رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَرسَلَ خَدَماً آخَرين وأَوعَزَ إِلَيهم أَن ((قولوا لِلمَدعُوِّين: ها قد أَعدَدتُ وَليمَتي فذُبِحَت ثِيراني والسِّمانُ مِن ماشِيَتي، وأُعِدَّ كُلُّ شَيء فتَعالَوا إلى العُرْس)). تشير عبارة " خَدَماً آخَرين " إلى تجديد المَلِك دعوته عن طريق الرُّسُل الذين يُعلنون لليهود العُرْس الذي تحدّث عنه أنبياؤهم، لكنهم رفضوهم، وجاء تلاميذهم وغيرهم من المُبشِّرين الذين نادوا بالإنجيل بعد صلب يسوع وصعوده منذ يوم الخمسين (يوم العنصرة)، مَثَل إسطفانس وبرنابا وبولس الرَّسُول وأمثالهم، ممن نادوا بيسوع والقيامة. وتكرار الدَعْوة دلالة على طول أناة الرَّبّ ورغبته في خلاص البشر بالرغم من البعض يرفضون الدعوة. أمَّا عبارة " قولوا لِلمَدعُوِّين " فتشير إلى دَعْوة عامة شاملة لكل البَشر كقوله " مَن شاءَ فلْيَستَقِ ماءَ الحَياةِ مَجَّانًا" (رؤيا 22: 17). أمَّا عبارة "ها قد أَعدَدتُ وَليمَتي فذُبِحَت ثِيراني والسِّمانُ مِن ماشِيَتي" فتشير إلى البركات الرُّوحية من السَّلام والمَسرَّة بالمسيح مما يذكِّرنا بنبوءة أشعيا "وفي هذا الجَبَلِ سيَضَعُ رَبُّ القُوَّات لِجَميعِ الشُّعوبِ مَأدُبَةَ مُسَمَّنات مَأدُبَةَ خَمرَةٍ مُعَتَّقَة مُسَمِّناتٍ ذاتِ مُخٍّ ونَبيذٍ مُرَوَّق" (أشعيا 6: 6). أمَّا عبارة "أُعِدَّ كُلُّ شَيء " فتشير إلى المَدعُوِّينَ الذين سبق أن أُعْلموا بالأمر، لكن صاحب الدَعْوة أرسل إليهم بعض خَدَمِه ليَأتي بهم ويرافقونهم (استير 5: 8). وهذا يُمَثَل رسالة الإنجيل لشعب اليهود، كما نطق بها يوحنا المعمدان ويسوع ورسله (متى 3: 1-2, 4: 17، 10: 7). وأوضح بطرس الرَّسُول في خطابه يوم العنصرة (الخمسين) بقوله "أُعِدَّ كُلُّ شَيء" (أعمال الرُّسُل 2: 14-35). نحن هنا أمام دَعْوة إلى الفرح (أمثال 9: 2-3) حيث تكمن غاية حياة الإنْسَان في علاقته مع الله: أن نُحِبَّ الله وان نُحِبَّ. اللُه يُحبُّنا، وكل إنسان مدعو لكي يُجيب إلى هذا الحُبِّ بحبِّه. ابتدأ الاستعداد للوليمة الإنجيلية من خلال الشَّريعة وذبائحه وأعياده " ظِلِّ الخَيراتِ المُستَقبَلَة " (العبرانيين 10: 1). وأشار يوحنا الإنجيلي إلى ما في هذه الوليمة من قوت النَّفس "مَن يأكُلْ هذا الخُبْز يَحيَ لِلأَبَد" (يوحنا 6: 58). أمَّا عبارة "فتَعالَوا إلى العُرْس" فتشير إلى تجديد المَلِك لقبول الدَعْوة. ويذكر لوقا الإنجيلي هذه المَثَل ذاته ويضيف "قد أُجرِيَ ما أَمَرتَ به ولا يَزالُ هُناكَ مَكانٌ فارغ" (لوقا 14: 22). وهذا إشارة إلى المَدعُوِّينَ أنَّهم ليسوا يهود فقط بل تُعمَّم الدَعْوة إلى الأمم لقبول الإنجيل. |