رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أدوم في المفهوم الروحي: 1. يرى القديس أغسطينوس في أدوم الذي جاءه من (يُدينه) يحكمه من جبل صهيون (ع 21) إنما إشارة إلى الأمم الأشرار لكنهم يتقبلوا الإيمان خلال الرسل القادمين من جبل صهيون(2)، وكأن هذا السفر هو سفر الكنيسة الواحد الجامعة تضم في أحضانها الأمم الذين كانوا قبلًا من أدوم أرضيين وظالمين، كما ضمت اليهود الذين قبلوا الإيمان، وكما يقول الرسول بولس: "يُصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلًا العداوة به" (أف 2: 16). 2. ويرى أيضًا القديس أغسطينوس في أدوم الظالم والمحب لسفك الدم صورة حيَّة لمضطهدي الكنيسة في العصر الروماني، إذ يقول: "أيّة اضطهادات عظيمة هذه التي عانت منها الكنيسة؟! ماذا يقول أبناء أدوم، أي الجسدانيون خدام الشيطان وملائكته، عابدو الأصنام والحجارة، الذين يتبعون شهوات الجسد؟ "أزيلوا المسيحيين، أهلكوهم، لا تتركوا أحدًا منهم يعيش، ألقوا بهم في الأساسات" (مز 137: 7). وإذ يقول: "المضطهِدون هكذا يُحتقرون أما الشهداء فيُكلّلون". هذا هو أدوم الذي لا يطيق أخيه يعقوب بل يضطهده ويشمت به ويشترك مع أعدائه في إذلاله. هذا كله لأن أدوم (عيسو) كان بكرًا وبسبب شهواته صار الأخير. وكما يقول القديس أغسطينوس: [كان بنو أدوم هم البكر لكن الذين وُلدوا بعدهم نالوا منهم الامتياز، لأن شهوة الجسد أحدرتهم بينما ارتفع الآخرون لاستخفافهم بها]. 3. أخيرًا فإن أدوم يمثل الإنسان العتيق الأرضي والدموي، المحب للظلم والعداوة، هذا الذي يكره الإنسان الداخلي ولا يطيقه، إذ يقول المرتل: "أذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم، القائلين: هِدّوا هِدّوا (انقضوا انقضوا) حتى إلى أساسها" (مز 137: 7). بالمعمودية يُحطم الصليب إنساننا الخارجي ليقوم فينا أورشليمنا الداخلية أو جبل صهيون الروحي، الإنسان المخلوق على صورة خالقه ليتجدد من يوم إلى يوم فينعم بالنجاة في المسيح يسوع ويحسب ميراثًا للرب ومقدسًا له (ع 15)، فيه يسكن الثالوث القدوس معلنًا ملكوته فينا. هذا ما نستوحيه أيضًا من كلمات القديس أغسطينوس، حين يُعلق على عنوان المزمور 60 "ضرب من أدوم في وادي الملح اثنى عشر ألفًا، إذ يقول: "أدوم" تعني "أرضي"، لذا يلزم على الإنسان أن يضرب فيه ما هو أرضي، لأنه إذ يُريد أن يحيا سماويًا فلماذا يعيش أرضيًا؟! لنذبح الحياة الأرضية (محبة الأرضيات) فنحيا الحياة السماوية. "كما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي" (1 كو 15: 49) . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المفهوم الروحي لبيع البيوت وفكاكها |
المفهوم الروحي للثعالب الصغار المفسدة الكروم |
ما هي الصلاة في المفهوم الروحي؟ |
المفهوم الروحي لعيد الصعود |
المفهوم الروحى لعيد الصعود |