فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غداً في التَّنُّور،
يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بِأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإيمان!
" اليومَ ويُطرَحُ غداً" فتشير إلى اصطلاح يدل على مدتين زمنيتين قريبتين، وبالتالي ترمز إلى الزوال؛ أمَّا عبارة "التَّنُّور" فتشير إلى الفرن الطيني التي يُخبز بها الخبز، وفي فلسطين يُسمَّى طابون؛ غاية هذه المثل إظهار الفرق بين فترة حياة العشب وحياة الإنسان. إذا كان الله يهتم بالعشب القصير الحياة فلا داعي للقلق، فإنه لا بدَّ أن يعتني بأبنائه الذين خُلقُوا للحياة الأبدية. أمَّا عبارة "يا قَليلي الإيمان!" فتشير إلى تحذير يسوع من أن نكون "قَلِيلِي الإِيمَانِ" تجاه عناية الرَّبّ بنا. وهذه العبارة مأخوذة من أقدم التقاليد (لوقا 12: 28) التي أوردها متى الإنجيلي إظهار كيف أن التلاميذ الذين يتبعون المسيح مُعرّضون لضعف الإيمان، والتلاميذ قليلي الإيمان هم الذين لا يَحيون بالنور الذي يأتيهم من إيمانهم، ولذلك فهم يتركون الهموم تستولي عليهم، كما حدث مع بطرس الرسول لدى غرقه في بحيرة طبرية، كما ورد في إنجيل متى "مَدَّ يسوعُ يَدَه لِوَقْتِه وأَمسكَه وهُو يقولُ له: يا قَليلَ الإِيمان، لِماذا شَكَكْتَ؟ " (متى 14: 31). هذه الأمثلة وكثيرة من الأمثلة تحيط بنا تُعلمنا الثقة بالله والإيمان به، والرغم من ذلك لا نزال، نشك في الله وبعنايته الإِلهِيَّة.