وقالت المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة , 2- لما المسيح أتعمد نجد السماء أتفتحت والروح القدس نزل وأستقر عليه وصوت هذا هو أبنى الحبيب الذى به سررت ,3- فى الصلب ونرى ذلك واضحا فى إنجيل مرقس 15: 37- 39 37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.38وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. 39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!» يعنى ثلاثة مرات فى الميلاد والعماد والصلب , وهذه الثلاثة مرات مشتركين فى فعل واحد السيد المسيح عمله , هو إتضاعه فلما أتولد ورضى أنه يتولد فى مزود حقير كأحقر البشر أنفتحت السماء , ولما رضى أنه يوطى ويضع رأسه تحت أيدين يوحنا المعمدان أنفتحت السماء , ولما أتضع وأترفع على الصليب كخاطى وكأشر الخطاة وكأفضح الخطاة عريانا أيضا أتفتحت السماء وهنا نصل إلى أهم نقطة وهى أن بر الإتضاع يشق السماء ويفتح السماء , لأن فى أتضاع السيد المسيح السماء لم تستحمله وأتفتحت على طول , وإن كان كبرياء الإنسان قفل السماء قدام الإنسان وطرده بره وبقى مالوش دخول تانى بسبب الكبرياء , فكان إتضاع السيد المسيح فتح السماء وشقها , ونفتكر أشعياء النبى لما صرخ فى 64: 1 1 لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. علشان كده السماء أنشقت وأعلن فى أتضاع المسيح أنه لما قبل أن يتوب عن البشر أعلن إنفتاح السماء قدام الإنسان مرة تانية , وأيضا فى سفر الرؤيا نشوف 11: 19 19وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ. والموقف الجميل اللى ممكن نطابقه بين لحظة موت السيد المسيح على الصليب كما فى مرقس 15 وبين لحظة عماد السيد المسيح , حنلاحظ ثلاثة أشياء 1- إنشق حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل وليس من أسفل إلى فوق , طيب دى تفرق؟ طبعا لأن اللى أبتدأ يفتح اللى فوق نتيجة إتضاع اللى تحت (السيد المسيح) , (وللأسف معظم كنائسنا تحتفظ بستارة الهيكل كاملة وليست مشقوقة وكأن الله لازال محتجب عنا وهذا هو تقليد الكنيسة الأرثوذكسية اللى فى الوقت اللى فيه ألغت بقية الطوائف هذا الحجاب ولكن الكنيسة الأرثوذكسية أصرت على بقائه مشقوقا لتذكار عمل السيد المسيح ساعة صلبه لكن تقول لمين ؟ ), 2- وأسلم الروح 3- وصرخة قائد المئة حقا كان هذا الإنسان أبن الله , يعنى أنفتاح السماء وتسليم الروح مع إعلان أبن الله , وهم بالضبط الثلاثة أشياء اللى حصلوا فى المعمودية , ولذلك نجد واحد من البشيرين يقول أنشقت السماء , وواحد تانى يقول أنفتحت السماء , ونزل الروح عليه تماما كتسليم الروح , طيب إزاى ؟ لأنه لما أسلم الروح نزل إلى الجحيم من قبل الصليب , فنزول الروح مع إنفتاح السماء معاهم إعلان أبن الله , وهو ده اللى حصل فى العماد أنفتحت السماء ونزل الروح وصوت من السماء أنت هو أبنى الحبيب الذى به سررت , أى هو ده أبن الله , وعلشان كده لما قال أنشقت السماء هو تعبير أحب أن يستخدمه البشير ليقول أزاى السماء أتفتحت نتيجة بر إتضاع السيد المسيح , وعلشان كده فى أنجيل يوحنا لما يجيبوا نثنائيل ويتكلم معاه ويقول لهم آية خطيرة قوى 1: 51 51وَقَالَ لَهُ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَملاَئِكَةَ اللَّهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ». من الآن ترون السموات مفتوحة أو مشقوقة , وفعلا الكلمة دى مازالت لحد دلوقتى بتتم لأن السماء بالنسبة لينا مفتوحة , أولا على الصعيد الشكلى ما من زمن والتانى من بعد موت السيد المسيح إلا وواحد يشوف السماء مفتوحة , فأستفانوس يقول رأيت السماء مفتوحة , وبولس الرسول طلع للسماء الثالثة اللى بالنسبة له مفتوحة , ويوحنا الحبيب السما بالنسبة له مفتوحة , وهرمس الراعى السماء بالنسبة له أنفتحت , وعلى مدى الأجيال من بعد ميلاد المسيح ما يخلوا جيل من الأجيال إلا وفى قديس من القديسين يشوف السماء مفتوحة وده على الصعيد الشكلى , وثانيا على الصعيد الجوهرى أو الروحى أيضا أن كل صلاة وكل إفخارستيا أحنا بنعملها هى إنفتاح للسماء , وكل مرة أحنا بنقف نصلى فيها هى إنفتاح للسماء , وكل مرة أحنا بنأخذ جسد ودم المسيح ونعمل سر الإفخارستيا هى إنفتاح للسماء على المستوى الروحى العميق ( من الآن ترون السموات مفتوحة ) وهنا يتبقى سؤال ياترى السماء بالنسبة لنا مفتوحة والا مقفولة ؟, ونيجى للتعبير اللطيف اللى قاله القديس لوقا لأنه أنفرد بكلمة واحدة أختلفت عن البشيرين الآخرين ,هى 21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ،, القديس لوقا هو الوحيد اللى قال الكلمة دى أن السيد المسيح بعد العماد صلى أو فى أثناء العماد كان بيصلى فالسماء أنفتحت , طيب ياترى السيد المسيح كان بيصلى بيقول أيه وكان بيصلى لمين وبيكلم مين اللى من أجل هذه الصلاة السماء أنفتحت ؟ ده حانجاوبه لاحقا, فتعالوا نعمل مقارنة سريعة بين الأناجيل الأربعة.
