رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكنّ هذه العقيدة هي قبل ذلك في المسيحيّة عقيدة مسيحانيّة، أي تختصّ بشخص يسوع المسيح. وهذا هو المعنى الأخير لبشارة الملاك لمريم: "إنّ الذي يولَد منها بشكل بتوليّ هو "يسوع المسيح ابن الله المخلّص". الإسلام يكتفي في هذه الرواية بإعلان بتوليّة مريم العذراء في ولادتها يسوع، تلك المعجزة التي بها ظهرت قدرة الله. ولا يستخلص منها، كما تفعل المسيحيّة، أنّ يسوع المسيح هو "ابن الله المخلّص"، وأنّ جميع الناس مدعوّون إلى أن يصيروا أبناء الله من خلال إيمانهم بيسوع ابن الله، "لتكون لهم الحياة باسمه"، كما يقول يوحنا في نهاية إنجيله : "وصنع يسوع أمام التلاميذ آيات أخرى كثيرة لم تُدوَّن في هذا الكتاب. وإنّما دُوِّنت هذه لتؤمنوا بأنّ يسوع هو ابن الله، فتكونَ لكم، إذا آمنتم، الحياةُ باسمه" (يوحنا 30:20-31). هنا يكمن الفرق بين المسيحيّة والإسلام. لكن لا مانع من أن يكون عيد البشارة عيدًا وطنيًّا يجمع المسيحيّين والمسلمين حول مريم العذراء التي ولدت يسوع وهي "لم تعرفْ رجلاً"، كما يقول الإنجيل، أو وهي "لم يَمْسَسْها بَشر"، كما يقول القرآن. ففي كلتا الروايتين، قدرة الله هي التي كوّنت يسوع في أحشاء مريم. وهذا يجعل المسيحيّين والمسلمين يرون في بشارة مريم العذراء طريقًا للإيمان معًا بالقدرة الإلهيّة، التي تستطيع أن تصنع ما لا يستطيع إنسان أن يصنعه، وتجمعهم في وحدة وطنيّة مبنيّة، ليس فقط على أساس وطنيّ، بل أيضًا على أساس دينيّ لا يتزعزع. |
|