|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو العهد الجديد؟ هو عهد قائم علي أن يكسو الله الإنسان بشخصه وطبيعته الإلهية بدلاً من ذاته الساقطة، ويغطه ببره وصلاحه بدلاً من فسادة، ويملآه بحياته بدلاً من موته، ويغير قلبه بقلب جديد عوضاٌ عن قلبه النجس، وهذا هو دور الله في العهد، وهنا نري من وصف العهد أن دور الإنسان يكون في الإقرار الحقيقي أن ذاته ساقطة، وفاسد ومائت وقلبه نجس، ويشتهي الحياة مع الله، فيأتي الله ليقوم بعمله الخلاصي وفداء نفسه وغمره بالبر. نري أن العهد الجديد محوره هو شخص الرب، فهو من يحتضن الإنسان ويرفعه ويغير قـلبه ويكسوه بالحياة والبر والصلاح، ودور الإنسان هو الإيمان فقط، أي التصديق في فساده وعقمه من جهه الحياة والحق والنور، والإرتماء في أحضان الله والتصديق في قبول الله له وغفرانه المجاني وتغيره لطبيعته فالعهد الجديد هو عهد إيمان من جهه الإنسان[11]. سنري كيف كان ذلك العهد قائم منذ أدم ولكن بصورة مخفية، وظل يستعلن بصورة أوضح وأوضح إلي أن جاء ملئ الإستعلان في شخص يسوع المسيح القائم منذ الأزل. لقد كانت أول مرة يورد فيها مصطلح العهد الجديد علانية هي في سفر أرمياء النبي في قمة زيغان الشعب وإقتراب التأديب، حين قال الرب: ها أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً.لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.َلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: [اعْرِفُوا الرَّبَّ] لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ. (أر 31: 31 – 24) لاحظ أن الكلمات تشير بسر مخفي إلي أن العهد السابق تم نقضه من جهة الشعب لا من جهه الله، فمن الواضح أن الإنسان بحريته هو من يقرر شكل العلاقة وجوهرها مع الله (أي العهد)، حتي أن الكتاب يخبرنا عن أوناسا “بلا عهد” (رو 1 : 31)، ومن المؤكد أن الله لم يقرر أن يكون بلا عهد معهم، لكن من الواضح أنهم إختاروا أن يحيوا بلا عهد معه، لذا، يتضح لنا أن العهد هو إختيار الإنسان. ويعود بولس الرسول ليؤكد أن العهد الجديد يتم الدخول إليه بالإيمان حين يتكلم عن ملئ الزمان… والتي تظنها زمان التجسد… بينما بولس يورد أيتين يوضح بهما كيف ان ملئ الزمان هو الإيمان وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقاً عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. (غلا 3: 23) هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. (غلا 4: 3 – 5) هنا يتضح أن مجئ الإيمان هو مدخل العهد الجديد… وهو ما يعطي روح واحد يربط الكتاب المقدس كله….فمن أول إبراهيم إلي آخر من تبرروا…الكل دخل إلي نعمة المسيح بالإيمان. |
|