منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 12 - 2021, 01:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

مجالات الشكر كثيرة




مجالات الشكر كثيرة




7- نشكر الله أيضًا، لأنه لم يعاملنا بحسب خطايانا.

وهذا ما ذكره داود النبي في المزمور (103) الذي بدأه بقوله (باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب، ولا تنسى كل إحساناته) إلى أن قال (الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة.. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات على الأرض، قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، ابعد عنا معاصينا، كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز 103: 8-14).
وهكذا نصرخ للرب في صلواتنا قائلين (كرحمتك يا رب ولا كخطايانا) والعجيب أن الله يفعل ما هو أكثر:
فلا يكتفي بعدم معاقبتنا، إنما أيضًا يصنع معنا إحسانًا!
كم من مرة -ونحن في عمق الخطايا- نطلبه فيستجيب، بكل حب، كأننا لم نخطئ إليه ولم نكسر وصاياه! انه يخجلنا بمحبته وحنانه، ونسيانه للإساءة، ومقابلتها بالإحسان! ألا نشكره كثيرا من أجل كل هذا؟!
إن الذي يتأمل خطاياه، وكم هي بشعة، يتعجب من حنو الله في تعامله معه، كيف أنه يطيل أناته عليه، ولا يطبق عليه ما تستحقه هذه الخطايا من عقوبة أمام العدل الالهى..
كم من خطايا تبدو أبسط من خطاياك بكثير، نالت عقوبات شديدة جدا. والأمثلة عديدة ومتنوعة:

حنانيا وسفيرا، كذبا على بطرس الرسول في إخفاء جزء من المال، فكانت النتيجة أنهما وقعا ميتين للتو، دون أن تعطى لهما حتى فرصة للتوبة.. ومع ذلك كم من أناس يكذبون مرارًا كل يوم، وقد يكذبون على كهنة ورؤساء كهنة. والله صابر لا يعاقبهم. راجع نفسك في هذه النقطة، وأشكر الله.
والسيد المسيح يقول من قال لأخيه يا أحمق، يكون مستحقا نار جهنم (متى 5: 22) وكم من مرة نقول هذه العبارة، أو ما يشابهها في المعنى.. ثم نعترف بالخطأ، ويغفر لنا الله، ولا تلحقنا نار جهنم..
هيرودس الملك مجده الناس، وقالوا (هذا صوت اله، وليس صوت إنسان) وسكت، (ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط مجدا لله. فصار يأكله الدود ومات) (أع 12: 22، 23) ونحن كم يمجدنا الناس أحيانُا ونسكت، ولا يعاقبنا الله بشيء ألا نشكر الله على عدم معاقبته؟!
زكريا الكاهن مجرد أنه استصعب أن يكون له ولد وهو شيخ، عاقبه الله بأن بقى صامتا تسعة أشهر حتى ولد الصبي.
ونحن ألا نخطئ كل يوم خطايا أكثر من زكريا الكاهن، ومع ذلك فلا عقوبة!
ألا نشكر الله إذن على أنه لم يستخدم معنا عدله الإلهي (ولم يجازنا حسب خطايانا)؟! فلنحسب خطايانا التي نرتكبها كل يوم، وربما كل ساعة، ويقابلها الله بصبر عظيم..! ومع ذلك ها نحن نحيا، وطول أناة الله مازالت صابرة علينا، لكيما تقودنا إلى التوبة.
فلنشكر الله إذن على احتماله العجيب..
الناس لا يحتملوننا في القليل، وهم معرضون للخطأ مثلنا والله الكلى القداسة والصلاح، والكلى العدل، يحتملنا في أمور خطيرة جدا تتكرر منا كل يوم، ومع ذلك لا نشكر! بل نحن أنفسنا ربما لا نقدر أن نحتمل غيرنا فيما هو أقل بكثير من الأمور التي نخطئ فيها إلى الله، ويحتملنا.. بل ويحتمل الله جميع الخطايا، التي يخطئ بها جميع الناس، في جميع البلاد، في كل حين، في الماضي والآن وفي المستقبل. ولم يضرب العالم بضربات قاسية، مثلما فعل قبلا في الطوفان وحرق سدوم.. ومع ذلك لا نشكره!!
ألا تركع حاليًا وتقول (أشكرك يا رب لأنك احتملتني، ولا تزال تحتملني، وتحتمل عدم شكري)! حقا يا رب أنك طيب وحنونوما أصدق قول داود النبي عنك:
(يا رب، من مثلك؟! ليس لك شبيه بين الآلهة، ولا مثل أعمالك) (مز 71: 19)، (مز 86: 8).
جميل هو التأمل في معاملات الله، سواء لك أو لغيرك. وجميل هو التأمل في صفاته الجميلة. انك تتغنى بها فتشكره عليها. تشكره لأنه حنون، ولأنه طيب، ولأنه محب، ولأنه غفور، ولأنه طويل الأناة، ولأنه (يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز 103: 14) ويعاملنا هكذا.