ففى أنجيل متى والحقيقة اللقاء اللى بين السيد المسيح ويوحنا المعمدان هو من أخطر المواضع فى الكتاب المقدس لأن كان فيه سر خلاص العالم كله , أى لقاء يوحنا اللى بيعمد معمودية التوبة بالسيد المسيح اللى جاى يفتدى العالم . لو نلاحظ هنا أن أول كلمة نطق بيها السيد المسيح لإنسان وتتكتب فى الكتاب المقدس وأعلنت هى الكلمة اللطيفة جدا دى ( أسمح الآن ) أو من فضلك , وهى دى أول كلمة نطقها السيد المسيح , ونشوف ربنا بيقترب من البشرية وبيقترب من كل واحد فينا ويكلمه بمنتهى الوداعة واللطف والإتضاع ويقول له من فضلك أسمح الآن أكمل ليك كل بر ناقص فى حياتك وأكمل ليك كل بر أنت عجزت أنك تكمله , وربنا ييجى ويتحايل على الإنسان ويقول له أسمح الآن من فضلك , ويوحنا فى آية 14 بيقول له أنت تأتى إليا ده أنا المحتاج وأنت تأتى إليا , ما هو ده إتضاع السيد المسيح وحلاوة السيد المسيح أنه جاى لكل واحد يقول له أسمح الآن من فضلك وأسمح لى أكمل اللى أنت ما قدرتش تكمله وأسمح لى أن أعمل اللى أنت ما قدرتش تعمله وأسمح لى أن أشتغل فى حياتك , فالسيد المسيح لم يأتى لكى يأخذ برا من يوحنا لكن السيد المسيح أتى لكى يعطى برا ليوحنا ولكل البشرية , أسمح الآن , أول كلمة قالها السيد المسيح للخليقة لما جاء على الأرض , ولم نسمع قبل كده أنه قال أى حاجة , لكن أول كلمة يقولها السيد المسيح للناس وينطق بيها هو يقول أسمح الآن ومن فضلك أعطينى فرصة أن أنا أشتغل فى حياتك , وقد يأتى السيد المسيح وكأنه محتاج إلى الإنسان , وهى دى رقة السيد المسيح وحلاوة السيد المسيح وجمال السيد المسيح وهى أن السيد المسيح لا يقتحم حياة الإنسان لكن يأتى إليه فى رقة وفى وداعة ويقول له أسمح الآن من فضلك , وبعدين السيد المسيح بيكمل لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر , طيب أيه يارب كل بر اللى أنت عاوز تكمله ؟ هو كل بر عجز الإنسان أن هو يعمله , بر التوبة ,فالإنسان ما قدرش يتوب فجاء المسيح ليتوب بدلا منه , وبر الإتضاع , والإنسان ما قدرش يتضع فجاء السيد المسيح ليتضع بدلا منه , وبر الطهارة , فالإنسان ما قدرش يعيش حياة الطهارة فجاء السيد المسيح ليحقق الطهارة , وبر القداسة , فالإنسان ما قدرش يعيش فى حياة القداسة , فلا قدر أنه يطهر نفسه ولا قدر أنه يعيش حياة النقاوة والقداسة , فجاء السيد المسيح وقال له أسمح الآن أكمل كل حاجة أنت عجزت أن تكملها , وييجى فى إتضاع وفى رقة وفى لطف ويقول لكل إنسان إسمح الآن من فضلك دلوقتى , والحقيقة الواحد بيتعجب قد أيه ربنا جاى للإنسان وبييجى بإتضاع ومش بأمر لكن صيغة طلب لطيف جدا يقول لكل واحد أسمح الآن , لكن يا ترى أحنا بنسمح والا ما بنسمحش , وياترى بنعطيه الفرصة والا ما بنعطيهوش , يحضرنى أن كان فى سؤال أتخانق بسببه التلاميذ وأتخانقوا كذا مرة بسبب السؤال ده وهو مين هو الأعظم؟ , ويقول الكتاب حدثت بينهم مشاجرة , يعنى سؤالهم مين هو أعظم واحد فيهم؟ فاللى يقول أنا أكبر واحد فى السن واللى يقول أنا اللى تبعت المسيح أول واحد واللى يقول أنا اللى عندى فلوس كثير واللى يقول أنا ما أعرفش المسيح بيحبنى وبيقربنى , يعنى كل واحد بيقول حاجة مثلا , أيهم أعظم ؟ وكل واحد فيهم كان عايز يثبت أن هو الأحسن وهو الأعظم , لكن فى سؤال تانى أخطر من أيهم أعظم ؟ وهذا السؤال بيوجه لينا كلنا دلوقتى أيهم أبر ؟ أو مين اللى أكثر براءة ؟ السيد المسيح أو يوحنا المعمدان ؟ بالتأكيد الكل حايقول السيد المسيح , ولكن السيد المسيح الأكثر برا بييجى متضع ويحنى رأسه أمام الأقل برا , يعنى أنا عايز أوضح , أحنا ممكن نتنازل عن أيهما أعظم ؟ يعنى ممكن أقول آه ممكن ما أبقاش أنا العظيم وممكن غيرى هو اللى يبقى العظيم لأن العظمة دى مظهر خارجى , يعنى ممكن بشوية إتضاع مزيف وبيحصل كثير قوى بيننا نقدم بعضينا لبعض فى الكرامة زى ما بيحصل فى كل الكنايس مع الأسف , لأ أتفضل أنت قدام لأ أتفضل أنت الأول , يعنى ممكن بسهولة نتنازل عن مكان العظمة لكن بصعوبة جدا نتنازل عن أيهما أبر ! , لأن كل واحد واضع جوه مخه وفى نظره أن هو أبر من غيره , ويقول كده آه صحيح أنا مش كويس وخاطى لكن أحسن من غيرى ! أيهما أبر؟ يعنى أنا صحيح يعنى مش قديس لكن أحسن من فلان اللى بيعمل ومن فلانة اللى بتعمل وبتسوى وكل واحد لا يمكن يتنازل عن أن هو الأكثر برا , يعنى ممكن أتنازل إنى أكون عظيم , أيهما أعظم ؟ لأن العظمة دى حاجة خارجية لكن مش ممكن أتنازل عن أنى أكثر برا من غيرى , وإن أنا أحسن من غيرى وتصرفاتى وسلوكى وصحيح أنا وحش وخاطى لكن أحسن من غيرى وأكثر برا من غيرى , وأنا يعنى عندى شوية مبادىء روحية وشوية جهاد روحى أحسن من غيرى ,لأن البر ده شىء داخلى ومش من السهل أن الإنسان يتنازل عنه , أيهما أبر ؟ والعجيب أن السيد المسيح الأكثر برا من يوحنا يضع رأسه أمام اللى أقل برا , وده كان إخلاء داخلى للذات خطير جدا جدا , ومش بس يقول أول كلمة للبشرية وييجى متضع ويقول له أسمح الآن وهى دى أول كلمة ينطقها ويقولها السيد المسيح للعالم , من فضلك سيبنى أشتغل وأكمل كل حاجة أنت عجزت أنك تكملها , والحقيقة لو أنا لسة عندى هذا الفكر أن أنا أبر من غيرى أكيد مش حأسمح له أنه يكمل كل بر أنا عجزت أن أنا أكمله , لكن لو أنا بأشوفه أن هو الأكثر برا بينحنى أمام الأقل برا , صعبة قوى دى , وعلشان كده السماء لم تستحمل أتضاع السيد المسيح فأتفتحت , والسماء لا يمكن تفتح لنا إلا إذا كان فى توبة وكان فى إتضاع , فالسماء لا يمكن تستجيب لينا إلا إذا كان فى توبة وإتضاع , لأن التمواضعين يعطيهم نعمة , وعلشان كده قال السيد المسيح ليوحنا أسمح الآن لأكمل كل بر أنت أيها الإنسان عجزت أنك تكمله أو تتمه , والحقيقة الواحد بيقف ويذوب أمام كلمة السيد المسيح وإتضاعه (إسمح الآن) لكن يا ترى الإنسان بيسمح له والا لأ ؟ والحقيقة كان فى ثلاثة إستقرارات من السماء زى ما حانشوف أستقرت على السيد المسيح أو ثلاثة إعلانات ,1- لما النجم وقف حيث كان الصبى يسوع و ده كان أول إستقرار وإعلان , 2- أستقرار الروح القدس مثل حمامة عليه 3-وثالث إستقرار لما كان على جبل التجلى فى متى 17: 5 5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». واللطيف أن لما السيد المسيح جاء وتاب بدلا منا ووقف فى طابور التائبين وقام بمعمودية يوجنا بدلا منا إحنا اللى عجزنا أن أحنا نتوب سمع صوت المسرة جاى من السماء , وهنا نقدر نضع كلمتين يساوا بعض وهى توبة تساوى مسرة( توبة = مسرة ) , فبسبب توبة السيد المسيح التى قدمها من أجل البشرية أنسكبت المسرة على العالم كله , فلو الإنسان عايز يفرح وعايز يعيش فى مسرة فمش ممكن حا يعيش المسرة إلا إذا كان فى توبة , وتوبة حقيقية , إذا التوبة هى التى تفتح السماء والتوبة هى التى تجلب المسرة للإنسان , تعالوا نشوف منظر العماد فى الأناجيل الثانية .
ففى أنجيل مرقس نشوف تعبيره الجميل بيقول للوقت , وكلمة للوقت يعنى حالا , يعنى أول ما السيد المسيح أعتمد أتفتحت السماء , والحقيقة كلمة للوقت دى مانفوتهاش كده , لأن إذا كنا بنتكلم عن إنفتاح السماء بالنسبة للإنسان فاللى يفتح السماء للإنسان بسرعة هى التوبة وحياة الإتضاع , ولازم ناخد بالنا من الأفعال اللى أستخدمها القديس مرقس , وهى ثلاثة أفعال وهى 1- صاعد من الماء , 2- إنشقت , 3- نازلا , وهو هنا ربط بين حاجتين وهم قد تموا بين صعود السيد المسيح وبين نزول الروح القدس وهى دى الكلمة التى قالها السيد المسيح ( إن لم أصعد لا يأتيكم الروح القدس ) , يعنى صعود السيد المسيح من الماء جعل الروح القدس تنزل , وأتكلمنا عن معنى حلول الروح القدس كعلامة إنسكاب محبة من الآب للبشرية كلها اللى مطبوع عليها صورة السيد المسيح , فمحبة الله أنسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا , لأنه لما شاف صورة أبنه مطبوعة فينا قال هذا هو أبنى حبيبى الذى به سررت , يعنى لما واحد يحب واحد ويفرح بيه يقول له أنا عايز أعطيك أحلى ما أملك وأغلى ما أملك أعطيك روحى , فكان إعطاء الروح علامة إنسكاب حب من الله الآب , وكمان نشوف منظر السيد المسيح وهو واقف فى نهر الأردن ولو رجعنا وقرأنا صلوات اللقان اللى بتصليها الكنيسة فى يوم ليلة عيد الغطاس بيقول الكاهن تعبيرات حلوة قوى ( رأتك المياه يا رب فهربت ) يعنى شافتك المياه فهربت منك أو أنشقت أو أنفلقت وكأنه بيعيد إلى أذهاننا منظر عبور شعب الله وهو داخل أرض كنعان فى العهد القديم وهو بيعبر نهر الأردن , وكلنا عارفين كيف عبروا نهر الأردن لما أنشق اول ما أقدام الكهنة اللى كانوا شايلين تابوت العهد لمست نهر الأردن يعنى أنفلق إلى نصفين وبعدين عبروا بالتابوت وبعدين عبر الشعب ورائهم , و تابوت العهد ا كان يرمز للسيد المسيح ( فى وسط أحشائى شريعتك يارب ) , وهنا السيد المسيح لم يجىء علشان الناس تتقدم وتعبر وراه , لأ ده السيد المسيح وقف وهو فى نفس الوقت حامل فى جسد بشريته كل البشرية ( يهود وأمم ) وعبر بالبشرية نهر الأردن , ولذلك يقول بولس الرسول (مدفونون معه فى جرن المعمودية)
