كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي ( نش 2: 3 )
في سفر النشيد2: 3ـ8 نجد كفاية المسيح لنا في أربعة مشاهد:
أولاً: مشهد سياحتنا في هذا العالم الذي هو بالنسبة لنا كالقفر أو الوعر (الغابة).. وهذه السياحة شاقة لأن القفر (البرية) «المخوف مكان حيّات مُحرقة وعقارب وعطش حيث ليس ماء» ( تث 8: 15 ). وإن كانت توجد في هذا القفر أشجار فهي «شجر الوعر» لا ظل لها، ولا ثمر فيها، فهي والعدم سواء. ولكن الرب يسوع الحبيب هو للمؤمن السائح في البرية «كالتفاح بين شجر الوعر» وفي هذه العبارة تظهر المباينة بين المسيح وكل مَنْ عداه. وفي المسيح كالتفاح كل الكفاية للمسافر في البرية، ففيه الظل للراحة، والثمر المستديم للشبع، والعصير الحلو للإرتواء، والرائحة العطرية للإنعاش «أنعشوني بالتفاح» (ع5).
ثانياً: «بيت الخمر وعلمه فوقي محبة» .. إن المسيح هو الذي «أدخلني إلى بيت الخمر» وهو هناك في وسط قديسيه ( أف 5: 18 ) والبيت رمز إلى المؤمنين متحدين معاً «بيتاً روحياً» (1بط2: 5) «مسكناً لله في الروح» (أف2: 222). والخمر إشارة إلى فرح الروح القدس «لا تسكروا بالخمر ... بل امتلئوا بالروح» (أف5: 18). والعَلَم المرفوع على البيت يمثل محبة المسيح التي ترفرف علينا والتي بها يعرف العالم أننا تلاميذ المسيح لأننا نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا هو!
ثالثاً: مشهد الشركة السرية مع المسيح: «شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني» (ع6) يا له من مشهد رائع. أنا والمسيح معاً على انفراد. رأسي المُتعبة المثقّلة بالأفكار والهموم أسندها على ذراعه القوية، ويمينه المعتزة بالقوة «تعانقني» فتُشعرني بالأمن والاطمئنان، ثم أجد نفسي على صدره الحنّان حيث أسمع نبضات قلبه المُحب.
رابعاً: مشهد انتظار قدوم العريس بشغف وشوق. «صوت حبيبي. هوذا آت ..» (ع8). إن العروس التي تتمتع بهذه الشركة الوثيقة مع الحبيب، لها الحس المُرهف والأذن الدقيقة الانتباه؛ فمن بعيد تميز صوت وقع أقدامه قادماً فتهتف «صوت حبيبي ..». ربما لا يسمعه ولا يميزه الكثيرون، ولكن القلب المشتاق يميز صوته ويرى دلائل سرعة مجيئه. بل يميز الكيفية التي يأتي بها «طافراً» أي فرحاً بشدة، و«قافزاً» أي مُسرعاً. نعم فهو الذي قال «أنا آتي سريعاً».