رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرب الثالثة بداية «نهاية العالم»
ماذا يحتاج العالم لكى تنشب دوله مخالبها فى وجه بعضها البعض؟. إنه لا يحتاج أكثر من ثلاث معطيات، أولها أجواء استقطاب تساعد على تكوين محاور يقف كل محور منها فى مواجهة الآخر، ومكان ملتهب يشكل مسرحاً للحرب، وسلسلة لا تنتهى من المطامح والمطامع التى تحفز الدول على حمل السلاح ضد بعضها. توافرت هذه المعطيات عام 1914، فنشبت الحرب العالمية الأولى، وتهيأت عام 1939 فنشبت الحرب العالمية الثانية. هل المسرح يعَد الآن لاستقبال حرب عالمية ثالثة؟. كثيرون يفترضون ذلك، وقليل من يستبعدون. فالمحاور المتحاربة بدأت تتبلور وتستوى على عودها، مدفوعة بزخم تختلط فيه المصالح بالطموحات بحسابات التاريخ وحسابات الجغرافيا والدواعى العقائدية والحجج المذهبية. والمعارك التى تشهدها المنطقة العربية جعلتها مكاناً مثالياً لتفاعل أبعاد ومعطيات الحدث الأكبر المتوقع، أما المصالح والمطامح، فكل الأطراف التى بدأت تتورط فى الحدث الكبير لها حساباتها فى هذا السياق. ثمة محوران يتبلوران حالياً لصياغة مشاهد الحرب المتوقعة، كل طرف له رأس، تتفرع عنه مجموعة من الذيول، الولايات المتحدة الأمريكية تقف على رأس محور، ويصطف معها العديد من الذيول، يأتى على رأسها العديد من الدول الأوروبية، التى دأبت على اللعب مع الأمريكان، يضاف إليها من داخل المنطقة إسرائيل، وعدد من الأنظمة العربية الخليجية، خلف هذا المحور تقف حسابات ومصالح عديدة، فالولايات المتحدة كعادتها تريد نقل أية مخاطر من الداخل إلى الخارج، وأبرزها تصدير الإرهاب إلى دول المنشأ، وتجميع الإرهابيين فى بؤرة جغرافية واحدة تسهل عملية ضربها، حين تقرر ذلك، أما الدول الأوروبية فهى كالعادة تمثل مسرح إطلاق الشرارة التى تحرك الغرب نحو الحرب، تماماً مثلما كان اغتيال ولى عهد النمسا وخطيبته شرارة انطلاق الحرب العالمية الأولى. . أما عرب الخليج فحساباتهم مختلفة فهم يتحركون وفى خلفية تفكيرهم إيران، والشيعة والتشيع، ويحاولون استنفار الرصيد السنى فى المنطقة ليدخل فى المواجهة. المحور الثانى تقوده روسيا الطامحة إلى إيجاد أقدام لها فى المنطقة، تستطيع أن ترتكز عليها فى مواجهة منافسها الأمريكى التقليدى، سعياً وراء هدفها التاريخى فى الوصول إلى المياه الدفيئة، وقد التقطت الخيط من «سوريا» فبادرت إلى دعم بشار الأسد، ووجدت فى إيران حليفاً جيداً لها، وعندما جد الجد، لم تتردد حكومة «موسكو» فى التحرك العسكرى، وبدأت فى تكوين مظلة حماية جوية لـ«بشار»، حرمت أمريكا من تعرية النظام السورى أمام سلاحها الجوى. وفى إطار هذا المحور بدأت دول عربية أخرى فى الاصطفاف وراء «الروس»، واعتمدت كل دولة فى قرارها على حسابات خاصة، تأخذ فى الاعتبار النتائج المتوقعة لسقوط نظام بشار الأسد عليها، من هذه الدول على سبيل المثال مصر التى لم تتردد فى تأييد التحركات العسكرية الروسية. وفى الخلفية بدأت تلك الظاهرة الأخطبوطية المتمثلة فى الميليشيات الإسلامية فى تقديم نفسها كوكيل قادر على تحفيز وإشعال الأحداث لجر المنطقة والعالم إلى ويلات الحرب الكبرى، وهى تعمل بالوكالة، لأنها فى كل الأحوال تحتاج إلى ممول حتى تتمكن من لعب دور القاتل الأجير، تلك الأذرع المتشيعة التى ظهرت فى مقابلها عدة ميليشيات «متسننة»، كان أبرزها على الإطلاق ميليشيا «داعش». الكل يلتحف أمام الرأى العام بالدين والدفاع عن مذهب معين: سنى أو شيعى، ويحاول أن يوظفه كقناع يخفى به الثمن الذى يقبضه من الأطراف التى يعمل لحسابها. نقلا عن الوطن |
|