|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المؤمن والسقوط لا تَشْمَتِي بيِ يَا عَدُوَّتيِ، إذَا سَقَطْتَ أَقُومُ. إذَا جَلَسْتُ في الظُّلْمَةِ فَالرَّبّ نُورٌ ليِ ( مي 7: 8 ) يؤكد الكتاب المقدس لنا إنه حتى لو تعرَّض المؤمن للسقوط في أثناء سيره، فلن يكون سقوطه نهائيًا، بل سيقوم ثانيةً ويواصل المسيرة. ويا للعَجَب، فإن كثيرين من الذين سقطوا في ميدان السِباق، أحرزوا نُصرة عُظمى في نهايته، والفضل في هذا طبعًا يرجع لله وحده. ويمكننا أن نذكر العديد من رجال الله الأفاضل، كان لكلٍّ منهم قصة سقوط، ومع ذلك فإنهم اختبروا أمانة الرب في حفظهم. لقد كانوا على حافة الضياع، ولكنهم لم يسقطوا سقوطًا نهائيًا، ولا ضاعوا إلى الأبد، والفضل في ذلك ليس لهم، بل للرب الصالح. تأمل داود رجل الشركة والفرح في الرب. عندما تحوَّل نظره عن إله السماء، وامتلأ قلبه بالخوف من الأعداء، فنزل إلى أخيش ملك جت ليجد عنده الحماية، وفعل ذلك لا مرة بل مرتين. في المرة الأولى لمّا رأى أن أمره كُشف وصار في خطر، تظاهر بالجنون، وسال ريقه على لحيته، والرب أنقذه من تلك المِحنة القاسية ( 1صم 21: 10 - 15؛ عنوان مزمور34)، ولكنه عاد وكرر الخطأ بعينه، ونزل مرة ثانية إلى أخيش ملك جت، وكان على وشك أن يحارب الرب وشعب الرب، وهذا هو الانتحار الروحي. لكن هذا لم يحدث. واستخدم الرب أقطاب الفلسطينيين في منعه. فلمَن كان الفضل في ذلك؟ أَ ليس للرب؟ ألا يمكن لداود أن يرنم: «إذ قلت: قد زلَّت قدمي، فرحمتك يا رب تعضدني»؟ ( مز 94: 18 ). ثم تأمل في الرسول بطرس الذي مشى مرة على الماء ليلتقي الرب يسوع، ولكن وهو يسير فوق الماء، حوَّل عينيه عن الرب فكادَ يغرق، لولا أن بادر الرب وأمسك بيده قائلاً له: «لماذا شككت؟» ( مت 14: 31 ). ومرةً ثانية عندما أنكر بطرس الرب، وهو جالس وسط الخَدَم والجواري، وكادَ يغرق، لا في بحر الجليل هذه المرة، بل في بالوعة اليأس، لكن الرب نظر إليه ( لو 22: 61 )، وأرسل إليه ( مر 16: 7 )، وظهر له ( 1كو 15: 5 )، وردَّ نفسه ( يو 21: 15 - 17). مرةً أخرى نقول: لمَن يرجع الفضل؟ أَ ليس للرب؟ لقد كرر الرسول بطرس بعد ذلك ـ عن اختبار ـ ما سبق وسجَّله داود أيضًا عن اختبار: «عينا الرب نحو الصديقين، وأُذناه إلى صراخهم» ( مز 34: 15 ؛ 1بط3: 12). كما أكد للمؤمنين في رسالته ما تأكد منه هو شخصيًا، فقال: «أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمانٍ، لخلاصٍ مُستعَد أن يُعلَن في الزمان الأخير» ( 1بط 1: 5 ). يوسف رياض |
|