في الفداء، من محبة المسيح لنا حمل جميع خطايانا ومات عنها "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (اش 53: 6). وهكذا قال عنه القديس يوحنا المعمدان "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1 : 29). وقال القديس يوحنا الرسول "وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1يو 2: 2). وقال القديس بولس الرسول "مسامحًا لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي علينا" (كو2: 13، 14). وقال أيضًا "عاملًا الصلح بدم صليبه" (كو1: 20). ونحن نرى الصليب فقط، وقد يراه البعض عارًا!! أما ما في الصليب من حب، ومن فداء وكفارة، ومن مغفرة ومحو للصك المكتوب، وحمل خطايا العالم، وأيضًا ما في الصليب من عمل المصالحة.. فكل هذه أمور لا ترى نراها نحن بالإيمان.. بطرس الرسول -قبل الإيمان بكل هذا- ما كان يرى في الصليب سوى الضياع والعار..! لذلك قال "حاشاك يا رب" ( متى 16: 22). فانتهره الرب، إذ لم يكن يرى الأمور التي لا ترى.. إن الصليب كان يمثل عمق إحسانات الرب إلينا. ولكن الكتبة والفريسيين لم يروا هذا، لأن عيونهم ما كانت تبصر. لأنهم "لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو 2: 8).