* لهذا، فبالنسبة للأخير، يقول داود أيضًا، "كفوا عن الوجود، وفنوا بإثمهم، كحلمٍ من يتيقظ" (مز 73: 19-20). وهذا يعني: توقف الأشرار عن الوجود، واختفوا كحلمٍ يضمحل بمجرد استيقاظ الإنسان من النوم، لأنهم في ظلمةٍ، وفي الظلمة يمشون (مز 82: 5)، ولا يتبقى أثر من عملهم الصالح، بل يشبهون من يرى حلمًا. والمرء يحلم في الليل، والليل في الظلام، وبنو الظلمة محرومون من شمس البرً (مل 3: 20، 4: 2)، ومن ثناء الفضيلة، لأنهم ينامون دائمًا ولا يسهرون. قيل عنهم حقًا: "ناموا سنتهم (نومهم) ولم يجدوا شيئًا" (مز 76: 5)، لأنهم حقًا حينما تنفصل نفوسهم عن أجسادهم، ويتحررون حقًا من نوم الجسد، لا يجدون شيئًا، ولا يملكون شيئًا. يفقدون ما ظنوا أنهم يملكونه. لأنه حتى إن اكتظ الأحمق الغبي بالثروات، يتركها للغرباء، ولا يهبط مجد بيته معه إلى الهاوية (مز 49: 17) .
القديس أمبروسيوس