8- أشكر الله أيضًا على إحساناته ورعايته:

أشكره على إحساناته إليك، والى كل أحبائك وأصحابك وأقاربك ومعارفك، والى باقي الناس. أشكره على إحساناته إلى الأسرة والى الكنيسة والى الوطن.. إحساناته العامة والخاصة.
أجلس بينك وبين نفسك، وأستعرض حياتك منذ ولدت:
كم مرة طلبت من الرب طلبا، فاستجاب لصلاتك، وأعطاك سؤل قلبك؟ كم ضيقة أنقذك منها؟ كم امتحانات أنجحك فيها، وكنت تشعر أنك غير مستعد لها؟ كم مرض شفاك منه أو أنقذك من الإصابة به؟ كم مشكلة حلها لك؟ كم قضية كانت نتيجتها في صالحك؟ كم خطية ارتكبتها ولم يسمح أن تنكشف للناس؟ كم باب رزق فتحه أمامك؟ كم عمل قمت به ووفقك فيه؟ كم مرة كان معك في خدمتك وفي نشاطك؟ كم أعطاك نعمة في أعين الآخرين كم عثرة أنقذك منها؟ وكم خطية كدت تقع فيها وانتشلتك النعمة؟ كم وكم وكم..؟؟؟
أتستطيع أن تحصى إحسانات الله إليك؟! لست أظن هذا ممكنًا..!
فكم بالأكثر لو أضفت إليها إحساناته إلى أحبائك، وإحساناته العامة التي شملتك وشملت غيرك أيضًا.. والخيرات التي أتتك حتى بدون صلاة وبدون طلب، وإنما من فرط نعمته وافتقاده وحبه.. كل ذلك ضعه أمامك، وقد عنه شكرا في كل تفاصيله. وبخاصة الأمور التي كانت معقدة جدا، ولم يكن أحد يستطيع حلها سوى الله، وقد كان..سجل كل هذا، حتى لا تنساه..




9- أشكره على الصحة التي يمنحك إياها:

من منا يشكر الله لأنه يبصر؟ لكنه إذا مرضت عيناه، وبدأ يعالجها، ويبدأ حينئذ يشعر بنعمة البصر التي لم يشكر عليها من قبل. كذلك من من الناس يشكر الله على أنه يمشى حسنا على قدميه؟ ولكنه لا يذكر ذلك، إلا إذا حدث له كسر في رجله، واحتاج إلى عصا يتوكأ عليها. حينئذ يدرك أن مجرد المشي على قدميه كان أمرا يحتاج إلى شكر.. حقا ما أصدق قول الحكيم:
الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء، لا يَحِس به إلا المرضى.
فنحن من عادتنا أننا لا نشعر بقيمة الشيء الذي عندنا، إلا إذا فقدناه.. وهكذا لا نشكر الله على أن أجهزة جسدنا سليمة، إلا إذا اختل واحد منها. فلا أحد يشكر الله على معدة سليمة تهضم الطعام جيدا. ولكنه إذا مرضت معدته، ونقص بعض من عصاراتها، أو أصيب بقرحة في المعدة، حينئذ يشكر الله على كل يوم تقوم فيه معدته بعملها الطبيعي، أو تعمل دون أن تتألم، أو بدون دواء؟ أشكر الله إذن على صحتك، لأن كثيرين يشتهون الحالة التي أنت فيها، ولا يجدونها..




