رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1. مقدمة السفر "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ،" [1]. يفتتح الإنجيلي السفر بإعلان موضوعه، ألا وهو "إنجيل يسوع المسيح"، أي الكرازة أو البشارة المفرحة للعالم، وسرّها الخلاص الذي قدمه يسوع المسيح. القديس مرقس هو الإنجيلي الوحيد الذي أعطى لسفره عنوان "إنجيل" ناسبًا إياه ليسوع المسيح ابن الله. وكأن ما يقدمه في هذا السفر ليس مجرد عرض لأحداث قد تمت، إنما هو بشارة مفرحة لكل نفس تلتقي بيسوع بكونه "المخلص"، وهو المسيح، إذ مسحه الآب بروحه القدوس لتتميم عمل الفداء وإعلان محبة الثالوث القدوس العملية خلال الصليب. إنه ابن الله، أي الحيّ القائم من الأموات، والحاضر وسط كنيسته ليهبها قيامته عاملة فيها. هو ابن الله القادر وحده بذبيحته الفريدة أن يرفعنا إلى حضن أبيه لنُحسب فيه أبناء الله. والعجيب أن السفر يبدأ بإعلان بنوة السيد المسيح للآب في افتتاحيته، ويختتم بدعوة السيد المسيح لتلاميذه أن يكرزوا للأمم ويعمدهم، وفيما هو يحدثهم يرتفع إلى السماوات، كما إلى حضن أبيه. بمعنى آخر يفتتح السفر ببنوة السيد للآب، ويختتمه بدعوتنا للبنوة للآب خلال الإيمان به ومياه المعمودية لنرتفع معه إلى حضن أبيه وننعم بسماواته. هذا هو غاية الإنجيل كله، وهذا هو موضوع بشارته المفرحة: أن نحسب بالحق أولاد الله باتحادنا مع الآب في ابنه الوحيد الجنس. |
|