منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 07 - 2015, 03:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,452

طبيعة الإنسان
طبيعة الإنسان

ما هي طبيعة هذا المخلوق، الإنسان، الذي خلقه الله على مثاله؟
1- مزدوجة – جسد وروح


إن للإنسان كما تبين لنا من البحث السابق طبيعة مزدوجة جسدية وروحية. أي أن للإنسان جسداً ونفساً يقول بعض علماء الكتاب المقدس بأن للإنسان طبيعة ثلاثية تتألف من جسد ونفس وروح. ففي رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 23 كتب بولس "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح". وكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول: "إلى مفرق النفس والروح" (4: 12). وبناء على هذا التفسير فإن كلمة "النفس" تشير إلى الإنسان ككائن حي أو كائن ذي وعي ذاتي بينما تدل الروح على انه كائن ذو إدراك بوجود الله.
على أية حال فإن كلمتي "روح" و "نفس" غير مميزتين بوضوح في الكتاب المقدس ويظهر أحياناً أنهما استعملتا مترادفتين. والدكتور أهـ سترونغ يقول "إن طبيعة الإنسان ليست بيتاً مؤلفاً من ثلاث طبقات بل بيت من طبقتين تحوي الطبقة العلوية منه نوافذ تطل على ناحيتين، نحو الأرض ونحو السماء".
إن الوصف الوارد في سفر التكوين يظهر لنا أن للإنسان طبيعة مزدوجة الجسد والنفس. والجسد والنفس يتحدان فيؤلفان شخصية واحدة. ومع أن النفس هي الجزء الأهم في الشخص فإن الجسد يجب ألا يحتقر بل على العكس يجب أن يحترم لقيمته الحقة ولكرامته. إن جسد المسيحي قد دعي هيكل الروح القدس "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم" (1 كورنثوس 6: 19 – 20). يجب ألا نهمل الجسد أو نسيء استعماله بل علينا أن نحفظه طاهراً معافى قوياً لخدمة الله.
2- على صورة الله


ينفرد الإنسان بين جميع الخلائق في أنه يحمل صورة الله. "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تكوين 1: 26) لا يظهر أن هناك فرقاً واضحاً بين "صورة" و "مثال"، فالإنسان مخلوق على شبه الله. فكيف صنع الإنسان على شبه أو مثال الله؟ هذا بالتأكيد لا يعني أنها مشابهة جسدية لأن الله روح بلا شكل جسدي فالمشابهة أذن في طبيعته الروحية.
يقترح الدكتور ملنـز ثمانية أشياء تظهر كون الإنسان مخلوقاً على صورة الله. له طبيعة مفكرة، وطبيعة أدبية، وطبيعة عاطفية، وإرادة، وكيان حر، وميل إلى البر، وتسلط على الخلائق الدنيا، وخلود.
ويمكننا جمع هذه تحت ثلاث نقاط رئيسية:
(1) الشخصية: الإنسان كائن ذو عقل ووعي ذاتي وإرادة حرة. أما الحيوانات الدنيا فلها حياة ولكن ليس لها شخصية. لها غرائز خاصة تقودها إلى عمل أشياء معينة، ولكن ليس لها المقدرة على التفكير والتخطيط كما يقول المرنم: "لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم" (مزمور 32: 9).
الإنسان كائن حر، متمتع بالقدرة على اختيار الطريق التي يسلكها. إن الله لا يرغمه على أن يكون باراً، كما أنه لا يردعه عندما يختار الطريق الخاطئة، وحق الاختيار هذا قسم من الصورة الإلهية الكائنة في الإنسان.
وبما أن الإنسان كائن عاقل ذو وعي ذاتي وذو إرادة حرة فهو قادر على أن يقيم علاقات مع أخيه الإنسان وكذلك مع الله. وبما أنه شخص فهو لذلك يستطيع أن تكون له شركة مع الآخرين كما يستطيع أن تكون له شركة مع الله.
(2)الناحية الأخلاقية: إن كون الإنسان على مثال الله يعني أن الإنسان ذو طبيعة أخلاقية. فهو قادر على التمييز بين الخير والشر كما أن له الحق في أن يختار أياً منهما وهذا أمر لا ينطبق على الحيوانات الدينا. إذ أنه ليس لها أية حاسة للتمييز بين الخير والشر.
كان الإنسان عندما خلقه الله كاملاً بأخلاقه ودون أية خطية وبعد خلق الإنسان قيل: "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً" (تكوين 1: 31). لقد كان الكل كما أراده الله أن يكون بما في ذلك الإنسان فالله الكامل لا يمكنه أن يخلق كائناً غير كامل.
(3) الخلود: إن الإنسان المخلوق على صورة الله، هو كائن خالد. بينما إن الشبه بالله أمر روحي وليس أمراً جسدياً. فالخلود لا ينطبق على جسد الإنسان لكنه ينطبق على روحه. فالجسم يموت ولكن للروح كياناً دائماً. وقد قال الحكيم في وصفه الموت: "فيرجع التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جامعة 12: 7). أي أن الجسم يموت وأما الروح فتبقى حية.
وبما أن الإنسان كائن خلقي عاقل فقد سلطه الله على كل خلائقه "وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تكوين 1: 28).
ومرة أخرى نقرأ في المزمور 8: 4 – 6 هذه العبارة: "فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده. وتنقصه قليلاً عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله. تسلطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه".
وبما أن الإنسان قد خلق على مثال الله، فهناك كرامة لشخصيته الإنسانية لا بد وأن تحترم. فقد رأى الله مناسباً أن يمنح بعض الناس مواهب وسجايا أكثر مما منح غيرهم ولكن هذا لا يعني بحال أن المنعم عليهم يحق لهم أكثر من غيرهم أن يحتقروا من هم دونهم نعماً وسجايا. فالكل مخلوق على صورة الله وعلى هذا الأساس يجب أن يعاملوا. فلا موضع لاستعباد البشر مباشرة أو غير مباشرة. ليس في العلاقات البشرية أي مكان للنظرية القائلة بجواز تحكم فئة صغيرة بمصائر جماهير البشر دون اعتبار لإرادتهم. وإن الإنسان ليس سوى سن أو برغي في آلة كبيرة. لذا يقول بطرس أنه تعلم درساً قيماً في قيصرية وهو "أن الله لا يقبل الوجوه" (أعمال 10: 34).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الطموح هو شيء طبيعي جزء من طبيعة الإنسان
مزمور 78 | طبيعة الإنسان الجاحدة
إن الصلاة جزء من طبيعة الإنسان، كأنها غريزة
إنّ أعمق دافع في طبيعة الإنسان
بالتجسد تجدَّدت وتباركت طبيعة الإنسان


الساعة الآن 01:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024