وفى أنجيل لوقا بنشوف معنى حلو آخر لمعمودية السيد المسيح , والحقيقة مش عايزين نفوت كلمة لما أعتمد جميع الشعب أعتمد يسوع أيضا , يعنى السيد المسيح أنتظر إلى أن أعتمد الكل وبعدين هو أتعمد فى الآخر طيب ليه ؟! طيب ليه هو ما أتعمدش الأول وبعدين الناس جاية تقلده وأتعمدت وراه ؟ أرجوكم ننتبه للكلام ده لأن المعنى خطير جدا , فالسيد المسيح أنتظر لحد ما آخر واحد أتعمد , وذلك لأن توبتنا لا تقبل إلا فى توبة السيد المسيح , طيب يعنى أيه الكلام ده ؟ يعنى القديس لوقا عايز يقول أن معمودية الناس دى كلها ليس ليها أى قيمة إلا إذا السيد المسيح أتعمد , والسؤال هنا طيب السيد المسيح جاء وقدم توبة بينما فى ناس فى العهد القديم قبل مجىء السيد المسيح قدموا توبات زى داود النبى مثلا وغيره , فما موقف توبتهم ؟ الحقيقة أن توبتهم ليست مقبولة إلا فى توبة السيد المسيح , وناخد بالنا من المعنى الأخطر من كده وهو أن السيد المسيح ما يقدمش توبة عنا إلا إذا توبنا أحنا , يعنى شايفين النصفين , يبقى توبتنا مش حاتقبل إلا فى توبة السيد المسيح , والسيد المسيح مش حا يرضى يقدم توبة عنا إلا إذا أحنا قدمنا توبة , وعلشان كده كان لازم الناس تتعمد ولكن عمادهم ليس مقبولا إلا فى عماد السيد المسيح , لكن فى نفس الوقت السيد المسيح لن يعتمد إلا بعد ما كل الناس تعتمد , علشان نفهم أيه الفرق ما بين التوبات اللى كانت فى العهد القديم ومعموديات العهد القديم وبين اللى عمله السيد المسيح , يعنى من غير شخص السيد المسيح لا تقبل توبة , والسيد المسيح لن يتوب عن الناس إلا إذا الناس دى قدمت توبة حقيقية , إذا توبتى ليست لها أى قيمة وجهادى ليس له أى قيمة إلا فى جهاد السيد المسيح وفى توبة السيد المسيح , والقديس لوقا بيقول كلمة غريبة أيضا أو بيضيف إضغفة جديدة (وإذ كان يصلى أنفتحت السماء ) وهى أن السيد المسيح كان بيصلى , ولأول مرة يذكر أن السيد المسيح بيصلى , وهى كانت فى معموديته , طيب بيصلى لمين وبيصلى بيقول أيه ؟ أرجوكم تاخدوا بالكم أن معنى الصلاة هى صلة أو أتصال ما بين الإنسان وما بين الله , ولكن ظل الإنسان على مدار العهد القديم بالرغم من روائع الصلوات التى قدمت قد ظل عاجز عن أنه يحقق إتصال كامل ما بينه وما بين الله , بالرغم أننا نشوف داود كان بيقول مزامير , وبنى قورح وسليمان وموسى وغيرهم بيصلوا صلوات رائعة جدا , لكن ظلت هذه الصلوات عاجزة وقاصرة أنها تحقق صلة كاملة بين الإنسان وبين الله , وبعدين لما جاء السيد المسيح آخذا جسم بشريتنا وجسد بشريتنا , كان هو الوحيد اللى قادر يعيد هذه الصلة كاملة ومطلقة بين الله وبين الإنسان , وأنا علشان أصلى لربنا وأحقق أتصال بينى وبينه , وربنا ده خارجى أو ليس بداخلى , فلازم أخرج من ذاتى علشان أدخل فيه , بالرغم أن فى أى حد بيقول أن ربنا جوايا , وده صحيح لكن فى نفس الوقت هو كائن آخر فيحتاج منى خروج عن ذاتى ( اللى بيسميه السيد المسيح السجود بالروح والحق ) من أجل أن أتصل بهذا الكائن الآخر وعلشان كده السيد المسيح قال أنكر ذاتى , وقال أن محدش يقدر يأتى إليا إلا إذا خرج خارج نفسه , وموضوع الخروج خارج النفس ده موضوع صعب جدا جدا جدا ومحدش بيقدر يحققه لكن بالنسبة للسيد المسيح فالوضع مختلف لأن السيد المسيح ماكانش بيخرج خارج ذاته لأن هو والآب واحد , بمعنى آخرعلشان ذاتى تعرف موضوع ما مثلا عن الفلك والنجوم والسماء والطيران فلازم أقرأ كثيراعنها وأكون على إتصال كبير بهذه الأشياء علشان كل ما أقرأ كثيرا عنها وكل ما أتصل بيها أكثر وأتفاعل بيها أكثر كل ما حأعرفها أكثر , لكن السيد المسيح مش محتاج كل ده , أما بالنسبة لى أنى كل ما حأصلى أكثر كل ما حأعرف ربنا أكثر , لكن كما قلت السيد المسيح مش محتاج لكده لأنه هو والآب واحد , ولذلك كان أول مرة السيد المسيح يصلى بجسد البشرية وكأنه بيشفع شفاعة كفارية ( بيقول له خلاص أنا توبت عنهم وأنا أتعمدت بدلا منهم , فأفتح لهم السماء التى قفلتها أمام أوجههم نتيجة الخطية ونتيجة النجاسة وعدم التطهير , أفتحها لأن أنا جئت من أجل أن أفديهم وأنا جئت لكى أعمل مشيئتك اللى هم ما رضيوش وما قدروش أنهم يعملوها ) , وعلشان كده السيد المسيح ماكانش بيصلى علشان يعلمنا الصلاة زى ما كانوا ولازالوا بيعلموا الكلام الخايبان فى مدارس الأحد , الحقيقة لأ وألف لأ , لأن السيد المسيح كان بيصلى بدلا منا وكان بيصلى عنا وماكانش بيمثل علشان يعلمنا كيف نصلى , الحقيقة أن السيد المسيح كان بيصلى بشفاعته من أجل أنفتاح السماء , وعلشان كده نجد فعلا التعبيرات لما نجمعها من الأناجيل الأربعة بيقول للوقت أنشقت السموات والروح نزل فى الحال فى أول مرة يصلى فيها السيد المسيح , فتح لنا السماء وأنزل لنا الروح القدس , ولذلك يقول نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية منظورة , ونلاحظ أن مرقس ولوقا بيختلفوا عن متى , متى قال 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». كأشارة أو بيشاور على السيد المسيح للناس , بينما مرقس ولوقا قالوا وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ». لأن الصوت كان بيخاطب الأبن واتكلمنا فيها قبل كده.
