*"كم بالأكثر الإنسان هو فساد، وابن الإنسان دودة؟" [6] كأنه يقول بوضوح: إن كان هؤلاء الأشخاص أنفسهم لا يقدرون أن يتجنبوا العدوى، الذين وسط ظلمة الحياة الحاضرة يضيئون ببهاء اقتناء الفضائل، فكم يكون شر المربوطين بالحياة حسب الجسد؟ إن كان هؤلاء الأشخاص لا يقدرون أن يتحرروا من الخطية، هؤلاء الذين بالفعل يسلكون في طريق الشهوات السماوية، فماذا بالنسبة للذين لا يزالون ساقطين تحت أثقال العادات الشريرة، والذين هم متروكون لملذات أجسادهم، لا يزالون يحملون نير الفساد؟ لهذا يقول بطرس: "إذا كان البار بالجهد يخلص، فالشرير والخاطئ أين يظهران؟" (1 بط 18:4) يقول إشعياء: "على أرض شعبي يطلع شوك وحسك، فكم بالأكثر في كل بيوت الفرح في المدينة المبتهجة" (إش 13:32)... المدينة الفرحة هي ذهن الشرير الذي لا يبالي بالعقوبات القادمة، وذلك من أجل مسرة الجسد، وإذ يخرج الذهن عن كيانه يلهو في مرحٍ كاذبٍ.