المحبة الأعظم،
والولاء الأعظم...
"تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى"
(مَرْقُسَ 12: 30؛ مَتَّى 22: 37)
أ) مقدمة
الله القدير ضابط كل شيء. لقد خلق كل شيء من العدم لصلاحه الفائض. أعطى الوجود للعدم لأجل مجد اسمه القدوس. كل شيء تحت سلطانه وسيادته. قوانين الطبيعة التي أسسها تحكم الكون. هو أعلى وأسمى كائن في الكون. الإنسان هو إكليل خليقته. في الإنسان تتحد الطبيعة المرئية مع الغير مرئية، المادة والروح، الجسد والنفس.
الإله الخالق هو الحاكم الأعلى للكون. يود أن يسير الإنسان معه في حياة شركة، وأن يتجاوب معه، وأن يطيعه بحرية لكي ما ينضج الانسان روحيا إلى مرتبة رفيعة من القداسة أرادها الله له عندما خلقه في حالة من البراءة والبساطة. يريد الله أن يقبله الإنسان بحرية كالحاكم الأعلى على أفكاره وسلوكه وحياته. لا يقبل الله المرتبة الثانية أو الثالثة في حياة الإنسان لأنه هو الله القدير الأعلى من كل شيء. يجب أن يكون أعلى وأرفع من أي شيء أو أي شخص آخر في حياة الإنسان. قال الرب: "مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (متى 10: 37).
لهذا حرّم الله عبادة الأوثان. "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ..." (خروج 20: 3-5؛ تثنية 5: 8-9؛ الخ). في العصور القديمة، تألفت الوثنية من عبادة أصنام مرئية مصنوعة من الخشب، والحجر، والفضة، والذهب، إلخ. لكن التعريف الأكثر عمومية للوثنية هو ارتباط الإنسان وتعلقه بشيء أو بشخص أقوى من ارتباطه وولائه لله. هذه الأشياء هي أصنام في حياة الشخص المتعلق بها بشدة. قد يكون الصنم مهنة، شهرة، مركز، سلطة، مال، طعام، شراب، والد، أخ، زوج، زوجة، إلخ. أهمية الله في حياة الوثني أقل من هذه الأمور التي هي حبه وولائه الأعظم. يجب أن يكون الله القدير فوق هذه الأصنام، وليس تحتها. يجب أن يكون الله هو الحب الأول والولاء الأول الأهم في حياة الشخص. "طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ" (مزمور 119: 2؛ مرقس 12: 30؛ متى 22: 37؛ الخ).