وفى أنجيل يوحنا وإذا رأينا سر الثالوث بيعلن 1- صوت الآب من السموات ,2- والأبن واقف فى مياة الأردن , 3- والروح القدس فى شكل حمامة , ومنظر الثالوث كان لأول مرة يعلن يصورة واضحة للبشرية أو للإنسان , والقديس يوحنا بيضيف أضافتين حلوين جداد , بيقول على لسان القديس يوحنا المعمدان أنا لم أكن أعرفه , طيب كيف لا تعرفه يا يوحنا وأنت اللى سجدت له وأنت فى بطن أمك أليصابات , وهو كمان قريبك , وكيف تقول ما أعرفهوش ولما جاء يتعمد منك أتمنعت فى الأول وقلت له أنا محتاج وأنت تأتى أليا , ما أنت عارفه أهو , الحقيقة طبعا أن يوحنا كان عارفه لأنه كان قريبه وكمان يعرف حاجات كثيرة عنه لكن ماكانش يعرفه بالمعنى اللى حانشوفه دلوقتى , لأن بر يوحنا ونسك يوحنا وجهاد يوحنا المعمدان لم يستطيع أن يسعفه ويقدم له صورة واضحة للسيد المسيح , لكن اللى أستطاع أن يقدم صورة واضحة ليوحنا ومن خلالها أعلنها للشعب حاجتين :- 1- التوبة لأنه بيقول لهم فى وسطكم قائم الذى لا تعرفونه , طيب كيف سيعلن ؟ طبعا مش حا يعلن إلا بالمعمودية طيب وفى المعمدودية ماذا حدث ؟ التوبة التى أستطاعت أن تعلن شخص السيد المسيح وأتكلمنا كيف من خلال التوبة يعرف الإنسان السيد المسيح ,2- الروح القدس , لما قال له الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه هو ده , بمعنى أن الروح القدس هو اللى حايشاور وناخد بالنا أن الروح القدس ماهواش مجرد علامة بتشاور على السيد المسيح , ولكن الروح القدس هو وسيط معرفة يعلن شخص السيد المسيح , طيب حاتعلنه بأى صورة ؟ آه (لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس) , ولذلك يوحنا قال أنا نعم لم أكن أعرف ولكن الروح القدس أعلن لى عن أن هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم , وهنا الروح القدس بينقل يوحنا وبيريه رؤيا بالرغم أن السيد المسيح لم يتكلم يعد عن نفسه ولا عن الصليب ولا عن الموت ولا عن الألم ولا عن أى حاجة خالص , ولكن الروح القدس بينقل يوحنا أنه يشوف السيد المسيح وهو على جبل الجلجثة حمل الله الذى يذبح و يرفع خطية العالم , وقبل يوحنا فى ناس كثيرة شافت السيد المسيح كحمل ولكن لم تراه بالمنظر اللى شافه يوحنا , يعنى أبونا إبراهيم لما راح يذبح أسحق شاف خروف ,لما أسحق قال له فين الخروف اللى نقدمه للمحرقة فقال له الله يرى خروف للمحرقة وبعدين ربنا أراه خروف ممسك بالغابة بقرنيه وهو ده اللى شافه , وموسى شاف خروف الفصح , وأشعياء أتكلم عن خروف (كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامته أمام جاذيها) , وأرميا شاف خروف (أنا كخروف داجن يساق إلى الذبح ) يعنى من الدواجن , وبطرس شاف الخروف وقال (كما من دم حمل بلا عيب ) وبولس شاف السيد المسيح كخروف أيضا وبيقول (المسيح فصحنا ذبح لأجلنا ) ويوحنا الرائى شاف السيد المسيح كخروف (قائم وكأنه مذبوح ) , لكن يوحنا المعمدان هو الوحيد الذى أنفرد برؤية معينة تجاه هذا الخروف وهى أن هذا الحمل هو حمل الله أو يختص بالله وأن الله ذاته صار حملا , يعنى كل اللى شافوا فقط شافوا منظر خرفان , ولكن يوحنا المعمدان هو اللى قدر يربط هذا الخروف بشخص الله (هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم) ولذل بيقول وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو أبن الله , يوحنا شاف أبن الله فى تجسده وفى موته وفى ذبيحته وشهد بهذه الرؤيا وقال لهم أنتم مش عارفينه بالرغم من أن هو فى وسطكم , والسؤال هنا يا ترى ممكن نتحول من عدم المعرفة إلى المعرفة؟ وهل ممكن نشوف السيد المسيح ونشهد له ؟ وأنا لا أتكلم عن الرؤيا بالعينين أو نشوف السيد المسيح فى الحلم , لأن رؤيا العينين ورؤيا الحلم دى حاجات ممكن الإنسان يزيفها فى حياته والإنسان نتيجة العوامل النفسية ممكن يشوف رؤى وأحلام , ولكن أنا لا أتكلم عن الرؤى والأحلام العينية أو المظهرية المنظورة لكن أنا بأتكلم عن رؤيا القلب وفى يقين الوعى والمعرفة أن الإنسان قلبه يتفتح كده فيرى رؤى داخلية وأنه يكتشف السيد المسيح أبن الله ومش حاتقدر تشوفه بالرؤيا القلبية أو الرؤيا الداخلية إلا إذا كان فى حاجتين كما قلت 1- التوبة 2- الإمتلاء بالروح القدس , وعلشان كده إذا قدرت ترى السيد المسيح رؤيا داخلية , ويتضح السيد المسيح فى حياتك ويكون ظاهرا فى حياتك هنا فقط تقدر تشهد (وأنا قد رأيت وشهدت) , لكن فى الحقيقة أحنا لا بنشهد لعمل ربنا فى حياتنا ولا أحنا بنشوف السيد المسيح فى حياتنا لأننا لا