رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا: "قم انزل إلى بيت الفخاري، وهناك أُسمعك كلامي" [1-2]. لنقم فيرتفع قلبنا إلى السماء، لكن لا بروح التشامخ والتعالي، إنما ننزل مع مسيحنا إلى الصفوف الأخيرة، فنراه بروح الاتضاع يعمل وسط الخطاة، ليمكثوا معه أبديًا، يحملهم بالحب على كتفيه وينطلق بهم إلى حضن أبيه. ما أروع كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم الذي يحدثنا بخبرته الروحية عن العمل وسط الخطاة، أنه يجب علينا ألا نتحدث كما من على كرسي المعلم البار، إنما بالحب ننحني بظهورنا، ونمسك بالساقطين بعد أن نكون قد ثبّتنا قدمينا تمامًا، حتى نرتفع بروح الرب بهم دون أن ننهار ونسقط معهم في الوحل، أو ننطرح معهم أرضًا. مسيحنا نزل إلى وادينا، وادي الموت، وأكل مع العشارين والخطاة، وبحبه قدسهم، لا ليحملهم إلى سمواته فحسب، إنما ليقيم منهم صيادين ماهرين يصطادون النفوس إلى مجده السماوي! نقرأ عن ربنا يسوع أنه النازل من السماء، تلك الحقيقة التي تتكرر في إنجيل يوحنا الأصحاح السادس سبع مرات وفي ذلك كمال الاتضاع لمن قيل عنه "الذي مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8). والنزول بحسب فكر الرب معناه الاتضاع تحت يد الله القوية، وإن لم نتضع لا بُد أن ننحدر منزلقين. |
|