10- وكما تشكره على الصحة، أشكره أيضًا على المرض.

ذلك لأن المرض ليس شرًّا في ذاته، لعازر المسكين كان مثقلا بالأمراض، وكانت الكلاب تلحس قروحه.. لكن كل هذا لم يكن شرا في ذاته، ولم يفصله عن الله، بل بالعكس كان لفائدته. فعندما اتكأ في أحضان إبراهيم، قدم عنه تقريرا أنه (استوفى بلاياه على الأرض، لذلك هو يتعزى) (لو 16: 25). هكذا فلتشكر الله على المرض، لأنك قد تستوفى به البلايا، وتأخذ نصيب لعازر المسكين قال القديس باسيليوس الكبير:
(انك لا تعرف ما هو المفيد لك: الصحة أم المرض).
القديس بولس الرسول أعطى شوكة في الجسد، لمنفعته الروحية (لئلا يرتفع من فرط الإعلانات. وقد طلب من الله ثلاث مرات أن يفارقه هذا المرض) (2كو 12: 8) ولكن الله لم يستجب صلاته، بل قال له (تكفيك نعمتي).
طبعًا نحن بضعفنا البشرى نطلب الصحة. ولكننا لا نعرف ما هو المفيد لنا..
ربما يتعبني المرض على الأرض، ولكنه يساعدني على دخول الملكوت.
هكذا إذا كان استغلالي له حسنا. ومن الناحية الأخرى ما أكثر ما تكون القوة الجسدية ضارة لمن يستخدمها بطريقة خاطئة! المهم إذن هو الصحة الروحية.
حكى في بستان الرهبان عن أحد النبلاء الأثرياء، أن كانت له ابنة وحيدة مريضة مشرفة على الموت. فطلب من أحد الآباء القديسين أن يصلى من أجلها لكي تشفى. فحاول القديس أن يعتذر بكافة الطرق، ولكن الرجل ألح عليه. فصلى القديس وعاشت الفتاة، إلا أنها سلكت في سيرة شريرة أضاعت كرامة أبيها، لدرجة أنه عاد إلى القديس مشتهيا أن تموت هذه الابنة الوحيدة..!!
عجيب أن كثيرين لا يذكرون في المرض سوى أوجاعه:
دون أن يذكروا بركات المرض وفوائده! بل أن البعض قد يصل إلى حالات من الضيق والتذمر، وقد يعاتب الرب ويقول لماذا يا رب فعلت بي كل هذا؟ أما أنت فلا تكن هكذا.
إنما في مرضك أشكر الله على البركات التي حصلت عليها نتيجة لهذا المرض:
قل له أشكرك يا رب على هذا المرض، الذي أعطاني فرصة أعمق للصلاة، أو الذي أعطاني توبة، ومنحنى تواضعا وانسحاق قلب وشعورًا بضعفي. أشكرك يا رب على هذا المرض الذي جعلني أشعر بمحبة الناس وسؤالهم عنى. أشكرك لأن المرض منحنى فترة خلوة قضيتها على الفراش، وكانت لازمة لي، على الأقل لأفحص نفسي، ولأنفرد بك.
نشكر الله أيضًا، لأنه سترنا , وأعاننا، وحفظنا وقبلنا إليه، وأشفق علينا وعضدنا، وأتى بنا إلى هذه الساعة..
هذا ما تعلمنا الكنيسة أن نشكر الله عليه، في صلاة الشكر التي نرددها مرات في صلوات الساعات (في الأجبية) كل يوم.. وكل كلمة من كلمات الشكر هذه، تحتاج إلى تأمل خاص.

