رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صنعت خـــــــــلاصاً القمص زكريا بطرس " صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح الهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين علي عود الصليب ... (الأجبية: صلاة الساعة السادسة) "فليهتم الأسقـف بكل أحد ليخلصه" (الدسقولية) "صنعت خلاصا في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب، فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب" هذا ما نقوله في قطع الساعة السادسة (12 ظهرا) من كل يوم. والكنيسة بهذا تريد أن تلفت نظر الجميع إلى الخلاص العظيم الذي صنعه الرب بدم نفسه كذبيحة كفارية عوضا عن البشرية جمعاء. وحيث أن الخلاص في مفهوم كنيستنا يختلف عنه في مفاهيم الطوائف الأخرى، لهذا أردت أن أسلط الضوء على هذا الموضوع الخطير من عدة زوايا بحسب عقيدتنا الأرثوذكسية المقدسة، وهدفي الأسمى هو أن أقدم رسالة روحية يستطيع أن ينتفع بها القارئ عندما يطبقها على حياته. على أن القارئ سوف يجد المزيد من اللمسات الروحية مع العمق في البحث والدراسة واللاهوت المقارن في كتب قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث، (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي)، و(بدعة الخلاص في لحظة)، فيجدر الرجوع إليهما. ونسأل الرب أن يستخدم هذه الكتب لمجد اسمه القدوس بصلوات حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث أدامه الرب لنا سنين طويلة وأزمنة سالمة هادئة مديدة. آمين. |
17 - 06 - 2016, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
الباب الأول كنيسة الخلاص "بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه" (الأجبية) * التذكارات الكنسية. * كتب الصلوات الطقسية. * الأسرار الإلهية. تقديــم إن كنيستنا المجيدة الخالدة نستطيع أن نسميها بحق (كنيسة الخلاص) إذ تقدم لنا أن الخلاص هو:- * غاية تجسد المسيح: إذ يذكر بولس الرسول ذلك في قوله "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تى15:1). وهذا هو عين ما قرره الملاك الذي ظهر ليوسف خطيب العذراء إذ طمأنه عنها وقال له ".. فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. (مت21:1). * غاية كرازة الرسل: وكان الخلاص أيضاً هو محور كرازة الرسل حتى قيل عنهم "هؤلاء هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص".(أع17:16). وبولس الرسول يقول:- "غير طالب ما يوافق نفسي بل الكثيرين لكي يخلصوا" (1كو33:10). ويقول أيضاً:- "صرت للكل كل شئ لأخلص عل كل حال قوماً" (1كو22:9). * غاية إيمان الجميع: إذ يقول بطرس الرسول "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" لهذا فقد كان الخلاص ولا زال هو : * غاية رسالة الكنيسة: فما رسالة الكنيسة إلا رسالة الخلاص. فالدسقولية تقول "فليهتم الأسقف بكل أحد ليخلصه". ولكي نوضح أن غاية رسالة الكنيسة هي الخلاص نورد بعض البراهين الصريحة على ذلك من واقع: * التذكارات الكنسية. * كتب الصلوات الطقسية. * الأسرار الإلهية. |
||||
17 - 06 - 2016, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
التذكارات الكنسية أولاً:- تذكارات سنوية. ثانياً:- تذكارات شهرية. ثالثاً:- تذكارات أسبوعية رابعاً:- تذكارات يومية. لقد وضع الآباء في الكنيسة عدة تذكارات لإظهار عمل المسيح الخلاصي منها: أولاً:- تذكارات سنوية تحتفل الكنيسة في كل عام بتذكار مناسبات معينة فيها أتم رب المجد عمل الخلاص وهي:- 1- أسبوع الآلام: ففي هذا الأسبوع من كل عام نذكر ما قاساه رب المجد في الجسد خلال الأيام الأخيرة من حياته على الأرض جسدياً من أجل خلاص البشرية. وتتلى في الكنيسة أحداث كل يوم من هذه الأيام. وفي ختام الأسبوع أي يوم الجمعة العظيمة يبدأ الاحتفال بتذكار يوم الصلب من الصباح حتى الغروب، وتقرأ أحداث كل ساعة من ساعات هذا اليوم التاريخي الذي فيه تم الخلاص بالفداء على عود الصليب. فليتك يا أخي تعيش في هذا الأسبوع مع المسيح في آلامه لتعرفه وشركة آلامه متشبهاً بموته. فلا تحضر هذا التذكار كما لقوم عادة بل ليكن حضورك بفهم ومشاركة روحية صادقة لتجدد فيك مباهج الخلاص. 