رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* من المعلوم يا إخوتي أن كل منَّا يطلب راحته وسروره، إلاَّ أنه لا يطلب ذلك كما يجب ولا حيثما يوجد. فالأمر يتوقف على تمييز السرور الحقيقي من السرور الكاذب، وبالعكس فإننا غالبًا ما نُخدَع بخيالات السرور الباطل والخير الكاذب. فالبخيل والمتجبِّر والشرِه والشهواني، كل منهم يطلب السرور، إلاَّ أن هذا يضع سروره في جمع غِنَى وافر، وذاك في شرف الرُتَب والكرامات. وهذا في المآكل والمشارب اللذيذة، وذاك في إشباع شهواته النجسة. ليس منهم من يطلب سروره كما يجب ولا حيثما يوجد، من ثم لا يجده أحد منهم رغم أن الكل يشتهونه. فكل ما هو في العالم لا يقدر أن يشبع النفس، ويخول لها سرورًا حقيقيًا، فلماذا إذًا تتعب أيها الإنسان الغبي، وتطوف باطلًا في أماكن كثيرة متوقعًا أن تجد خيرات تملأ بها نفسك وترضي بها جسدك؟! أحبب خيرًا واحدًا يحوي جميع الخيرات، ففيه وحده تجد الكفاية. استرح إلى الخير الواحد العظيم العام، ففيه الكفاية عن كل شيء. وأما أنتِ يا نفسي، فباركي الرب الذي يشبع بالخيرات عمرك (مز 103: 2، 5). القديس أغسطينوس |
|