منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 10 - 2013, 09:17 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

زرع و حصاد

زرع و حصاد

بعد التأمّل بإنجيل الابن الضال أو الابن الشاطر أو الابن الأصغر ، نستطيع أن نسمّي ما فعله هذا الابن هو تسرّع في أخذ القرارات أو عدم التبصّر أو قصر النّظر.
الإنسان يزرع ، وكثيرا مالا يهتم بالحصاد لقلّة تبصُّره، والكتاب المقدّس يضع القانون : الذي يزرعه الإنسان إيّاه يحصد أيضا. وهذا القانون ساري المفعول على الزرع المادي وعلى الزرع الروحي، على القول، والفعل، والعمل، كل ما ينتج عن الإنسان خلال حياته على الأرض هو زرع وسيأتي يوم هو يوم الحصاد عاجلا كان أم آجلا: يقول الكتاب الزارع إثما يحصد بليّة.
هذا المثل مثل الابن الشاطر، مشهور جدا ومعروف، وقد سمعنا وقرأنا الكثير من العظات عنه :الإبن الأصغر هو الإنسان ،الأب هو الله ، البيت الذي تركه هو مجلس الله ( وأقامنا معه وأجلسنا في السماويّات) أو حياة الشركة مع الله ،الكورة البعيدة هي حياة الخطيئة و الشر. فهذا المثل يطبّق على كل إنسان ابتعد عن الله .
زرع وحصاد :
ماذا زرع هذا الشاب حتّى حصد ؟ أولّا زرع بقصر نظره وتسرّعه أنّه أخذ ماله قبل وقته ،نظر الى ابيه الغني، فدرس الموضوع واستجمع قواه ،وجرأته، وأتى الى أبيه قائلا: با أبتي أعطني نصيبي من الميراث، فقسم له حصّته ،تسرّع في أخذ القرار و أخذ ماله قبل وقته. مشكلة ، مشكلة كبيرة ، الإنسان بقصر نظره يتطلّع إلى الأمور في مظهرها: يريد أن يستمتع بحياته، يصرف المال ، يسهر ، يخطئ، ولكن يا أخي أنت تسيئ التصرّف لأنّ الأمر قبل وقته ، وكم من شباب يتصرّفون هذا النوع من التصرّف بمالهم قبل وقته عينهم على الخطيئة: حلال لك في وقته ، ولكن قبل وقته حرام و خطيئة و تسرّع ، لا تمد يدك إلى ما ليس لك حقّ فيه في الوقت الحاضر. عندما تنضج وتكبر ، وأمام شهود ، حقّ من حقوقك أن تتزوّج أمّا أن تتصرّف بهذه الأمور قبل وقتها ، فهذه نجاسة ، وتعدّي ، وخطيئة ، هذا تصرّف أرعن .أخذ ماله قبل وقته ، ثم ّ استقلّ: الاستقلال عن الله هو قمّة الخطايا . استقلال بالرأي ، استقلال بالعيش ، بالتصرّف، وكأن المخلوق لا علاقة له بخالقه والخالق لا علاقة له بما خلق : جمع كل ما له و سافر الى كورة بعيدة ، سافر طالبا الاستقلال عن أبيه ، الاستقلال عن الله ، مسكين الإنسان الذي يظن أن الاستقلال عن الله بركة ، الاستقلال عن الله فيه استعباد للخطيئة , استقلّ وهرب الى كورة بعيدة وفي زرعه وقصر نظره عاش بدون رادع، صرف ، بزخ ، سهر ، زنى ، استبداد ، عاش بدون ضوابط ، ظنّا منه ان الحياة "حريّة " أطلق العنان لشهواته ، بذّر ماله بعيش نجس .اعتقد أن حياة الجسد سوف تستمر الى ما لا نهاية ، عاش نزواته بدون قانون ، مسكين الإنسان ينسى أنّه سأتي يوم و يموت فيه فجأة.
