منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 06 - 2018, 08:31 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,899

ابونا البواب ( ابونا يعقوب الانبا بيشوى )


من منا يذكر هذا الوجه اللطيف وتلك الملامح الدقيقة ؟ ..

من منا يتذكر العيون الخضراء الجميلة والنظرة البريئة تحملها ؟ ..

هل منا من يزل يرى البريق فى عيني الراهب الوقور والشيخ الطفل ؟ ..

مازلت أنا أتذكرها كلها ما نسيتها أبدًا ..

أواخر ستينات القرن الماضى قضيت خلواتى بدير أنبا بيشوى العامر بين رهبان بعدد أصابع اليد الواحدة

، كان صاحب العيون الخضراء ذات البريق اللامع هو أحدهم ، أبونا البواب ،

صاحب أنقى إبتسامة رأتها برية شيهيت والوادى الفسيح ،

وعلى رحابة الصحراء وإتساع الوادى رأيته عاجزًا أن يحتوى إتساع إبتسامة أبونا البواب ..

هو أول من يفتح لك باب الدير فيجذبك شعاع عينيه المغناطيسى إلى داخله ،

عيون الراهب الشيخ هى بوابة الدير الحقيقية وبداية الرحلة إلى قلبه النابض .

. وحسنًا كان إختيار الدير لأمين بوابته ، فهو - نيح الله نفسه

خير عنوان لطريق الرهبنة ومصباحها الدليل إلى مدخله بنور طفولته التى لايمكن إلا أن تحبها ..

يفتح لك بوابة الدير وأنت منهك متعب ُ وقد إرتجلت الطريق ( المدق ) الطويل إلى الدير -

فى زمن لم تكن السيارات تعرف طريقها إلى مساكن النساك -

وتنسى تعبك تمامًا وقد غسلت عيون الراهب إرهاقك عنك

قبل أن يصر أن ينحنى أمامك ليغسل قدميك حسب التقليد الرهبانى القديم

.. نعم ، هذا ما كان أبونا البواب يفعله معنا متى طرقنا البوابة الضخمة

يتصبب عرقنا فى يوم مشمس شديد الحرارة .. !!

يقوم بمهمته ثم يختفى عنك سريعًا قبل أن تفيق من هول كرمه وفيض محبته

، وكم من مرة دُرنا حول أنفسنا حيرة وقد أردنا أن نشكره

فلم يُعطنا حتى فرصة الإمتنان لهذا الحب الملائكى الخاطف

، وكل طرقاتنا - على باب قلايته بحصن الدير أعلى البوابة - تذهب أدراج الرياح ،

فهو يعرف غرضنا من إصرارنا أن يفتح لنا ،

وإصرارنا يقابل بإصرار أشد فى رفض أى كلمات مديح أو تعبير عن إمتنان .. !!

كان بسيطًا إلى حد مذهل ، كلامه همس لحروف قليلة

، ولايرد أبدًا على أى سؤال توجهه إليه قبل أن ينظر مليًا إلى الأرض منكسًا رأسه

ثم يجيبك بلكنة صعيدية جميلة : ( وأنا أعرف كيف ؟ .. إنت أستاذ وإنت إللى تجول ) .

. هذا عن الأمور الروحية التى ينكر معرفته بها وأظنه عملاقًا يتضع على أغلب الظن بل على يقينه ..

وأظنه ـ أيضًا - لا يعرف من علم العالم أكثر من معرفة الرضيع طريقه إلى صدر أمه ،

فأمه الكنيسة وهذا يكفيه ليظل حيًا ..

عبر بى إلى بوابة كنيسة أثرية أسفل الحصن ، وإذ سبقنى لينير الطريق أمامى والشمعة بيده
، لم ألتفت أنا إلى عتبة الباب العليا على إنخفاضها إلا وقد إرتطمت جبهتى إليها بعنف آلمنى جدًا ،
وبعد أن إطمأن إننى لم أُجرح علق بإبتسامة : ( الأبهات عملوها كده عشان إللى يدخل الكنيسة لازم يطاطى راسه ) .. عبارة - حكيمة مختبرة - لا أنساها أبدًا ، فالإتضاع طريقنا دومًا إلى باب السماء .. !!

