قداسة البابا شنودة الثالث
الإنسان الصالح ينبغي أن يكون مدققا في كلامه:
فهو يزن كل كلمة قبل أن يقولها، سواء من جهة معنى الكلمة أو قصدها،أو مناسبتها للمجال أو للسامعين، أما الذي يتكلم ثم يندم على قول، فهو غير مدقق في كلامه. وكذلك الذي يتكلم، ثم يعاتبونه على معنى كلامه، فيقول ما كنت أقصد ذلك، هو أيضا غير مدقق في كلامه. ويخطئ أيضا الذي يتكلم ويجرح شعور غيره، بغير حكمة وبغير تدقيق.
إن السرعة في التكلم، هي من الأسباب التي تؤدى إلى عدم التدقيق. سواء السرعة في إبداء الرأي، أو السرعة في الحكم على الآخرين، أو السرعة في الاستسلام للغضب. كل ذلك يعرض الإنسان للخطأ. فلا يكون مدققا في كلامه.
أما الذي يتباطأ، ويزن الكلمة قبل أن يقولها، فانه يكون أكثر تدقيقا. لأنه في الإبطاء أو في التفكير المتزن، يمكنه أن يتحكم فيما يريد أن يقوله، بحيث يتخير الألفاظ المناسبة، ويحسب ردود فعلها لأن الكلمة بعد أن يلفظها، لا يستطيع أن يغيرها أو يسحبها! لقد حسبت عليه.