التعليم المسيحي
عندما نتكلم عن التعليم المسيحي،
ينبغي علينا أن نستوعب الكلمة لا في ضوء موضوع المسيحية كدين له فلسفته الخاصة وفكره بين الصحيح والخاطئ، بل لنا أن نغوص في معنى الكلمة من جهة الاستعلان بالروح، لأن التعليم المسيحي، تعليم استعلاني بالروح القدس في الحق – الحق الذي هوَّ شخص المسيح الطريق والحق، القيامة والحياة – وغرضه الشركة، والشركة تقوم على اتحاد ووحدة جسد واحد في المسيح يسوع، ليكون الجميع رعية واحدة لراعٍ واحد؛ لذلك أن تطرق ذهننا لمفهوم آخر عن التعليم، خرجنا للتو عن التعليم المسيحي الأصيل، وذهبنا لفلسفة الفكر حسب رأي وفكر كل شخص وظنه واعتقاده، ومن هنا يحدث انشقاق وتحزب، واحد لبولس وواحد لأبولس، كما حدث من انشقاق في كنيسة كورنثوس، لأن حينما لا يكون التعليم بالروح في الحق بقوة الله لا بحكمة الناس، بل ببرهان الروح والقوة، يُصبح كل ما يُقدم تعاليم الناس بعيد كل البعد عن تعاليم الله، وتظهر نظريات وأفكار لا حصر لها، وقد يكون الكثير منها عكس بعضها البعض، أو حتى تظهر مجرد تأملات فارغة من قوة الله وبرهان الروح والقوة، كل فعل عملها هو أن تمس عواطف الإنسان ولكن لا تحركه نحو الشركة مع القديسين في النور، ولا تعمل على أن يتغير الإنسان حسب صورة خالقة، كخليقة جديدة في المسيح يسوع، بل يظل إنساناً تحت سلطان الموت الذي يظهر فيه في صورة اضطراب وخوف وجزع، وأحياناً اضطرابات وضيقات نفسية تطيح به بعيداً جداً عن الله، ويحيا في عمى ذهني لا يستطيع (بسببه) أن يُبصر نور الله المُشرق في وجه يسوع: لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. (2كورنثوس 4: 6)