رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جيحزي أَهوَ وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارِ ( 1مل 5: 26 ) لكي يُشبع جيحزي، غلام أليشع، ما في قلبه من طمع، لم يتردد عن أن يكذب، فركض وراء نعمان وقال: "إن سيدي قد أرسلني". وهذه كانت أول كذبة، ثم اختلق قصة مجيء غلامين من جبل أفرايم من بني الأنبياء لسيده، وهذه كانت ثاني كذبة، وقد حصل على وزنتي الفضة وحُلتي الثياب وعاد وغلامان من غلمان نعمان يساعدانه في حَمل ما حصل عليه. وإذ لم يستطع أن يسمح لهما بتجاوز الأكمة لئلا يقتربا من بيت أليشع فيراهما، أخذ منهما الفضة والثياب وصرفهما ودخل هو البيت وأودعها فيه، ثم "دخل ووقف أمام سيده" كأن شيئاً لم يحدث، لكن أليشع سأله قائلاً: "من أين يا جيحزي؟" فأجاب "لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك" هذه كذبة ثالثة ـ وهكذا كل كذبة تقود إلى الأخرى. لكن الخطية كُشفت للنبي، وليس الخطية فقط، بل الباعث لها أيضاً. لقد كان جيحزي يطمع في أن يكون له زيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارِ، فكاشفه النبي بهذا كله، وكاشفه بما كان في قلبه، ثم نطق بقضاء الله عليه، وكأنه قال له: ما دمت قد أخذت يا جيحزي من غنى نعمان وثروته، فلا بد أن تأخذ مرضه أيضاً "فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد". الثروة التي أخذتها من نعمان ستنتهي، أما البرص فسيبقى ولا يمكن لكل مياه الأردن أن تطهرك منه. دخل جيحزي أمام سيده شخصاً كذاباً، وخرج من أمامه أبرص، كما أنه خسر مركزه كخادم للنبي. لقد نظر النبي أليشع إلى خطية جيحزي أولاً وقبل كل شيء من ناحية ارتباطها بالله ونعمته، ومدى تأثيرها على الشهادة لله. وإذ نظر أليشع إلى عمل جيحزي من هذه الناحية، رأى أنه يُشوِّه جمال نعمة الله. أليشع رفض كل عطايا نعمان لئلا يظن هذا الأممي أنه يمكن الحصول على بركات الله بمقابل، لكن جيحزي أساء بعمله إلى هذه النعمة المجانية. هنا تحذير لنا: عندما نسمح بوجود طمع أو شهوة في قلوبنا ولا نبادر بالقضاء عليها، فإن النتيجة تكون سقوطنا في التجربة. ولا يفوتنا أن خطية واحدة إنما تقود إلى أخرى، ولا نستطيع أن نضع لأنفسنا حداً في طريق الخطية، كما لا نستطيع أن نقف أمام تيارها الشديد، لكننا نستطيع بنعمة الله أن نتجنب هذا الطريق. |
|