منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 07 - 2020, 08:16 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 365,642

† القديس الشهيد يوسف الدمشقي 1860م †

القديس الشهيد يوسف الدمشقي


اسمه يوسف مهنا الحدّاد. وهو بيروتي الأصل، دمشقي الموطن.
ترك والده بيروت في أواخر القرن الـ18 واستقرّ في دمشق فعمل في صناعة النسيج وتزوّج وأنجب 3 أولاد ذكور.

وُلد يوسف في دمشق في أيار 1793 لعائلة فقيرة وتقيّة. تلقّى بعض التعليم فألمّ باللغة العربية وقليل من اليونانية. ثم انقطع عن المدرسة بعد حين بسبب الفقر وعمل في نسج الحرير. ولشوقه إلى العلم والمعرفة، كان يعمل في النهار ويدرس في الليل.

انكبّ يوسف على التوراة والمزامير والعهد الجديد يُقابل النسخة اليونانية على العربية، والعربية على اليونانية حتى أتقن النقل من اليونانية وإليها. ولم يقف تحصيله عند حدّ اللغة فقد استظهر أكثر الكتاب المقدّس.

واستمرّ يوسف في التعلّم ثم بدأ يقبل التلامذة في بيته. ثمّ أخذ العبرية عن أحد تلامذته اليهود.


زوّجه والداه إلى فتاة دمشقية تدعى مريم وهو بعد في الـ19 من عمره.
إلاّ أنّ الزواج لم يصرفه عن المطالعة فثابر على القراءة بنهم حتى في ليلة زفافه، كما أورد كاتبُ سيرته.

سامه البطريرك سيرافيم (1813 – 1823) شمّاساً فكاهناً في أسبوع وهو في الـ24. فاهتمّ يوسف بالوعظ لسنوات طويلة في الكنيسة المعروفة بالمريمية، فأبدع حتى اعتبره البعض يوحنّا ذهبي الفم ثانياً.


وكان، إلى الوعظ، دؤوباً في مؤاساة البؤساء وتعزية الحزانى ومعاضدة الفقراء والمرضى. ولمّا تفشّى الهواء الأصفر في دمشق سنة 1848،
أظهر الأب يوسف غيرة كبيرة في خدمة المرضى ودفن الموتى، غير مبال بإمكان التقاط المرض، هو نفسه. ولكنه فقد أحد أولاده، مهنا، مضروباً بالوباء.


كما سعى الخوري يوسف إلى صرف الشعب المؤمن عن الكثير من العادات الشائعة، ونجح في تغييرها. وكما اهتمّ ببناء النفوس اهتمّ أيضاً ببناء الهياكل الحجرية فسعى في العام 1845م إلى تجديد كنيسة القدّيس نيقولاوس المتاخمة للكنيسة المريمية فجرى ترميمها بإتقان، لكنّها احترقت في أحداث 1860.

انتقل الخوري يوسف إلى المدرسة البطريركية سنة 1836 فضمّ إليها التلامذة الذين يعلّمهم في بيته. وطوّرها وجعل عليها وكلاء، كما عيّن للمعلّمين رواتب محدّدة. وما لبث أن اجتذب طلاب العلم من أرجاء سورية ولبنان.

كان الهمّ الأول للأب يوسف تثقيف عقول الشبان الأرثوذكس وترشيحهم للكهنوت واقتبال درجاته ليخدموا الرعيّة خدمة نافعة. نفقات التعليم في المدرسة كان يغطيها المؤمنون والبطريركية.

فتضاعف الاهتمام بدراسة اللاهوت في المدرسة. وفي العام 1852، بادر الخوري يوسف إلى افتتاح فرع عال للعلوم اللاهوتية انتظم فيه 12 تلميذاً أصبحوا كلّهم من أحبار الكنيسة الأنطاكية.

أولى ميزات الخوري والمعلّم يوسف أنّه كان فقيراً. بعض المصادر يذهب إلى حدّ القول إن خدمته للكنيسة كانت "بدون عوض". أحد العلماء الروس المطّلعين قال عنه إنّه لم يكن له دخل البتّة لانصرافه إلى خدمة المدرسة، لكن نفقاته كان يحصّلها أولاده من شغل أيديهم.

وكان إلى ذلك حسن العبادة، حارَّ الإيمان، صبوراً، صالحاً جداً، وديعاً، هادئاً، متواضعاً، شفوقاً. وكان حكيماً حليماً في رعايته. من أخباره أنّ بعض الساذجين تركوا الكنيسة مرّة لأمر تافه، فأشار إليه البطريرك مثوديوس أن يذهب في إثرهم ويسترجعهم. فلمّا أتى إليهم لم يُبدِ أي استياء من عملهم، بل لاطفهم وعرض عليهم بعض الإيقونات الصغيرة التي كانت بحوزته فلمس قلوبهم وعاد وإيّاهم إلى الكنيسة خجلين نادمين.


كان أستاذ المعلّمين. وشهد أهل زمانه من غير كنيسته أنّه من أكبر علماء النصارى في وقته. وكرجل كنيسة اعتبر لاهوتياً كبيراً وفخر الأرثوذكسية وأنموذج التقوى والفضيلة.

