الوقوع في يدي الله خير من الوقوع في يدي البشر
هكذا أحتمل مارينا الخزي والعار والطرد. وكان على باب الدير صخرة فجلس عليها وزاد في صومه وصلاته أكثر مما كان أولا. وكان كل من يراه ويأتي إلى الدير ويعبر به وهو جالس على تلك الصخرة يقاسى برد الشتاء وحر الصيف يقول له ويسأله ما بالك ولماذا طردت من الدير؟ فيقول لهم أنا أخطأت خطية عظيمة فطردوني وأخرجوني بسبب خطيتي وأبعدوني عن الدير.. صلوا عنى.
وحدث أن وضعت الشقية ابنة صاحب الفندق طفلًا فأخذه أبوها وأتى به مسرعًا إلى الشاب مارينا وألقاه في حجره وقال له خذ الزرع الذي زرعته وانصرف ثائرًا.
أخذ مارينا الطفل وكان يطوف به على الرعاة فيشفقون عليه ويقدمون له يسيرا من اللبن.. وكان مارينا صابرًا شاكرًا لله، وأقامت مارينا على هذا الحال ثلاث سنوات،ولما طالت مدة بقائها على تلك الصخرة اجتمع الإخوة وتشاوروا فيما بينهم قائلين، كيف يحل لنا أن نكون في داخل الدير والأخ تحت السماء يقاسى الحر والبرد لاسيما وأن معه طفلا صغيرًا وغدًا يسألنا السيد المسيح عن هذه الخطية، فاجتمعوا كلهم ودخلوا إلى الآب الرئيس وقالوا يا أبانا أن الشاب مارينا المظلوم له ثلاث سنوات خارج الدير يجلس على هذه الصخرة صابرًا على الحر والبرد ومعه الطفل، وكل من يسأله يقول له قد أخطأت خطية عظيمة استوجبت بسببها إبعادي عن الدير وفراق الإخوة. وبأي وجه يا أبانا نلقى المسيح يوم القيامة، وأي جواب نجيبه إذ يسألنا عن أخينا أنبا مارينا، وطلبوا إليه أن يأذن بدخوله الدير فلم يقبل أولًا لكن بعد شدة الإلحاح والتوسل ببكاء كثير ومحبة فياضة اضطر الرئيس لإدخاله الدير فسمح بدخوله.