وتمتاز غالبية أرض هذه السهول بالخصوبة، وقد قامت فيها الزراعة منذ فجر التاريخ. وقد سكن الناس –في السنين الأخيرة- كل المناطق الصالحة للسكنى، وذلك بكثافة عالية حتى لم يعد هناك أثر للغطاء النباتي الأصلي.
وتسقط الأمطار بمعدل مناسب عادة، وقد ساعد ذلك على تغطية هذه المنطقة -في يوم ما- بغطاء من الغابات الشجيرات والمستنقعات. وهى الآن مزيج معقد من المستوطنات والبساتين والحقول المروية.
وقد كانت هذه الغابات موطنًا للغزلان وبخاصة "الإبل الأسمر" و"اليحمور"، وربما "الغزال الأحمر" أيضًا، إلا أنها جميعها اضطرت –منذ زمن بعيد- إلى هجرة أوطانها، وأصبح أقرب مكان تعيش فيه اليوم هو إيران وتركيا.
وكانت الأسود تصاد هنا أيضًا، ولكن ليس بكثرة ما يوجد منها في منطقة التلال وما وراءها.
أما بالنسبة للطيور، فالأرجح أنها اليوم أكثر عددًا، مما كانت عليه من قبل، لأن المزارع والبساتين أكثر ملائمة للطيور وأغنى بها عن الغابات البكر.
ويقيم العديد من الطيور هناك بصفة دائمة، وهى صغيرة الحجم، وكثيرًا ما تعبر أجواءها الطيور المهاجرة في أسراب كبيرة ولكنها لا تقيم بها.
وكثيرًا ما تغطي الأشجار الشوكية ذات العصارة اللبنية، جوانب الطرق والأركان الضحلة، وتمد الكثير من الطيور بالغذاء، كما تعتبر ملجأ للطيور الصغيرة. ويحتمل أن غالبية الحيوانات المألوفة لدى رعاة المناطق الجبلية قد انحدرت إلى السهول في بعض الأزمنة.