أمّا عمله الكتابي فيبدو أنه كان غزيراً. فقد قابل المزامير والسواعي والقنداق والرسائل على أصلها اليوناني فدقّق فيها وضبطها. نسخ الكثير من المخطوطات وقابل فيما بين النسخ فجاءت مضبوطة مصححة. من ذلك تفسير أيام الخليقة الستة للقدّيس باسيليوس الكبير، وثلاثون ميمراً للقدّيس غريغوريوس اللاهوتي. وقد اعتاد أن يُنهي مخطوطاته بأقوال كهذه: قد نقل هذا الكتاب عن نسخة قديمة وقوبل عليها بالتمام. وكان يمهرها بختمه ويوقّعها. وكانت المطابع الأرثوذكسية آنذاك كلّها تعتمد عليه لتصحيح مطبوعاتها ومقابلتها على الأصل. كان ختمه ختم الثقة في مجال اللاهوت والأدب والثقافة. وله أيضاً مساهمته في تنقيح النسخة العربية للكتاب المقدّس، وهي المعروفة بطبعة لندن.

وكانت للخوري يوسف أكثر من مواجهة مع دعاة البروتستانتية. وقد أفحم المرسلين الأميركيّين في أكثر من مناسبة، ونجح في إيقافهم عند حدّهم. أمّا في دمشق فقد سعى بالرعاية والوعظ والإرشاد إلى توعية شعبه وتنبيهه وتحصينه ضد البدع والهرطقات الرائجة آنذاك.

لا شك أنّ الخوري يوسف مهنا الحدّاد كان في القرن التاسع عشر رجل النهضة الأول في الكنيسة الأنطاكية.

أكثر من 50 شخصاً من أبرز رجال الكنيسة الناهضة درسوا عليه وغاروا غيرته. البطريرك ملاتيوس الدوماني (+1906) كان من تلاميذه، وكذلك غفرائيل شاتيلا، مطران بيروت ولبنان (+1901)، وجراسيموس يارد (+1899)، مطران زحلة وصيدنايا ومعلولا، علاّمة عصره، وما لا يقل عن 10 مطارنة آخرين وعدد كبير من الكهنة بينهم الأرشمندريت أثناسيوس قصير (+1863) مؤسّس مدرسة البلمند الإكليريكية...

ومن أقوال غفرائيل شاتيلا، مطران بيروت: أنّ كواكب دمشق ثلاثة: بولس الرسول ويوحنّا الدمشقي ويوسف مهنا الحدّاد.

ثم بدأت مجزرة العام 1860م في دمشق في 9 تموز. يومها لجأ عدد كبير من المؤمنين إلى الكنيسة المريمية بعدما سدّت دونهم منافذ الهرب، وكان بينهم مَنْ قَدِمَ من قرى حاصبيا وراشيا، حيث كانت المذبحة قد وقعت وأودت بحياة الكثيرين، وكذلك من قرى الغوطة الغربية والشرقية وجبل الشيخ.

وكان الخوري يوسف يحتفظ في بيته بالذخيرة المقدّسة، كما كانت عادة كهنة دمشق آنئذ، فأخذها في عبّه، وخرج باتجاه المريمية فوق سطوح البيوت، من بيت إلى بيت، إلى أن انتهى إليها. وقد أمضى بقية ذلك النهار والليل بطوله يشدّد المؤمنين ويشجّعهم على مواجهة المصير إذا كان لا بدّ منه وأن لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد لأنّ النفس لا يقدرون أن يقتلوها. وراح يروي لهم قصص الشهداء الأبرار ويدعوهم إلى التمثّل بهم.

ثمّ في صباح اليوم التالي، الثلاثاء 10 تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة وأخذ المهاجمون بالسلب والنهب والقتل والحرق، فسقط العديدون شهداء، وتمكّن آخرون من الخروج إلى الأزقّة والطرقات. وكان من بين هؤلاء الخوري يوسف. كان متستّراً بعباءة وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن عرفه أحد المهاجمين فلمّا وقع نظره عليه صاح بمَن كانوا معه: "هذا إمام النصارى. إذا قتلناه قتلنا معه كل النصارى!". وعندها أدرك الخوري يوسف أنّ ساعته قد حانت، فأخرج لتوّه الذخيرة الإلهية من صدره وابتلعها. وإذا بالمهاجمين ينقضّون عليه ويقتلونه.


هكذا قضى الخوري يوسف مهنا الحدّاد شهيداً للمسيح. وصار لنا مثالاً يُحتذى وبركة وشفيعاً حاراً لدى ربّنا يسوع المسيح، له المجد إلى الأبد. وقد أعلن المجمع الأنطاكي قداسته في 8 تشرين الأول 1993م.

🕆 طروبارية للقديس يوسف الدمشقي باللحن الخامس 🕆

هلموا يا مؤمنون نكرّم شهيد المسيح كاهن بيعة أنطاكية، الذي عمّد أرض الشام وكنائسها وشعبها بكلمة الكلمة وبدمائه مع رفقته، لأنه منذ الطفولية اصطبغ بنور الإنجيل، فعمل وعلّم وحفظ كنيسة المسيح وخرافها. فيا يوسف الدمشقي كن لنا قدوة وحافظاً وشفيعاَ حاراَ لدى المخلص.

🕆 قنداق للقديس يوسف الدمشقي باللحن الخامس 🕆


لنمدح شهيد المسيح الكليّ الغيرة، كاهن العلي يوسف، الذي منذ الطفولية اختار نصيب الرب الصالح، فحمل الكلمة عصا روح كلية الاقتدار وعلّم وجاهد وعمّر الكنائس وقدم جسده لأجل الإنجيل. فبشفاعاتهم أللهم ارحمنا وخلصنا؛ آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يوسف الدمشقي القديس الشهيد في الكهنة
القديس الشهيد في الكهنة يوسف الدمشقي
صورة القديس يوسف الدمشقي
القديس الشهيد يوسف الدمشقي
القديس يوسف الدمشقي


الساعة الآن 11:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024