خطيئة ؟ ليش وين في خطية ؟ اللي بترتاح اعملوا ! اللي تنبسط فيه حلال ، زرع لنفسه وعاش لنفسه و لم يعش لله .كل شجرة لا تصنع ثمرا جيّدا تقطع وتلقى في النار هكذا يقول الكتاب . زرع لنفسه وليس لأبيه ، وجاء يوم الحصاد ، والحصاد يكون من نفس نوع الزرع ، من يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فسادا. جاء يوم الحصاد ،الخطيئة أجرتها فيها ، عندما تشرب السم لا يضرّك أحد ، فالسم الذي شربته يضرّك ، بعد أن عاش لنفسه بدون ضوابط جاء وقت الحصاد وحدث جوع في تلك الكورة فابتدئ يحتاج : اذا أول علامة برزت هي الحاجة : طيب أين الأصحاب ؟ طاروا !! أين البسط ؟ راح !! أين العلاقات الطيّبة ؟ ؟ أين ؟ أين ؟ برزت حاجة لا ’تسد ، مشكلة كبيرة ، مشكلة اجتماعية ، نفسيّة ، روحيّة برزت حاجة ! البطن خاوي ، القلب خاوي ، العاطفة خاوية ، يوجد مشكلة ! من سيحل هذه المشكلة ؟ لديك مشاكل كثيرة في حياتك والمشكلة الأكبر هي الموت لهؤلاء ، هل تعرف يا مسكين أين ستذهب بعد الموت ؟ الإنسان لا يزرع فقط للأرضيّات بل للأبدية . برزت حاجة جاء وقت الحصاد، وقع ذلّ " ارعى الخنازير " الخطيئة أوّلها طيّب وحلو ولكن آخرها ’مر. أهلا بالبيك ، أهلا بالريّس ، وجاء وقت الحصاد فصار البيك يرعى الخنازير ! ’ذل ، أمام الناس و أمام الله ،المستعلي عند النّاس هو رجس عند الله ، الله لا يحب المتكبّرين ، أين الكرامة ؟ الرب يعطي الكرامة ، الرب رفع اليعازر المسكين من المزبلة إلى أحضان إبراهيم ! طوبى للمساكين بالرّوح فإن لهم ملكوت السماوات . وحصد ’ذل ، زرع فساد وحصد ’ذل .هذا هو الاستقلال والابتعاد عن الله ، هذه هي أفراح العالم ونتيجة الخطيئة ونتيجة قصر النّظر و التسرّع . لا فرصة ثانية بعد الموت ، الفرصة متاحة لنا ونحن على هذه الأرض وهذا ما حصل فعلا مع هذا الابن الذي سمّاه الكتاب الإبن الشاطر، عاد الى أبيه قبل فوات الأوان ، فكّر في نفسه و في مستقبله ، وقال في نفسه ليس لي أحد سواك يا أبي ، افتقد حنوّ الوالد ، حنّ إلى محبّة الوالد ، رجع الى أبيه بالتوبة والدموع ، و النّدم ، هل لديك الجرأة اليوم أن تقول أنا أتوب ؟ أنا خطئت الى السماء و اليك يا أبتاه ، اغفر لي و ارحمني و خلّصني ؟
رآه أبوه من بعيد وتحنّن عليه ، وركض ، وضمّه إلى صدره ،سامحه ،نسي خطيئته .
نشكر الله لأجل نعمة محبّته لنا ، فرح الله بعودة الابن الضال ، من يزرع للروح من الروح يحصد حياة أبديّة .
الله مستعد أن يغفر و يسامح وينسى كل خطايا الماضي اذا عدنا اليه نادمين بصدق ومؤمنين أن لا خلاص و لا حياة أبديّة بدونه . آمين .

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كل زرع له حصاد
حصاد
حصاد الـ توك شو
حصاد عام مضي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سبط جَاد


الساعة الآن 03:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024