11 أشكر الله أيضًا على الخير الذي تراه، والخير الذي لا تراه..

تشكره على الخير الذي تراه بالعيان، والخير الذي تراه بالإيمان. إن الله كما يدعونا أن نعمل خيرا في الخفاء، وهو يرى هذا الذي في الخفاء ويجازينا علانية (متى 6: 4، 6) كذلك هو أيضًا يعمل من أجلنا كثيرا من الخير في الخفاء، يجب أن نشكره عليه علانية.
كثير من الخير الذي تتمتع به الآن، كان يعده لنا الله من سنوات طويلة، ونحن لا نعلم. وهو لا يزال يعد لنا خيرا، ستظهر نتائجه في المستقبل، فنشكر عليها حينئذ. وهو يعمل خيرا من أجلنا الآن وفي كل لحظة، ولكننا لا نبصر..!
بل كل عمل صالح نحن نعمله يد الله فيه، ولولا ذلك ما استطعنا أن نعمل شيئا صالحا على الإطلاق..
أليس هو القائل (بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا) (يو 15: 5) هو إذن العامل فينا، والعامل معنا. هوذا القديس بولس الرسول يقول (لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة) (فى 2: 13) إذن مجرد أن نريد شيئا يسر الله، هذا أمر يجب أن نشكر الله عليه، لأن هذه الإرادة الصالحة التي لنا هي من عنده. وكوننا نعمل عملا صالحا، وهذا أيضًا من عنده. ويجب أن نشكره عليه..




12 وهنا يجب أن نشكر الله على النعمة العاملة فينا:

إن النعمة من الأمور الأساسية التي يجب أن نضعها في قائمة شكرنا لله. هوذا القديس بولس الرسول يقول (ولكن بنعمة الله أنا ما أنا. ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم، ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي) (1كو 15: 10) ألا يستحق الله منا كل شكر على هذه النعمة العاملة فينا؟!
نشكره إذن على شركة الروح القدس في حياتنا.
هذه التي هي جزء من البركة الممنوحة لنا (2كو 13: 14) نشكره لأنه جعلنا هياكل لروحه القدوس، كما قال الرسول (أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم) (1كو 3: 16) روح الله هذا الساكن فينا، هو الذي يبكتنا على خطية (يو 16: 8) وهو الذي يعلمنا كل شيء (يو 14: 26) ويرشدنا إلى جميع الحق (يو 16: 13) وهو الذي يعطينا قوة في الخدمة حتى نشهد لله في كل موضع (أع 1: 8) ألا نشكر كل حين على عمل الروح فينا.

فان عملنا في وقت ما عملا صالحًا، فلنشكر الله على ما عملنا، لأنه هو الذي عمله عن طريقنا.
خطأ كبير هو، أننا بدلا من شكرنا لله نفتخر ونشكر أنفسنا، كما لو كنا بقوتنا أو بتقوانا قد عملنا عملًا. هذا الفخر هو الذي يمنع عمل النعمة فينا، حتى لا نصير أبرارًا في أعين أنفسنا (أي 32: 1) وهكذا نحزن الروح القدس.. ليتنا إذن نذكر قول القديس بولس الرسول (1كو 1: 31):
"مَنْ أفتخر فليفتخر بالرب" (2كو 10: 17).
لأنه هو الذي يمنح الإرادة والقوة والمعرفة، ولولاه ما كنا نستطيع أن نعمل شيئًا. إن كان القديس يقول (لا أنا، بل نعمة الله التي معي) (1كو 15: 11) فماذا نقول نحن الضعفاء العاجزين. كل ما نستطيع أن نعمله هو أن نشكر الله ونرجع الفضل إليه. وحينئذ يزداد عمل النعمة فينا، ويتكاثر الثمر جدًا..




