|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأني سمعت مذمةً من كثيرين. خوف من كل جانبٍ. يقولون: اشتكوا، فنشتكي عليه. كل أصحابي يراقبون ظلعي قائلين: لعله يطغي، فنقدر عليه، وننتقم منه" [10]. يبدو أن إرميا النبي قد دخل في حالة ارتباكٍ شديدٍ وسط الجو العاصف الذي حل به. رأى الله يخدعه ولم يقف معه ليسنده ضد مقاوميه، كما صارالأعداء (الأنبياء الكذبة) أصحابه يسمعون له لكي يتصيدوا له الأخطاء. تارة يهاجمونه ويسبونهكي لا يصغي الشعب إليه، وأخرى يراقبونه باهتمامٍ كمن يطلبون كلمة منه. سمعهم يذمونه ويسخرون منه: "لأني سمعت مذمة من كثيرين"،أي من الأنبياء الكذبة والكهنة الذين دعاهم بالكثيرين، كقول المرتل: "كثيرون قاموا عليّ، كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه" (مز 3). في سخريتهم به كانوا يرددون ما قاله عن فشحور: "لم يدع الرب اسمك فشحور بل مجور مسا بيب (خوف من كل جانب)" [3]. في استهزاء يرددون: "خوف من كل جانب!" لعلهم بهذا كانوا يقولون: من الذي يحلّ به الخوف من كل جانب: فشحور أم أنت يا إرميا؟ هوذا تحلّ الكوارث بك، ويقف الكل ضدك، ولا تجد راحة ولا سلامًا ولا ثمرًا! كلماتهم تحمل سخرية من الخارج مع اضطراب في الداخل، فقد حلّ بهم الخوف، وحاولوا علاج ذلك، لا بالاستماع إلى صوت الرب، بل بالسخرية به... إنهم يخدعون أنفسهم! صدرت الأوامر الخفية أيضًا بمخاتلته وخداعه لكي يتكلم بما عنده فيجدون في كلماته سلاحًا ضده. أثاروا من يشتكون عليه ممن يصغون إليه فيجدوا فرصتهم ضده لمحاكمته والانتقام منه. مقابل هذا، مع هياج الأنبياء الكذبة ضده يعلن الله معيته وحضرته لنبيه المرذول، يتقدم كجبارٍ قديرٍ يدافع عنه، مفسدًا كل خطة شريرة ضده. معية الله هي سرّ قوته ونصرته (مز 48: 1-8). |
|