لقد ضلّ الإنسان عن طريق الخير، عندما استعمل كلّ طاقاته المعطاة له نعمًا من الله لخيره وسلامه، في طرق الشرّ والحروب والفتك والدمار، والتفنُّن بفعل الفساد بمختلف وجوهه البشعة. أعطاه العقل ليسمو به نحو الكمال، فكان استعماله لفعل الخطيئة والسير بها نحو الهاوية. أصبح الإيمان فاترًا في النفوس إن لم يكن معدومًا، وروح المسيح والإنجيل تتلاشى من قلوب المؤمنين يومًا بعد يوم، ولا أحد يسأل عن المصير. الإلحاد والإباحة والفجور والانغماس في الملذّات الدنيويّة، وجميع المفاسد على الإطلاق، حلّوا محل المحبّة والتواضع والتجرّد والتقشّف وفعل الإماتة وحمل الصليب والصلاة. والفساد يتضاعف سنة بعد سنة، ترى ماذا سيكون الحال بعد خمس أو عشر سنوات على هذه النسبة؟