رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أثناسيوس الرسولي ثقافة القديس أنبا أنطونيوس اختلف الدارسون حول ثقافة القديس أنبا أنطونيوس (251-356م)، فالبعض يرى انه أميّ لا يعرف القراءة أو الكتابة، والآخرون يرون أنه على مستوى رفيع من الثقافة، وأن القديس أثناسيوس الرسولي لم يتتلمذ على يديه في الحياة النسكية فحسب، بل وفي الفكر اللاهوتي. على أي الأحوال، دعاه البابا أثناسيوس "طبيبًا وهبه الله لمصر". جاءت إليه وفود لا تنقطع من كل أنحاء الدولة الإمبراطورية، من كهنة ونساك وشعب، البعض يطلبون مشورته في أمور معينة، والآخرون يرغبون في مجرد الاقتراب إليه ليتعلموا من صمته، إذ يجدون في شخصه رجاءً جديدًا في حياتهم 2. يُحسب أبًا للعائلة الرهبانية في العالم كله. لست أقول أن لمسات القديس أنبا أنطونيوس قد ظهرت في سلوك البابا أثناسيوس ولاهوتياته فحسب، بل يمكننا القول بأنها بالروح القدس شكلت أعماقه أيضًا. إن كان البابا أثناسيوس قد سجل لنا كتابه المشهور Vita Antonii حياة أنطونيوس، فإنه في الحقيقة نقش سيرة معلمه وحياته في قلبه وخلال حياته وسلوكياته وأفكاره. سجل لنا البابا أثناسيوس باعتزاز تلمذته له، قائلًا: [لقد رأيتُ أنطونيوس مرارًا، وهذا ما استطعتُ أن أتعلّمه منه، لأنني لازمته طويلًا وسكبتُ ماءً على يديه.] وإنني أرجو أن أقدم هنا أمثلة قليلة لعمل الله الفائق في حياة البابا أثناسيوس خلال تأثره بأبيه الروحي الأنبا أنطونيوس.. |
|