ماذا تعرف عن تاريخ اختراع العملية القيصرية ؟
العملية القيصرية هي اخراج طفل لم يولد بعد من الرحم عن طريق شق جراحي من خلال جدار البطن، والعملية القيصرية للام الحامل كانت تمارس في الاصل فقط على السيدات الحوامل اللاتي قد ماتت، والعملية القيصرية اليوم هي وسيلة الولادة الشائعة والآمنة نسبيا .
اخراج الجنين من الرحم عن طريق الجراحة (الاسم الذي اعطي للجنين الذي لم يولد بعد من نهاية الاسبوع الثامن من الولادة وحتى نهاية موعد الولادة) من الام الميتة او التي تحتضر امر واجب شرعي ، وقد تم وضع هذا القانون في مصر في عام 3000 قبل الميلاد، وفي الهند في عام 1500 قبل الميلاد، وفي هذه الحالات يتم اجراء العملية القيصرية من اجل تجهيز دفن الام منفصلة عن الجنين .
تاريخ اختراع العملية القيصرية
القانون اليوناني القديم الذي يعرف باسم قانون القيصر يأمر احيانا باجراء العملية القيصرية كمحاولة لانقاذ الطفل من الام، وكان هناك محاولات متفرقة لاداء العملية القيصرية كوسيلة لانقاذ كل من الام والطفل قد وقعت في اوروبا في العصور الوسطى، وهناك سجلات من فرانكفورت بألمانيا تسمى العملية القيصرية السبعة التي اجريت قبل عام 1411 .
وقد قدم طبيب فرنسي تقارير عن 15 عملية قيصرية بحلول عام 1581، ومن غير المرجح ان العديد من هذه الحالات كان لها عواقب غير مميتة على الام بسبب الممارسات الجراحية البسيطة بشكل لا يصدق في ذلك العصر .
العملية القيصرية والنجاح المبكر :
هناك واحد من اقدم التقارير عن العملية القيصرية الناجحة تعود الى عام 1500 وذلك عندما قام جزار سويسري يدعى جاكوب نوفر باجراء العملية القيصرية لزوجته لولادة طفليهما، وقد تم اجراء العملية القيصرية الاولى موثقة وموثوق بها من قبل جيرميا تروتمان في 1610 في فيتنبرغ ألمانيا، وقد دافع الطبيب الهولندي الشهير هندريك فان رونهويز عن هذه العملية الناجحة، وقام هندريك فان رونهويز بتوضيح معنى العملية القيصرية في كتابه عام 1663 .
قد ادخلت العملية القيصرية الى الجزر البريطانية في عام 1738 عندما قامت قابلة ايرلندية تدعى ماري دونالي بإجراء عملية ضرورية ناجحة لاخراج الجنين من الام، وقد تم اجراء العملية القيصرية بنجاح في الولايات المتحدة عن طريق جون لامبرت من ولاية اوهايو في عام 1827، وفرانسوا بريفوست في لويزيانا قبل عام 1832 .
على الرغم من ان الولادة القيصرية يمكن ان تكون ناجحة، الا انه تم تجنب العملية القيصرية الى حد كبير في معظم القرن الثامن عشر ومعظم القرن التاسع عشر لان معدل وفيات الامهات المرتبطة بالجراحة كان بين (50-75)%، وايضا، وفي ذلك الوقت لم يتم اكتشاف التخدير، مما يجعل اجراء العملية القيصرية مؤلمة للام، وبالاضافة الى ذلك، كانت العدوى الكبيرة نتيجة محتملة للغاية، ومشاكل النزيف الداخلي ادت الى مقتل العديد من الامهات .
العملية القيصرية والتطور الحديث :
اصبح التخدير، والتعقيم، وخياطة الرحم (الخياطة مع الغرز) اساسيات نموذجية، واصبحت العملية القيصرية خيارا قابلا للحياة ومعقول، وفي وقت مبكر من عام 1900 تم استبدال العملية القيصرية تدريجيا ببدائل اخرى مثل ملقط الولادة (اداة تشبه الملقط تستخدم للمساعدة في سحب الطفل من قناة الولادة) والتي تستخدم في الولادة وقطع عظمة العانة، ولكنها تدمر الجنين .
استخدام ملقط الولادة في العملية القيصرية
ومع انتقال مكان الولادة من البيت إلى المستشفى، انخفض معدل الوفيات بسبب العملية القيصرية الى ما يقرب من الصفر بحلول عام 1960 بينما ارتفع معدل الولادة القيصرية بشكل كبير، واليوم هناك حوالي 25 من كل 100 ولادة في دول العالم هي عن طريق العملية القيصرية .