نحرص على التوبة كفعل مستمر ولا بنحرص على الإمتلاء بالروح القدس كفعل مستمر علشان يكشف لينا شخصية الله , وأنا عارف ومتأكد أن فى ناس وهى بتقرأ حاتقول أن الكلام ده خيالى وكلام صعب , ولكن صدقونى الكلام ده مش خيالى والكلام ده مش صعب لأنه لو لم نرى السيد المسيح برؤيا داخلية مش حانشوفه فوق فى الملكوت , يعنى لو ماكناش نشوفه هنا برؤيا وبوعى قلب ويتضح السيد المسيح فى حياتنا كشخصية واضحة كل الوضوح مش حانقدر نشوفه فوق وما نضحكش على نفسينا لأن شوية المظاهر والشكليات لم تسعفهم وقال لهم يوحنا فى وسطكم قائم ولستم تعرفونه , لأنه موجود فى وسطينا ومحدش شايفه , لكن متى يتحول الإنسان من عدم المعرفة إلى المعرفة ؟ والحقيقة أحنا بنحرص أننا نعرف حاجات كثيرة جدا لكن لا نحرص أننا نعرف السيد المسيح بواسطة التوبة والإمتلاء بالروح القدس , وعلشان كده اللى بيعطل وبيضعف الرؤيا فى حياتنا وبيعطل شهادتنا للسيد المسيح كما يقول بولس الرسول فى رسالته الثانية لأهل كورونثوس 3: 18 18وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ. يعنى لما بنشوف ربنا وتتمتع بالرؤيا بيحصل تغيير وتتغير إلى تلك الصورة عينها , فياريت ناخد الآية دى كتدريب يومى فى حياتنا لأن على قد ما بتشوف ربنا فى حياتك على قد ما بتتغير إلى صورة ربنا , لكن للأسف أحنا مش فاضيين وأحنا لا ننظر لربنا وربنا مالوش وقت فى حسابنا , وأحنا ممكن نتأمل فى أنفسنا ونتأمل فى حالنا ونتأمل فى قوتنا ونتأمل فى عظمتنا ونتأمل فى مجدنا ونتأمل فى جمالنا أو فى جمال الناس اللى حوالينا لكننا لا نعطى نظرة ناحية السيد المسيح وعلشان كده لا نتغير إلى تلك الصورة , وده حال الكثيرين منا سواء شعب أو خدام أو إكليروس , وأخيرا الكلمة اللى لازم ناخد بالنا منها هى كلمة (فأستقر عليه) يعنى الروح القدس نزل مثل حمامة وليس فقط آتيا ونازلا ويوحنا بيضيف كلمة إستقرار وكلمة إستقرار يعنى وقف , طيب ما هو معنى كلمة إستقرار ؟ تعالوا نتخيل المنظر شوية , السيد المسيح واقف فى وسط المياه (مياة الأردن) والروح القدس نازل وهنا فى حاجتين 1- مياة 2- حمامة طيب بيفكرونا بأيه فى العهد القديم؟ بيفكرونا بحاجتين , لو رجعنا لأول أصحاح فى سفر التكوين أية 2 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. لما بيتكلم عن نشأة الخليقة بيقول خراب وخلاء وظلمة وكان روح الله يرف على وجه المياه يعنى زى الحمامة , يعنى المياة والروح (إن لم تولدوا من الماء والروح) واللطيف والعجيب والحلو فعلا أن الكتاب المقدس لو أنتبهنا ليه بيتكلم عن خلقة الإنسان روحيا قبل ما بيتكلم عن خلقة الإنسان جسديا , لأن من خلال المياة والروح التى ترف على وجه الغمر وجد الإنسان روحيا , يعنى ولد الإنسان من الماء والروح وبعدين فى اليوم السادس وجد الإنسان جسديا , وممكن أى حد يسأل من أين هذا الكلام الذى تقوله؟ الحقيقة أه أحنا مخلوقين روحيا قبل ما نخلق جسديا من الماء والروح وده بنشوفه فى رسالة بولس الرسول الثانية لتيموثاوس 1: 9 9الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وبنشوف الآية وجمالها يعنى فى خلاص روحى بمقتضى القصد والنعمة أى نعمة ربنا التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية, وكلمة قبل الأزمنة الأزلية ولما بيتكلم أن الإنسان مخلوق قبل تأسيس العالم ( متى 25: 34 34 ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.)وكيف أن الإنسان كان فى خطة ربنا بمقتضى القصد والنعمة أن يولد هذا الإنسان روحيا بواسطة الماء والروح (كان روح الله يرف على وجه المياة) , إذا المياة والحمامة بيفكرونا ببداية الخلقة , وكلمة إستقرار تعالوا نعرف معناها من سفر التكوين فى قصة فلك نوح وعارفين حكاية الحمامة , والسؤال للتذكرة هو نوح أخرج الحمامة كام مرة ؟ الكتاب المقدس بيقول ثلاثة مرات فى أصحاح 8: 6- 12 6وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَنَّ نُوحاً فَتَحَ طَاقَةَ الْفُلْكِ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا 7وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ فَخَرَجَ مُتَرَدِّداً حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ. 8ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ الْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ 9فَلَمْ تَجِدِ الْحَمَامَةُ مَقَرّاً لِرِجْلِهَا فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى الْفُلْكِ لأَنَّ مِيَاهاً كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ. 