13 أشكر الله أيضًا لأجل الفداء العظيم الذي قدمه لنا:

يوجد أمر عظيم جدًا، يتصاغر أمامه كثير من الأمور السابقة، ويحتاج إلى شكر طوال الليل والنهار.. وهو الخلاص العظيم الذي قدم لنا على الصليب، ولولاه لهلكنا جميعًا.
مَنْ مِنَّا يشكر سيدنا يسوع المسيح، لأنه صلب من أجلنا؟ لأنه تجسد وسكب دمه لأجلنا؟ إن حكم الموت الذي وقع على البشرية ما كان ممكنا لأحد أن يخلص منه، بدون تجسد الابن وصلبه وموته.
لقد أنقذنا المسيح بموته. إذ مات عنا. فمن منا كل يوم وكل ليلة، يذكر صليب المسيح ويشكره لأنه دفع الثمن نيابة عنا، وبدون هذا الثمن، ما كان ممكنا أن تنفع الأعمال الصالحة ولا التوبة، ولا أي شيء آخر.
مات المسيح عنا، وأصبحنا (متبررين مجانا بنعمته) (رو 3: 24).
أفلا نشكر إذن على الخلاص المجاني الذي نلناه؟
هذا الخلاص الذي لم نبذل فيه جهدا، والذي دبره الله هكذا، دون أن نطلبه..! وما كنا مستحقين مطلقا.. (ولكن الله بين محبته لنا، ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا) (مات في الوقت المعين لأجل الفجار) (رو 5: 8، 9). (البار لأجل الأثمة) (1بط 3: 18) أي حب أعظم من هذا، وأي بذل؟ أما ينبغي أن نضع هذا الخلاص أمامنا باستمرار، ونشكره عليه؟
الكنيسة تذكرنا بهذا الأمر في مناسبات متعددة، لكيلا ننساه.
في كل سنة تقيم لنا أسبوع الآلام، أسبوع البصخة، ويوم الجمعة العظيمة، بذكرياته العميقة المؤثرة، حتى لا ننسى صليب الرب، بل نذكر ونشكر، فهل يكفى هذا التذكار السنوي؟ كلا، لأننا ننسى. ماذا تعمل الكنيسة إذن؟ جعلت كل يوم جمعة في الأسبوع صوما لنتذكر فيه صليب المسيح، لأننا ننسى، وبالتالي لا نشكر عليه.. فهل يكفى هذا التذكار الأسبوعي؟ كلا.. لذلك وضعت لنا الكنيسة صلاة الساعة السادسة من النهار، لكي نتذكر هذا الفداء العظيم، وتمتلئ قلوبنا شكرًا.
في كل يوم نشكر الله، لأنه أعطانا خلاصا هذا مقداره.
وهذا نوع من الشكر الجماعي، للكنيسة كلها، يردده جميع المؤمنين معا، إذ يقولون في الساعة السادسة من كل يوم (بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب، لتنجى الذين خلقتهم من عبودية العدو. نصرخ إليك ونشكرك، لأنك ملأت الكل فرحا، لما أتيت لتعين العالم. يا رب المجد لك).




14 نشكر الله أيضًا، لأنه أعطانا أن نعرفه:

وهكذا يقول الأب الكاهن في صلوات القداس الغريغوري (أعطيتني علم معرفتك) ويقول أيضًا (أرسلت لي الناموس عونًا) فهل نحن نشكره على هذه البشارة المفرحة في الإنجيل وكل ما في الكتاب المقدس من فكرة عن الله وعمله، ومعاملاته مع الكل، وصفاته المقدسة؟
وان كنا حينما تقرأ علينا في الكنيسة عظة لأحد القديسين، نرتل له لحنا نشكره فيه (لأنه أضاء عيون قلوبنا بتعاليمه النافعة، فأي شكر نقدمه على هذه الذخيرة العظمى التي تركها لنا آباؤنا القديسون الأنبياء والرسل، الذين تركوا لنا كل وصايا الله وناموسه ونبوءاته (مسوقين من الروح القدس) (2بط 1: 21).
لقد عرفنا الله في كتابه، ورأيناه في ابنه.
(الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر) (يو 1: 18) وبه قد عرفنا الآب.. وهو نفسه قال للآب (أيها الآب البار، إن العالم لم يعرفك. أما أنا فعرفتك وعرفتهم اسمك، وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم) (يو 17: 25، 26)
مبارك هو الله الذي أعطانا أن نعرفه ونعرف طرقه.
ونعرف وصاياه أيضًا وتعاليمه، ونعرف أنبياءه وقديسيه. نشكره على هذه المعرفة التي لا نستحقها. ونشكره لأنه أعطانا أن نعرف (ما لا بُد أن يكون) (رؤ 1: 1) وأعطانا فكرة عن سمائه وملائكته وملكوته. ونقلنا بهذه المعرفة إلى مستوى عال من فوق هذا المستوى الأرضي الذي نعيش فيه..






