|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
10 «اِصْعَدُوا عَلَى أَسْوَارِهَا وَاخْرِبُوا وَلكِنْ لاَ تُفْنُوهَا. اِنْزِعُوا أَفْنَانَهَا لأَنَّهَا لَيْسَتْ لِلرَّبِّ. 11 لأَنَّهُ خِيَانَةً خَانَنِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتُ يَهُوذَا، يَقُولُ الرَّبُّ. 12 جَحَدُوا الرَّبَّ وَقَالُوا: لَيْسَ هُوَ، وَلاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ، وَلاَ نَرَى سَيْفًا وَلاَ جُوعًا، 13 وَالأَنْبِيَاءُ يَصِيرُونَ رِيحًا، وَالْكَلِمَةُ لَيْسَتْ فِيهِمْ. هكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ. 14 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهذِهِ الْكَلِمَةِ، هأَنَذَا جَاعِلٌ كَلاَمِي فِي فَمِكَ نَارًا، وَهذَا الشَّعْبَ حَطَبًا، فَتَأْكُلُهُمْ. 15 هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ أُمَّةً مِنْ بُعْدٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ. أُمَّةً قَوِيَّةً. أُمَّةً مُنْذُ الْقَدِيمِ. أُمَّةً لاَ تَعْرِفُ لِسَانَهَا وَلاَ تَفْهَمُ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. 16 جُعْبَتُهُمْ كَقَبْرٍ مَفْتُوحٍ. كُلُّهُمْ جَبَابِرَةٌ. 17 فَيَأْكُلُونَ حَصَادَكَ وَخُبْزَكَ الَّذِي يَأْكُلُهُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ. يَأْكُلُونَ غَنَمَكَ وَبَقَرَكَ. يَأْكُلُونَ جَفْنَتَكَ وَتِينَكَ. يُهْلِكُونَ بِالسَّيْفِ مُدُنَكَ الْحَصِينَةَ الَّتِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهَا. 18 وَأَيْضًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، لاَ أُفْنِيكُمْ. يعتبر الله قبولهم كلمات المخادعين وعدم تصديقهم إنذاراته على ألسنة الأنبياء الحقيقيين خيانة للرب نفسه، تستحق التأديب كنارٍ مطهرة، لكنها ليست للفناء، لذا يكرر تعبير "لا تفنوها" [10] و"لا أفنيكم" [18]. يوجه الله كلامه للعدو المقبل، معلنًا أنه وإن سمح له بالتدمير والتخريب، لكنه لن يسمح له بالفناء: "اصعدوا على أسوارها واخربوا ولكن لا تفنوها" [10]. يقول العلامة أوريجينوس: [يتمهل الله في إدانة الذين يستحقون العقاب، حتى يعطيهم الفرصة للتوبة. فهو لا يعاقب على الخطية في الحال، ولا يوقع الفناء بالخاطئ، بل يتمهل في العقاب. نجد مثالًا لذلك في سفر اللاويين، في اللعنات التي قيلت لتحل على الذين يخالفون الناموس، فبعد الإعلان عن العقوبات الأولى قيل: "وإن كنتم مع ذلك لا تسمعونلي أزيد على تأديبكم سبعة أضعاف" (لا 26: 18)... من هذا يتضح أن الله يوقع العقوبات ببطئ شديد، لأنه يريد أن يقود الخاطئ إلى التوبة، بدلًا من دفع الثمن حالًا... فالفناء لا يحل وقت ارتكابهم الخطية، وإنما في وقت لاحق، حيث يوجد عقاب للخطاة بعد الموت]. يعلق أيضًا العلامة أوريجينوس على إفناء الشعب قائلًا: [يمكننا أن نعترض، فبالرغم من تحقق السبي لم يتم فناؤها، وإنما تم الفناء الحقيقي للشعب عندما جاء ربنا يسوع المسيح. في الواقع، طالما أن المخلص لم يقل لهذا الشعب: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا"، فإن أورشليم لم تكن خربة؛ وإنما عندما بكى يسوع على أورشليم قائلًا: "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (لو 13: 34)، عندئذ أصبحت أورشليم خربة. "ولقد أحيطت أورشليم بجيوش وكان خرابها قريب (لو 21: 20). ثم بعد سقوط هذا الشعب كان الخلاص لنا نحن الأمم. لقد تم تأديبهم ولم يأت عليهم الفناء إلا عند مجيء السيد المسيح. لكني أتساءل إن كان هذا يحدث معنا نحن أيضًا، وإن كانت هناك أنواع عديدة من التأديبات يمكن أن تحل بنا. يوجد من الناس من يكتفي بالضربة الأولى ولا يجرب الثانية، ويوجد آخرون يصلون إلى الضربة الثانية والثالثة بل وحتى إلى الرابعة. فإن العبارة: "أزيد على تأديبكم سبعة أضعاف (ضربات)" تحمل شيئًا من الغموض: توجد ضربة أولى، ثم ثانية ثم ثالثة حتى السابعة لبعض الناس. فليس كل الناس يُضربون سبع ضربات، لكنني أعتقد أن البعض يُضربون بست ضربات والبعض بخمس والبعض بأربع والبعض بثلاث أو اثنين أو واحدة. ويعلم الله وحده ما هو المقصود بهذه الضربات ]. لعل قوله "يزيد العقاب سبعة أضعاف" في (لا 26: 18) يعني أن الله يعطي فرصة للتوبة بتأديب أوَّلي، فإن لم نرتدع يسمح بتأديب مضاعف، وإلا تأديب ثالث أقسى فرابع وخامس حتى سبعة أضعاف قبل أن نسقط في الدينونة الأبدية. إنه يتطلع إلى الكنيسة بكونها كرمه الخاص، يسمح لها بالتأديب لكن ليس بالإبادة، فيسمح للعدو أن يصعد على أسوار الكرمة ويقطع أغصانها التي صارت غريبة عنه، متغربة عن طريقه الملوكي، لكنه يترك الأصل لعله ينبت أغصانًا مقدسة مثمرة. |
|