10فَلَبِثَ أَيْضاً سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَادَ فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ 11فَأَتَتْ إِلَيْهِ الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ الأَرْضِ. 12فَلَبِثَ أَيْضاً سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَعُدْ تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَيْضاً. أول مرة لم تجد مقر لرجلها , وثانى مرة مكثت قليلا ورجعت بورقة زيتون , وثالث مرة لم ترجع مرة ثانية , يعنى ثلاثة إرساليات وفى المرة الأخيرة وجدت مقر لرجلها , طيب أيه معنى الكلام ده ؟ الحقيقة فى الرمز فهنا روح يرمز للآب وإرساله الحمامة رمز لأرساله الروح القدس وهى دى الثلاثة مراحل التى أرسل فيها الآب الروح القدس , فأول مرة أرسلها لم تجد مقر ولم تستطع أن تستريح وده كان فى العهد القديم لما ربنا كان بيرسل روحه القدوس للأنبياء وللملوك , ولكن للأسف محدش فيهم أستطاع أن يريح الروح القدس , فكان الروح القدس يحل ويفارق ويرجع مرة تانية وده بنلاحظه فى صرخة داود فى المزمور الخمسين وهو بيقول (روحك القدوس لا تنزعه منى) لأن داود كان حاسس أن الروح القدس ممكن ينسحب منه أو يتاخد منه لأن مفيش مقر أو إستقرار , وثانى مرة أرسل الروح القدس فرجعت له بغصن زيتون اللى هو رمز للسلام أو بمعنى آخر للصلح , وكلنا فاكرين السيد المسيح مباشرة بعد قيامته أول ما ظهر للتلاميذ قال سلام بمعنى صلح وبعدين ونفخ فى وجه تلاميذه قائلا أقبلوا الروح القدس , فهنا الروح القدس أخذ خبر السلام وأصعده لفوق للآب لأن الأبن صنع صلح وصنع سلام وعلشان كده قال لمريم المجدلية سيبينى لأنى لازم أصعد وإن لم أصعد لا يأتيكم المعزى لأن فى شغل ورايا وكان لازم يقدم هذا السلام والصلح اللى عمله ولذلك الحمامة رجعت وفى فمها غصن زيتون , وفى ثالث مرة حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين أو بعد خمسين يوم لكن حلول دائم مستقر ولم يعد يفارق ولم يعد يرجع مرة تانية , لكن هذا الحلول الدائم والمستقر أعلن بشخص السيد المسيح , وكلمة الروح القدس مستقر عليه يعنى أيه؟ السيد المسيح فى جسده الكنيسة وكل البشرية , يعنى الروح القدس يستقر على كل إنسان فى السيد المسيح , ومحدش يقدر ينزعه من هذا الإنسان الموجود فى السيد المسيح (أنتم الذين أعتمدتم قد لبستم المسيح) وعلشان كده اللفظ اللى أستخدمه يوحنا لفظ جميل جدا (ومستقرا عليه) لأن لأول مرة تجد الروح القدس إستقرار وراحة فى البشرية من خلال العمل اللى عمله السيد المسيح أو من حلال صراع السيد المسيح ومن خلال التوبة التى قدمها السيد المسيح عن البشرية كلها , ولم يكن كما يقول الفلاسفة زى هيدجر اللى بيقول أن الإنسان خلق وقذف به إلى العالم لكى يموت وإنما الإنسان وجد لكى يموت وهو ده مع الأسف فكر الكثيرين هنا فى أمريكا والكثير من مسيحيى الشرق الأوسط ومصر مع الأسف الشديد , لكن بأرد على هيدجر ومن يؤمنون بأفكاره أن الإنسان خلق لكى يحيا وهذا هو هدف ربنا من الأول حتى من قبل ما يخلقه جسديا من خلال الماء والروح وصار كل واحد يتولد من الماء والروح يستطيع أن يجد الروح القدس بداخله مستقر وتنفتح السموات بالنسبة له وكم أنا آسف جدا من أجل المسيحيين وغير المسيحيين الذين لم يعتمدوا بمعمودية الماء والروح ولم يتمتعوا بإستقرار الروح القدس بداخلهم , وهذا موضوع آخر سأتناوله فى تأملات مستقبلية وكان فى نزول الروح القدس على السيد المسيح فى شكل حمامة أختلاف كلى عن نزول الروح القدس فى يوم الخمسين فى هيئة نار طيب ليه ؟ الإجابة قد تكون صعبة للكل وقد تكون سهلة للبعض وهى لأن السيد المسيح كان بلا خطية ولذلك أستقر عليه الروح القدس فى شكل الوداعة لأنه طبيعته ,وهو شكل الخلقة الأولى التى خلقها الله للإنسان (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا) , ولكن الكنيسة لما حل عليها الروح القدس فى يوم الخمسين وطبعا الكنيسة فيها حاجات كثيرة غلط ومحتاجة للنار التى تحرق وتنقى وتطهر وتلين وتضىء الظلام وتعطى إستنارة وتعطى معرفة وتعطى حرارة , يعنى كانت محتاجة لعمل الروح النارى بينما شخص السيد المسيح أعلن إستقرار الروح القدس عليه لأن الروح القدس فى طبيعته المقدسة الطاهرة ولكن يحمل بداخله جسد البشرية وده اللى جعل بولس الرسول يقول فى رسالته الأولى لأهل كورنثوس 12: 13 