2- الأعياد: وما الأعياد إلا احتفالات تذكارية يذكر فيها المؤمنون ما صنعه الرب من أجلهم. وأهم هذه الأعياد التي ترتبط بالخلاص:- ( أ ) عيد الميلاد: ففيه نذكر تجسد رب المجد من أجل خلاص العالم "ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه قد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب". (لو10:2). فهل عندما تحتفل بذكرى المخلص، تستقبله في قلبك ليخلصك من خطاياك وآثامك. (ب) عيد القيامة: فيه نذكر قيامة الرب من بين الأموات منتصراً على شوكة الموت قاهراً غلبة الهاوية. وإذ نذكر هذا نأخذ من انتصاراته نصرة لنا على سلطان الظلمة فنسلك في حياة غالبة "كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة" (رو4:6). وفي قيامته من الموت نرى قوته فنرى أنه لم يمكث تحت سلطان الموت لأن ليس للموت سلطان عليه وإنما كان موته من أجلنا نحن الخطاه وصار لنا بقيامته التبرير: "أسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا". (رو25:4). ثانياً :- تذكارات شهرية وتحتفل الكنيسة في يوم 29 من كل شهر من الشهور القبطية بتذكار ثلاثة أعياد سيدية هي :- · عيد البشارة 29 برمهات. · عيد الميلاد 29 كيهك. · عيد القيامة 29 برمهات. وقد وضعت لهذا اليوم قراءات خاصة تسير جميعها إلى الخلاص الذي صار للبشرية في مثل هذا اليوم. واضع أمامك جزءاً مما يقال في هذا الاحتفال: "في هذا اليوم العظيم الذي هو التاسع والعشرون من هذا الشهر .. كان الخلاص والفرح لجنس البشرية المحيية والميلاد البتولى والقيامة الشريفة التي بها كان الخلاص من يد العدو، والمعتقلون في الجحيم خلصوا، وأشرف عليهم مجد لاهوت المسيح ونور قيامته، وعادوا إلى الفردوس مرة أخري .." (طرح واطس. كتاب دورتي عيد الشعانين والصليب) فتأمل يا أخي حرص الآباء على انتهاز كل فرصة لإظهار فرحهم بخلاص الرب، فلا يكتفون بالاحتفال بهذه الأعياد مرة كل عام، بل كما ترى يعيدون بذكرها كل شهر من شهور السنة. فليتك يا أخي تكون لك غيرة الآباء وروح الأجداد الذين ما غابت عن أذهانهم هذه التذكارات. ثالثاً :- تذكارات أسبوعية علاوة على التذكارات السنوية والشهرية نرى الكنيسة مهتمة أيضاً بتذكار الخلاص في كل أسبوع، فترتب أياما لذكرى الصلب وأخرى لذكرى القيامة:- 1- تذكار الصلب: وضعت للمؤمنين أن يصوموا يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع .. حتى نتذكر في يوم الأربعاء مشورة يهوذا الخائن واتفاقه مع اليهود على تسليم سيده مقابل ثلاثين من الفضة، وفي يوم الجمعة نذكر الخلاص بالصليب والفداء بالدم الذي أهرق "كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً". (1يو2:2). فليتك يا عزيزي عندما تصوم هذين اليومين لا يكون صومك على سبيل عادة أو كواجب ثقيل.. بل تطلع إلى الخلاص الذي صار لك بالصليب .. فان كنت مستعبداً للخطية ولا زلت تحت سلطان الشهوات، اشترك مع المسيح في هذين اليومين في موته بصلب ذاتك عن طريق الصوم إذ هو إماتة بالنية والمشيئة، حتى تستطيع أن تقول:"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل20:2). 