رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ له يسوع: اِذهَبْ، يا شَيطان! لأَنَّه مَكتوب: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وايَّاهُ وَحدَه تَعبُد " لأَنَّه مَكتوب " فتشير الى استشهاد يسوع من الكتاب المقدس (التثنية الاشتراع 6: 13)، لأنه في الكتاب المقدس يوجد كل ما نحتاج اليه لمقاومة الشيطان وردَّه. أمَّا عبارة "لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وايَّاهُ وَحدَه تَعبُد " فتشير الى النهي عن كل أنواع العبادة لغير الله واكد يسوع باتباع الله وعمل مشيئته كما ورد في تثنية الاشتراع " الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقي وإِيَّاه تعبُدُ " (6: 13)، لذلك بيّن يسوع من هذا الكلام ان حياته العلنية منذ بدايتها هي سجود وعبادة لله وحده، ورفض السجود للشيطان كي يسود العالم سيادة سياسية. فالسجود والعبادة هي مبدا أساسي من مبادئ الدين الواردة في الكتاب المقدس. أمَّا عبارة " تَعبُد" فتشير الىعادة تكريم الإنسان وخشوعه والتعبير عن خضوعه لله، أو للآلهة الذين يؤمن بهم. وقد وُجدت العبادة منذ أن عرف الإنسان الله، ومنذ آمن الإنسان بالله أو بآلهة أخرى غير الله. وفي الكتاب المقدس وصف لنوعين من العبادة، أولهما عبادة الأوثان، وما كان يرافقها من بناء المذابح وإشادة المعابد وتقديم الضحايا وإشعال النيران والرقص والغناء، عند العبرانيين أنفسهم أو عند جيرانهم في فلسطين وسورية ومصر واليونان والرومان. أمَّا النوع الثاني فعبادة الله الواحد. وقد كان اليهود يخلعون أحذيتهم وقت العبادة (وهي عادة شرقية لا تزال متبعة عند المسلمين حتى اليوم). ويطأطئون رؤوسهم ويحنون أجسادهم ويسجدون حتى تمس رؤوسهم الأرض. ولما جاء المسيح قابله بعض أتباعه بالطريقة نفسها. ويخبرنا الكتاب أن قرنيليوس سجد لبطرس هكذا (اعمال الرسل 10: 25). غير أن المسيحية حاولت، منذ نشوئها، أن تجعل العبادة أمراً طبيعياً، وأن تزيل منها الشكليات المتكلفة التي تصرف العابد عن غايته الحقيقية (وهي الاقتراب من الله والاتصال به) وهي أن أمور نظامية وظاهرية وطقسية بعيدة عن غاية العبادية. يبيّن يسوع تواضعه والتزامَهُ مشيئة أبيه الذي أرسله ليخلّص العالم من سلطة إبليس ويؤسس مملكته الأبدية. |
|