13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً. أننا جميعا بروح واحد أو الروح القدس قد أعتمدنا لجسد واحد وهذه آية خطيرة جدا , لأن فى معموديتنا كلنا بنصبح جسد واحد اللى هو جسد السيد المسيح , وعلشان كده معمودية السيد المسيح فى نهايتها بتقدم لنا الصلح والسلام لأنها صالحتنا بطبيعتنا , يعنى عملت زى ما السيد المسيح عمل كده أنه صالح الإنسان مع نفسه , يعنى عمل صلح وسلام جوهرى فى داخل الإنسان الذى كان متخاصما مع نفسه , وفى تشبيه لطيف والسيد المسيح واقف فى نهر الأردن بيصالح الغرائز المتصارعة وبيصالخ الغرائب المستوحشة اللى جوانا تماما زى الفلك اللى كان بيجمع بداخله حيوانات مفترسة وحيوانات أليفة وكلها طبائع وإختلافات كثيرة ولكن كلها لما دخلت فى الفلك فى وسط المياه أكتسبت طبيعة جديدة يعنى الحيوانات المفترسة لم تأكل الحيوانات الوديعة لأنها أخذت طبيعة جديدة , إذا فكأن الفلك هذا هو جسد السيد المسيح , والسيد المسيح صالح الرغبات والصراعات اللى داخل الإنسان وصنع صلحا بين الإنسان ونفسه وكمان صنع صلح فردى بين الإنسان والله بسبب التوبة اللى عملها السيد المسيح وفتح له السماء ومابقاش فى خصام , وصالح الناس وبعضيها يعنى عمل صلح جماعى وعلشان كده أن أحنا بننضم ونكون جسد واحد لأننا بروح واحد أعتمدنا إلى جسد واحد , وكلنا أصبحنا واحد فى السيد المسيح لأنه صنع سلام للأنسان واللى حواليه , وبين الإنسان وربنا وبين الإنسان ونفسه , وكل ده جمعه السيد المسيح فى جسده الواقف فى نهر الأردن , وعلشان كده سر العماد هو من أخطر الأسرار وعيد الغطاس من أخطر الأعياد اللى الناس ما بترضاش تحضر فيه , وهو يعتبر أخطر الأعياد الخلاصية التى تختص بخلاص الإنسان ولأهميته كما قلت أن القديس أثناسيوس فصل عيد الميلاد عن عيد الغطاس لكى يعطى عيد الغطاس وضعه لأن الكنيسة الأولى كانت بتعيد الميلاد والغطاس وزيارة المجوس فى عيد واحد وأطلقت عليه أعياد الظهور الإلهى أو الأبيفانيا , ولكن لخطورة هذا العيد قام القديس أثناسيوس الرسولى بفصل عيد الغطاس عن عيد الميلاد , وياريت ننظر لشخص السيد المسيح الذى جاء آخذا مكانى فى طابور التوبة وجاء لكى يتوب بدلا منى لأنى عجزت أن أتوب وبعدين بيقول لى أو بيقول أول كلمة للبشرية كلها على فمه (أسمح الآن) أو من فضلك أعطينى فرصة أشتغل فى حياتك وأجددك , وكل بر أنت عجزت عنه 1- بر التوبة أنا أكمله لك 2- بر الطهارة أنا أكملها لك 3- بر الإتضاع أنا اكمله لك 4- بر القداسة أنا أكمله لك , (أسمح الآن لنكمل كل بر) , فعلامة الروح القدس اللى نازلة على السيد المسيح كانت بالضبط الكلمة التى قالها السيد المسيح عن نفسه فى يوحنا 6: 27 27 اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ». هذا الذى قبله الآب وختمه , يعنى السيد المسيح أتكلم عن نفسه أنه مختوم , طيب بماذا ختم السيد المسيح وأيه حكاية ختمه دى؟ أه السيد المسيح ختم بالروح القدس أو بالحمامة التى نزلت عليه لأن كان زمان لما الناس كانت بتشترى خروف الفصح وعلشان ما يتلخبطش مع بقية الخرفان بيشتروه فى 10 من نيسان ويحضر كل واحد خروفه ويذهب للهيكل أو يذهب لخيمة الإجتماع ويسلمه للكاهن , والكاهن فى الحال بيضع ختم على الخروف , وبالتالى معنى ختمه أن هذا الخروف مخصص لذبيحة الفصح , وكان بيفضل ثلاثة أيام مختوم وبعدين يذبح فى الرابع عشر من نيسان وهذا ما عمله السيد المسيح أنه أتختم قبل موته بثلاثة سنوات لما أتختم بختم المعمودية أو بختم الروح القدس , وعلشان كده السيد المسيح قال بنفسه (لأن هذا الله الآب قد ختمه) وختم الآب على الأبن هو الذى رآه يوحنا أن الروح نازل بهيئة جسمية آتيا ومستقرا عليه .
ياريت وأحنا بنصلى دائما نسمع صوت السيد المسيح اللى بيقول لنا (اسمح الآن) أو من فضلك أكملك كل بر أنت عجزت أن تكمله .
والى اللقاء مع الجزء الثالث من تأملات وقراءات فى معمودية السيد المسيح أو بنظرة أعم وأشمل , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
أخوكم +++ فكرى جرجس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
] تأملات وقراءات فى هل قام السيد المسيح بالتعميد؟ الجزء الثالث
تأملات وقراءات فى هل قام السيد المسيح بالتعميد؟ الجزء الثانى
تأملات وقراءات فى هل قام السيد المسيح بالتعميد؟ الجزء الأول
تأملات وقراءات فى معمودية السيد المسيح الجزء الأول
تأملات وقراءات فى معمودية السيد المسيح


الساعة الآن 01:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024