|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَتَكْرَهُ حَيَاتُهُ خُبْزًا، وَنَفْسُهُ الطَّعَامَ الشَّهِيَّ [20]. من التأديبات التي يستخدمها الله السماح بالمرض الذي يُفقد الإنسان شهيته حتى عن أكل الخبز، إذ تمقته نفسه، وهو تأديب نافع للمتألمين، إذ لا يعودوا يستطيبون الملذات والترف. يشمئز الإنسان من الأطعمة الفاخرة التي كان يشتهيها ويعافها. يقول المرتل عن الجهال الذين تذلهم آثامهم: "كرهت أنفسهم كل طعامٍ، واقتربوا إلى أبواب الموت" (مز 107: 18). ويصف الحكيم حال الميت: "والشهوة تبطل، لأن الإنسان ذاهب إلى بيته الأبدي، والنادبون يطوفون في السوق" (جا 12: 5). بعد أن تحدث عن قوة التأديب الإلهي، الذي يرفع الإنسان عن سرير الملذات الجسدية، ويبدد افتخاره بالحياة الفاضلة كأنها من عمل يديه، يقول هنا إنه يجعل خبزه دنسًا في شفتيه، فتكره حياته الخبز، وتُعاف نفسه الطعام الشهي. ماذا يعني بالخبز والطعام الشهي سوى الملذات التي كان يجد فيها لذة خاصة لا يقدر أن يستغنى عنها؟ خلال التأديب يتحول خبزه بالنسبة له إلى دنسٍ كريهٍ، حيث يدرك بطلان الملذات الجدسية، وتتحول العذوبة من الطعام الشهي إلى مرارة لا يطيقها. |
|