المعنى الروحي لأسم مريم العذراء

[Mary Naeem]

المعنى الروحي لأسم مريم العذراء

سُمّيت الأم المباركة بـ”مريم”، وهو اسم مهم في العالم القديم.

بعد ولادتها (التي يتم الاحتفال بها ليتورجيًا في 8 أيلول)، قرر والدا السيدة العذراء إعطائها اسم “مريم” (يتم الاحتفال بتسميتها في 12 أيلول). لقد قاما بذلك بالتعاون مع خطة الله المقدسة، كي يُذكر اسمها إلى الأبد.

على غرار الأسماء الأخرى المذكورة في الكتاب المقدس، يملك اسم “مريم” معنى مهم ومجموعة من الروابط الروحية.

أولًا، إن المعنى العبري للاسم هو “ميريام“، وقد رأى بعض علماء الكتاب المقدس فيه الكلمتين العبريتين مار (تعني مرّ) ويام (تعني بحر). يشير هذا المعنى الأول إلى معاناة مريم المريرة تحت الصليب ودموعها العديدة والحزينة.
ثانيًا، إن كلمة “مار” تعني “قطرة البحر“، وقد حوّلها القديس جيروم إلى اللغة اللاتينية لتصبح “ستيلّا ماريس” (أي نجمة). إذًا، يفسّر ما سبق اللقب الشهير لمريم، وهو “نجمة البحر“. وفي ذلك الوقت، اعتاد البحارة على النظر إلى النجوم لمعرفة الاتجاه الذي يسيرون فيه؛ لذا، فإن إطلاق اسم ستيلا ماريس على مريم يشير إلى قدرتها على توجيه الخطأة إلى الطريق الذي يأخذهم إلى الضفاف الأبدية.
يركّز التفسير الثالث على الكلمة العبرية “ماري” التي تعني “سيدة“، ما يجعل من مريم “سيدة البحر“.

أخذ القديس بونافنتورا كل المعاني السابقة ودمج رمزيتها، معطيًا لكل واحدة معناها الروحي.

كان هذا الاسم الأقدس والعذب والقيِّم ملائمًا بشكل بارز لعذراء مقدسة جدًا وطيّبة وجديرة. إن اسم مريم يعني البحر المرّ أو نجمة البحر أو المنوّرةأو المستنيرة. يتم تفسير اسم مريم على أنها سيدة؛ فهي بحر مرّ بالنسبة إلى الشياطين، ونجمة البحر بالنسبة إلى الناس. أما بالنسبة إلى الملائكة، فهي مستنيرة؛وهي سيدة بالنسبة إلى جميع المخلوقات.
أعطى القديس توما الأكويني أيضًا رمزية مماثلة: “إن اسم مريم يعني نجمة البحر، بحيث يتم توجيه البحارة نحو الميناء بواسطة نجم البحر؛ ويصل المسيحيون إلى المجد من خلال الشفاعة الأمومية لمريم“.

وفي حين أن أصل الكلمة لا يزال موضع نقاش بين العلماء، فقد قبلت الكنيسة تقليديًا هذه التفسيرات المقدسة وأصبحت تعتبر مريم “نجمة البحر“ التي نتطلّع إليها جميعًا ونسعى جاهدين لاتّباعها أثناء العاصفة.
يوجد أدناه ترنيمة قديمة لمريم اسمها “السلام عليك يا نجمة البحر” Ave Maris Stella يعود تاريخها إلى القرن الثامن، وهي تلخيص مثالي لدور مريم وفقًا لمعنى اسمها:

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. اقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات.

أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين.

ولتكن بواسطتكِ حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر، لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع.

المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.