حدث يومًا أن موسى ساق قطيعه إلى جبل سيناء الذي هو حوريب، فظهر له الله وعاينه موسى، على قدر ما يمكن الإنسان أن يعاين الله. رأى موسى، بأم العين، علّيقة ملتهبة بنور أشدّ ضياء من نور الشمس ولم تكن تحترق. فكان ذلك بمثابة رسم للسرّ الكبير الذي تمّ بمجيء المخلّص في الجسد من مريم البتول. قضى موسى في مدين أربعين سنة، ثم عاد إلى مصر بناء لأمر الله. عاد ليخلّص الشعب العبراني من عبودية فرعون. وإذ بدت المهمة صعبة عليه وحده، وهو الذي لا يملك موهبة الكلام، أعطاه الرّب الإله هارون أخاه معينًا ومعبّرًا لدى الشعب.