15 نشكره أيضًا من أجل وعوده لنا:

نشكره من أجل النعيم الأبدي الذي يعده لنا في أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس، حيث يسكن معنا ونكون له شعبًا (رؤ 21: 2، 3) وهو قد وعدنا قائلا (آتى أيضًا وآخذكم إلى، حتى حيث أكون أنا تكونون أنت أيضًا) (يو 14: 3) ووعدنا أيضًا بما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه) (1كو 2: 9)، وأن نجلس معه في عرشه كما يجلس هو مع الآب في عرشه (رؤ 3: 21) ووعدنا أن نأكل من المن المخفي، ونأكل من شجرة الحياة (رؤ 2: 17، 7).
هذه وعود في الأبدية، ومعها وعوده لنا على الأرض:
نشكره على وعده أن يكون معنا كل الأيام والى انقضاء الدهر (متى 28: 20) وقوله لنا (حيثما أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم) (متى 18: 20) ونشكره على وعوده لنا بالحفظ، وقوله (أما أنتم فحتى شعور رؤؤسكم جميعها محصاه) (متى 10: 30) وقوله لكل واحد منا (هوذا على كفى نقشتك) (أش 49: 16)






16 نشكره لأنه دعانا أبناء له وأحباء:

هكذا قال القديس يوحنا الحبيب (أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله) (1يو 3: 1). وعلمنا الرب أن نصلى قائلين (أبانا الذي في السموات) (متى 6: 9)، وقال لنا أيضًا (لا أعود أسميكم عبيدا.. لكنى قد سميتكم أحباء) (يو 15: 15) بل سمانا أيضًا خاصته، وقيل عنه انه (أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى) (يو 13: 1).
وأعتبر علاقتنا به كعلاقة الغصن بالكرمة، وعلاقة الجسم بالرأس، وعلاقة العروس بعريسها.
فقال (أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير) (يو 15: 5) وقال القديس بولس الرسول عنه أنه (رأس فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده) (أف 1: 23) وأيضا (لأن الرجل رأس المرأة، كما أن المسيح أيضًا رأس للكنيسة) (أف 5: 23) وقال أكثر من هذا (لأننا أعضاء جسمه من لحمه وعظامه) (أف 5: 30) وعندما ذكر أن الكنيسة هي عروس المسيح قال (إن هذا السر عظيم) (أف 5: 32) ويوحنا المعمدان أيضًا قال عن المسيح والكنيسة: (من له العروس فهو العريس) (يو 3: 29).
نشكر الله أيضًا، أنه في ظل هذه العلاقة: جعل علاقته بنا، هي علاقة حب بلا خوف.
وقال إن الوصية الأولى هي تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك) (متى 22: 27) وقال القديس يوحنا الرسول (في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا) (1يو 4: 10) وقال أيضًا (الله محبة. من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه) (لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج) (1يو 4: 16: 18).



رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2021, 02:28 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجالات الشكر كثيرة



فى منتهى الروعه

الرب يباركك

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2021, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجالات الشكر كثيرة


شكرا على المرور


  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مجالات الشكر
المزيد من مجالات الشكر
من مجالات الشكر
مجالات الشكر
مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث


الساعة الآن 11:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024