رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الحكمة هي الراس. فاقتن الحكمة وبكل مقتناك اقتن الفهم. ارفعها فتعلّيك. تمجدك اذا اعتنقتها. أمثال( 4 : 7 ) اقتن الحكمة. اقتن الفهم كلمة إقتن أي إشتري وأملك لنفسك. وإذا كانت كنوز الدنيا لا تساوي الحكمة فلن يستطيع أحد شراؤها، لذلك فالله يهبها مجاناً لمن يطلبها ويصلي بلجاجة للحصول عليها. وليس الصلاة فقط وإلا لصار الأمر كأننا نترك الأمر لله دون أن نفعل شيء من جانبنا، ولكن علينا أن نبدأ بالتغصب على طاعة الوصايا، والروح يعين، ومن يفعل يمتلئ بالروح ، والروح هو روح الحكمة، والروح يعطى معونة لمن يحاول . فيصبح الثمن الذي ندفعه لنقتنى الحكمة هو التغصب على تنفيذ الوصية (مت11: 12). وهنا يميز بين الحكمة والفهم. فالحكمة قد تكون معلومات نظرية، أما الفهم فهو كيف تطبق الحكمة عملياً وتميز الطرق المتخالفة في الحياة، وإلا تحولت الحكمة إلى معلومات فلسفية نظرية تقود للكبرياء. وبذلك تكون الحكمة هي البصيرة التي بها نرى الطرق المتخالفة، ويكون الفهم هو التطبيق الواعي لما رأيناه وإكتشفناه، ونطبقه بإقتناع. الحكمة هي الرأس أي الأساس، هي أسمى شيء يستحق أن نقتنيه، ويمكن ترجمة الآية "الحكمة هي الأولى" بمعنى هي أول ما تطلب أن تقتنيه، فهي اللؤلؤة كثيرة الثمن. ونلاحظ أن المسيح هو رأس الجسد، فمن يقتني الحكمة يكون قد إمتلك كل شيء أي المسيح فيقول "أنا لحبيبى وحبيبى لى". وكيف نقتني المسيح وبالتالي نقتني حياة لأنفسنا؟ لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي الطريق هو حفظ الوصايا (مت17:19 + يو51:8 + يو21:14، 23 + يو10:15). فالمسيح هو نبع الحكمة وهو الذي تمت فيه كل هذه الأقوال. تمجدك إذا إعتنقتها لقد سبق ورأينا الحكمة تعانق بكلتا يديها من يطلبها (16:3) وإذا عانقت أحد تسعده. وهنا دعوة لكل أحد أن يعانق هو الحكمة لترفعه وتعليه وتكون له إكليل نعمة وتاج جمال وهذا البهاء عكس الحمقى الذين يحملون هواناً. (35:3). لذلك فلتحب الحكمة وتحتضنها كما يحتضن الإنسان العالمي ثروته بشغف بل إرفعها فتعليك وإرفعها بمعنى الإعلان أن علاقتك بالله هي أكثر ما تهتم به بل أكثر من حياتك، وأن علاقتك بالله هي التي ترفعك. ولنلاحظ أن سليمان كان ملكاً وأخاب الشرير كان ملكاً، وكان توقير الناس لسليمان كان ليس لأنه ملك بل بسبب حكمته وإحتقار الناس لأخاب بينما كان ملكاً راجع لخطيته. تمجدك إذا إعتنقتها من يتمسك بالحكمة ويعانقها يتمجد، فإذا فهمنا أن الحكمة هو المسيح، فمن يثبت في المسيح يتمجد معه. يرى البعض أن كلمة "يرفع" هنا تعني "يقوى". فإن كانت الحكمة هي عطية إلهية مجانية، وهي اقتناء السيد المسيح نفسه حكمة الله، فإنه لا يقطن في قلب متراخٍ أو مستهتر، إنما يُدعِّم سكناه فينا بالجهاد الحيّ والتمتع بالفضائل المقدسة، لنُعانقه لا بكلمات مجردة بل بالحب العملي الحيّ. نرفع الحكمة ونقوِّيها فينا، إذ تحوط بها الفضائل من كل جانب، فترفعنا الحكمة وتقوينا. ترفعنا في عينيْ الله كما في أعين السمائيين والأرضيين، حتى الشياطين تهابنا، إذ نحن مختفون في المسيح، الحكمة الحقيقية. * ماذا يعني "ارفعها (قوِّيها)"؟ أي حوِّط حولها بالأفكار المقدسة، فإنك محتاج إلى دفاع قوي، حيث توجد أشياء كثيرة معرضة للخطر مثل ممتلكات. لكن إن كان في سلطانك أن ترفعها، وإن كان في مقدورك أن تمارس فضائل تكرم معرفة الله، فإن هذه تصير حصونًا لها. كمثال لذلك من يحفظ ممارسة (الفضيلة) وحب الدراسة وبقية سلسلة الفضائل يكرم الحكمة، أما المكافأة فهي أن تُكرم أنت بالتصاقك بها، واحتضانك لها في بهاء السماء. القديس هيبوليتس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سمك الراس |
سمك الراس |
إن أردت الحكمة، تجد فيَّ مصدر الحكمة، أنا هو الحكمة ذاتها! |
طريقة صنع رباط الراس |
الحكمة 1: الفرق بين الحكمة والذكاء* والحكمة والدهاء، مصادر الحكمة* ومعطلات الحكمة |