رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرادة يسوع تتحقّق وصورة الرحمة الإلهية تُعرض للمرة الأولى في كنيسة فيلنيوس فيلنيوس 2 آب 1934 85- يوم الجمعة، بعد المناولة المقدّسة، اختطفت بالروح أمام عرش الله. رأيت هناك القوّات السماوية تمدح الله بدون انقطاع. ورأيت وراء العرش نوراً متناهياً، دخل فيه وحده، كوسيط، الكلمة المتجسّد، لمّا دخل يسوع هذا النور سمعتُ هذه الكلمات: «دوّني حالاً ما تسمعين: أنا الرب في جوهري ولا أحتاج شيئا ولا يفرض عليّ أمر. إذا أمرتُ الخلائق ان تكون فذاك من عمق رحمتي». وفي الوقت نفسه، وجدتُ نفسي، كما كنتُ قبلاً عند انتهاء القداس ساجدة في الكنيسة، مدوِّنة تلك الكلمات. 86- لمّا رأيت [مرّة] كم يتعذّب معرّفي [ربما الأب سوبوكو] من العمل الذي يطلب الله تنفيذه بواسطته، اعتراني الخوف آنذاك وقلت للرب: «يا يسوع، هذه هي مسألتك فلما تتصرّف نحوه بهذا الشكل يبدو أنك تضع العراقيل في وجهه ثمّ تأمره بالعمل». «دوني أن نظري هو مسمّر عليه ليلاً نهاراً، وأنني أسمح بهذه الصعوبات لأضاعف مكافأته. لن أكافئه على النتائج الحسنة بل على الصبر والشدّة التي تحملّها من أجلي». فيلنيوس 26 تشرين الأول 1934 87- يوم الجمعة الساعة السادسة إلا عشر دقائق، بينما كنتُ آتية مع بعض الطالبات من الجنينة إلى العشاء، رأيت السيد المسيح فوق الكنيسة كما رأيته للمرّة الأولى وكما هو مصوّر في الرسم. إن الشعانين المنبثقين من قلب يسوع غطّيا كنيستنا والمستوصف والمدينة كلَّها ثمّ انتشرا في العالم كلّه. دام هذا المشهد أربع دقائق تقريباً ثم تلاشى. إن إحدى الفتيات التي كانت تمشي معي، خلف الآخرين بقليل، رأت أيضاً هذين الشعاعين، ولكن لم ترى يسوع ولم تعرف مصدرهما. فارتعشت وأخبرت بقيّة الفتيات. فأخذن يستهزئن بها وافترضن أنها كانت تتخيّل أشياء أو ربما كان ذاك انعكاس ضوء طائرة محلّقة فوق المكان. ولمّا أفترض الآخرون أن ما رأته كان ضوءاً كشّافاً أجابت. أنها تعرف جيداً كيف هو الضوء الكشّاف ولكن لم يسبق أن رأت أبداً مثل هذه الشعاعات. بعد العشاء اقتربت مني الفتاة وقالت لي لقد تأثّرت جدّاً من تلك الشعاعات لذا لم يمكنها أن تصمت وأرادت أن تخبر الكل عمّا رأت. غير انها لم ترى يسوع. أطالت الحديث عن هذه الشعاعات فوضعتني في موقف حرج لأنني لم أستطع أن أقول لها إنني رأيت الرب يسوع. صلّيت لأجلها وطلبت إلى الرب أن يعطيها تلك النِعَم التي هي في أشد الحاجة إليها وابتهج قلبي لأن يسوع أخذ المبادرة ليظهر نفسه رغم أن ظرف تصرّفه هذا تسبّب لي ببعض الأزعاج. غير أننا نستطيع أن نتحمّل كل شيء من أجل يسوع. 88- وقت العبادة شعرتُ بقرب الله منّي وبعد حين رأيت يسوع ومريم فامتلأتُ فرحاً وسألت الرب: «ما هي إرادتك يا يسوع في الموضوع الذي طلب إليّ معرّفي أن أسألك عنه؟» أجاب يسوع: «إرادتي أن يبقى هنا ولا يبادر اعفاء نفسه من مهمّاته». وسألت يسوع عن كتابة العبارة: «يسوع ملك الرحمة»، فأجاب: «أنا ملك الرحمة» ولكن لم يقل «يسوع». «أريد أن تُعرض هذه الصورة على الجمهور في الأحد الأول بعد عيد الفصح، فيصبح عيد الرحمة. سأعلن، بواسطة الكلمة المتجسّد عن عمق رحمتي التي لا تُسبَر». 89- كلّ شيء تمّ بشكل غريب وفقاً لطلب الربّ، وبالفعل كرّم الصورة جمهور غفير لأول مرّة في الأحد الأول بعد الفصح نيسان 1935. عُرضت مدّة ثلاثة ايام ولاقت تكريماً جماهرياً. ووُضعَت مذّاك فوق شبّاك في أوسترا براما (Ostra Brama) معبد السيدة فوق المدخل الشرقي في مدينة فيلنيوس . فأمكن رؤيتها من بعيد. وطيلة هذه الأيام الثلاثة احتفِل باختتام يوبيل خلاص العالم، في ذكرى التسع مئة بعد الألف لآلام المخلص. وأرى الآن أن عمل الخلاص ارتبط بعمل الرحمة التي أرادها الرب. 90- رأيت يوماً، كم على معرّفي أن يتألّم في داخله: «سيتركك الأصدقاء بينما يعارضك كل واحد وتضعف قواك الجسدية. رأيتك كعنقود عنب اختاره الله ورماه في معصرة الآلام. سيملأ الشك نفسك حولي وحول عملك». وبدا لي وكأن الله يعارضه. لماذا يتصرّف بهذا الشكل نحوه ويضع العراقيل في درب ما طلب منه الله أن يقوم به. «إني أتصرف معه بهذا الشكل لأشهد له ان عمله هو عملي. قولي له أن لا يخاف شيئاً. إن نظري هو عليه ليلاً نهاراً. إن عدد التيجان لصنع تاجه هو بعدد النفوس التي تَخلص بعمله. إنني لا أكافئ على نجاح عمل بل على الألم». |
|