لم يحصل على أى رتبة كهنوتية إذ هو راهب وكفى ، وتعلم القراءة ليتمتع بلبن المزامير الغنى ولا أكثر

، أما بركة عمل القربان فهى شغل يديه يترجم محبته لتلاوة المزامير

، وترى إبتسامته تتسع لتضيء وجهه المنير وهو يرى القربان خارجًا بنار الفرن

، وتعجب لدقة الصنع إذ تتطابق كلها فى الحجم والشكل ودقة الإستدارة فتظنها نتاج ( ميكنة آليه ) لا يد بشرية أبدًا ..

وفى ليلة قارصة البرودة من ليالى كيهك ، قرر الآباء إعفائه من عمل القربان إشفاقًا

، وكان البديل هو أن يحصلوا على حمل القداس فجر اليوم من دير السريان المجاور ،

ومن يذهب إلى السريان فى هذا الوقت المتأخر فى ليل حالك الظلام إلا هذا الشاب الصغير الذى يتبارك بخلوته بين الشيوخ ؟ .. وهكذا طلبوا منى أن أقوم بالمهمة .. !!

وتقدم أبونا البواب يفتح البوابة أمامى ونصيحته لى أن ألزم سور الدير

وأتحسس بقدمى ( مدق ) الطريق وأتحاشى أن تنحرف إلى الرمال

، لقد كانت المهمة مخيفة لى إذ إلتفنى الظلام فلم أكن لأرى حتى كف يدى

.. رفعت عينىّ إلى السماء فلا النجوم أرى ولا حتى الضباب ،

وتذكرت محبته للمزامير فأطلقت لصراخى العنان يسلينى ( الرب نورى وخلاصى ممن أخاف

، الرب حصن حياتى فممن أجزع - مز ٢٦ ) ، وخيال لراهب يسبقنى أكاد أراه ضبابًا أو صورة لشبح

، ناديت عليه مرارًا : ( أبونا .. أبونا .. أغابى يا أبى .. ) ولا مجيب

، ومع مناداتى كان يسرع الخطوات ويسبقنى فأجد نفسى أتبعه مسرعًا

حتى إختفى ووجدت نفسى أقرع بوابة السريان وأخرج منه حاملًا قرابين الحمل عائدًا ،

وهنا ظهر الخيال أمامى فجأة يشق لى طريقًا وسط الظلام .. !!

قرعت بوابة الدير ليفتح لى أبونا البواب متظاهرًا بالنوم وكأنه لم يخرج أمامى ملاكًا ومرشدًا

، وعندما سألته : ( أبونا ، قدسك كنت ماشى قدامى ، صح ؟ ) ،

نظر إلى الأرض مطرقًا بوجهه اللطيف وأجابنى : ( وأنا أعرف كيف يا خويا ، أنا كنت نايم ،

مش إنت أستاذ وتعرف كل حاجة .. ؟ ) .. !!

نيح الله نفسك الطاهرة أيها القديس الطوباوى ،

صلى من أجل الكنيسة ومن أجلنا أيها الراهب الحق ، أبونا يعقوب الأنبا بيشوى
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صورة نادرة | ابونا فانوس الانبا بولا & ابونا بيشوى الانبا بولا
تمجيد ابونا بيشوى الانبا بولا
في مرة ابونا بولس الانبا بيشوي
ايقونة القديس الانبا بيشوى رسم ابونا بولس الانبا بيشوى
صورة مرشح البطريركية من دير الانبا بيشوى ,ابونا بيجول , ابونا شنوده


الساعة الآن 01:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024