رَوَي تلميذا عِمَّاوس ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز. 36 وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: ((السَّلامُ علَيكُم!)) 37 فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً. 38 فقالَ لَهم: ((ما بالُكم مُضطَرِبين، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ في قُلوبِكم؟ 39 أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي)). 40 قالَ هذا وأَراهُم يَدَيهِ قدَمَيه 41 غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: ((أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟)) 42 فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. 43 فأَخَذَها وأَكَلَها بِمرأًى مِنهُم. 44 ثُمَّ قالَ لَهم: ((ذلك كلامي الَّذي قُلتُه لكم إِذ كُنتُ مَعَكم وهو أَنَّه يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير)). 45 وحينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب، 46 وقالَ لَهم: ((كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، 47 وتُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم، اِبتِداءً مِن أُورَشَليم. 48 وأَنتُم شُهودٌ على هذه الأُمور. 49 وإِنِّي أُرسِلُ إِلَيكم ما وَعَدَ بهِ أَبي. فَامكُثوا أَنتُم في المَدينَة إِلى أَن تُلبَسوا قُوَّةً مِنَ العُلى)).
في الاحد الثالث للفصح، يصف لوقا الانجيلي (لوقا 24: 35-48) ظهور يسوع للرسل في العليّة، والذي يُشكّل خاتمة إنجيله. إذ يشدّد الإنجيلي على تغلب يسوع على قلة إيمان الاثني عشر بإعطائهم علامات على حقيقة قيامته (اعمال الرسل 1: 3) ويدعوهم ان يكونوا شهوداً على قيامته من خلال إعلان التوبة والغفران وفقاً لتوصيته لهم "ستُعلَنُ بِاسمه التوبة وغُفرانُ الخطايا لجَميع الأمم، ابتداءً من أورشَليم. وأنتم شُهودٌ على هذه الأمور" (لوقا 24: 47). فالقيامة هي فوق كل موت، هي الحياة، وهي أساس الإيمان وأساس التبشير بإنجيل الخلاص
الأب لويس حزبون - فلسطين