رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأمر ليس فقط توبة الخاطئ، بل هو البر الذاتى الذى يتسم به الابن الأكبر، حتى انه لم يرى نعمة قربه من أبيه وتمتعه بحضرته وأن كل ما لأبيه فهو له، لكنه حسد أخاه الذى ضل ثم رجع تائبا. فى الحالتين، الأب هو الأب الذى بحبه العظيم وحنانه الدافق يقبل كلا من إبنيه ويضمهما الى حضنه. وتدور كل قراءات هذا اليوم حول هذا المغزى. انجيل عشية اليوم من (متى ١٥: ١-٢٠ ) يحكى كيف انتقد الفريسيون والكتبة—وهم يمثلون البر الذاتى الذى للإبن الأكبر والتمسك بحرفية الناموس دون روحه—تلاميذ المسيح لأنهم كانوا يأكلون بأيدى غير مغسولة. فكان رد يسوع “لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ”. وعندما طلب التلاميذ تفسيرا لذلك قال “أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟ وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْب يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ”. قلب الإبن الأصغر قدم توبة عن خطاياه وهى كانت عظيمة، اما الابن الاكبر فقدم بر ذاتى وحسد أخاه. انجيل باكر من (متى ٢٩: ١-١٦ ) يقدم المثل الذى قاله الرب يسوع عن الفعلة فى الكرم، وكيف أعطى صاحب الكرم أصحاب الساعة الحادية عشر نفس أجرة الذين عملوا فيه منذ الساعة الثالثة. “وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ قَائِلِينَ: هؤُلاَءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً، وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلَ النَّهَارِ وَالْحَرَّ! فَأجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ، مَا ظَلَمْتُكَ! … فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ”. وقال الرب يسوع “كَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ (الأصغر) أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ (الأكبر) آخِرِينَ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ”. البولس من (٢ كورنثوس ٦: ٢-١٣ ) يشير بوضوح إلى التوبة المقبولة للإبن الأصغر وعاقبتها المفرحة. “فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَص” ويعود يصف التحول من حال الى حال فيقول “كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ، كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا”. أما صلاة ليلة الأحد فتبدأ بالمزمور ٣٠ (٢٩ فى القبطى): ١-٣ “أعظمك يارب لأنك احتضنتى ولم تشمت بي أعدائي. يارب إلهي، صرخت إليك فشفيتني. يارب أصعدت من الهاوية نفسي”. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التوبة المقبولة | القياس على المسيح |
التوبة المقبولة | الضمير الحي |
التوبة غير المقبولة |
التوبة المقبولة |
التوبة المقبولة لدي الله |