|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا عن رحلة هروب السيدة العذراء مريم الى أرض مصر؟ وكيف تحملت التنقل بالطفل الرضيع يسوع؟ وكيف كانت ملجأ الحنان والاستقرار للسيد المسيح؟ - المقدسة ـ «نجده هو مصطلح ديني تاريخي؛ فالعائلة تتكون من السيد المسيح وهو ما زال طفلًا فى حضن أمه «السيدة مريم العذراء»؛ و«يوسف النجار» الذى شاركها فى رحلة الهرب من الطغاة؛ فهربت بالغلام بالطفل وهو فى مهده إلى مصر أرض الأمن والأمان على مر التاريخ والأحقاب؛ فزحفت العائلة المقدسة من فلسطين عبر طريق العريش؛ وصولًا إلى حصن «بابليون» المعروف اليوم بـ «مصر القديمة». وتحركوا نحو صعيد مصر للاختباء فترة من الزمن؛ تحت حماية العائلات والقبائل المصرية القاطنة فى تلك البقاع؛ ثم عادوا إلى الشمال مرورًا بوادى النطرون فى صحراء طريق مصر ــــ الإسكندرية الحالي؛ واجتازوا الدلتا؛ ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء مرة أخرى إلى فلسطين من حيث أتوا، وكانوا فى كل هذه المراحل فى كنف مصر التى قامت بحمايتهم فى كثير من الأماكن التاريخية والمعروفة الآن بالأماكن المقدسة والأثرية والتى يأتى إليها الجميع من بلدان العالم للتبرك بها فى أرض مصر الحبيبة. استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابا وإيابا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفى كيلو متر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة أو السفن أحيانا فى النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيا على الأقدام، محتملين تعب المشى وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة فى كل مكان، فكانت رحلة شاقة بكل معنى الكلمة تحمّلها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف. ولذا فهذه الرحلة تحمل دلالات ومعانى حضارية وتاريخية وثقافية بل تحمل فى طياتها مفاهيم إنسانية راقية؛ وتتمثل المعانى التاريخية أنها تحمل تراثا إنسانيا عظيما ملكا لكل الإنسانية وروعته أن هذا الحدث التاريخى والتراثى فى مصر التى تمثل قلب العالم. فلقد تحملت العذراء هذه الرحلة من أجل ابنها وهو تحمل الأم الحانية والقديسة والتى تعطى بلا حدود. |
|