2- تذكار القيامة: "كانت قيامة الرب من بين الأموات يوم الأحد". (مت1:28). لهذا فقد رتبت الكنيسة احتفالا بهذه الذكرى إقامة القداسات الإلهية في صباح كل أحد من كل أسبوع. وفي صلوات القداس نذكر حياة السيد المسيح وعمله المبارك لأجل خلاص البشرية من احتمال الآلام وقبول للصليب ثم قيامة من الأموات وصعود إلى المجد .. حتى كما اشتركنا معه في آلامه نصل نحن أيضاً معه إلى قيامة الأموات لنكلل معه في المجد .. فهل يا ترى عندما نحضر القداس نشترك فيه بحواسنا وبكل مشاعرنا .. أم أن حضورنا عادة ليس إلا، ووقوفنا بملل ووجودنا بلا فهم .. . ارفع بصرك يا أخي إلى يسوع معلقاً على الصليب ينزف دماً ثم ادخل معه إلى القبر .. ولا تمكث كثيراً في ظلامه المخيف .. بل تمتع بنور قيامته ومجد قدرته. رابعاً :- تذكارات يومية لم تكتف الكنيسة بالتذكارات السنوية والشهرية والأسبوعية فرتبت هذه التذكارات اليومية حتى لا يمر يوم دون أن يذكر المؤمن خلاص الرب. فرتب آباء الكنيسة أن يصلى في اليوم سبع مرات كما قال داود النبي "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز164:119). ولكل صلاة مناسبة معينة منها: 1- تذكار آلام السيد: فقد رتبت صلاة نصف الليل على ثلاث خدمات تذكاراً لصلوات السيد المسيح الثلاث في بستان جثماني حيث كان يتصبب عرقه كقطرات دم. (لو44:22). 2- تذكار تعليقه على الصليب: ففي صلاة الساعة السادسة (12ظهراً) تذكار لتعليق مخلصنا على الصليب. لهذا نجد مكتوباً في هذه الصلاة "يا من في اليوم السادس وفي الساعة السادسة سمرت على الصليب من أجل الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم في الفردوس، مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا نجنا.. وفي ختامها نقول "نشكرك يا ملكنا ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ونمجدك لأنك جعلت أوقات آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة .. وامح عنا صك خطايانا .. كما مزقته في هذه الساعة المقدسة بصليب ابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا مخلص نفوسنا". 3- تذكار موته: فقد رتبت صلاة الساعة التاسعة (3ظهراً) بمناسبة موت المخلص بالجسد ولهذا تقول الطلبة "أمت حواسنا الجسمانية أيها المسيح إلهنا ونجنا ..". 4- تذكار إنزاله عن الصليب: بمناسبة إنزال المخلص عن الصليب رتبت الكنيسة صلاة الغروب وهي تقابل الساعة الحادية عشر من النهار (أي الخامسة بعد الظهر). 5- تذكار دفنه: في الساعة الثانية عشر (6مساء) وتسمى صلاة النوم، تذكر دفن المخلص في القبر ليدفن آثامنا، ولهذا تدور صلوات هذه الساعة حول طلب الخلاص من الدينونة الرهيبة فيقول المصلى: لو كان العمر ثابتاً وهذا العالم مؤبداً لكان لك يا نفس حجة واضحة، لكن إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة أمام الديان العادل فأي جواب تجيبني .. لكن اتخذ صورة العشار قارعاً صدري قائلا "اللهم اغفر لي فأني خاطئ". 6- تذكار قيامته: هذا هو موضوع صلاة باكر إذ يذكر المصلى قيامة المخلص في الصباح أول الأسبوع، ويطلب إشراقة نور القيامة لتضئ له الحياة، ويذكر أنه بقيامة الرب قد أتم الخلاص فيقول "أيها النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان آت إلى العالم، بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهلك بمجيئك. خلصت أبانا آدم من الغواية، وعتقت أمنا حواء من طلقات الموت وأعطيتنا روح البنوة .." فهل يا أخي حينما ترفع هذه الصلوات تعلق ذهنك بتذكارات مناسباتها لتذكر ذلك الخلاص الذي قدمه لك الرب بموته وقيامته؟ |
||||
17 - 06 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
كتب الصلوات الطقسية أولاً :- الأبصلمودية. ثانياً :- الأجبية. ثالثاً :- الخولاجي. توضح لنا كتب الصلوات والقراءات التي وضعها الآباء في الكنيسة مدى اهتمامهم بإبراز رسالة الخلاص، وفيها الكثير من النصوص الصريحة. ولكني أقتصر على اقتطاف عدة عبارات لتكون موضع تأمل ودراية بكنوز البيعة الثمينة من الكتب الآتية: أولاً :- الأبصلمودية وهو كتاب التسبحة أي الصلوات التي تسبق رفع بخور عشية وباكر، وهو ملئ بمعاني الخلاص وإيضاحاته، ولكنى أقتصر على نص واحد منها:- (إذا ما أحببنا اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح وصنعنا الرحمة بعضنا من بعض نكمل الناموس .. فان كنا معوزين من أموال هذا العالم، وليس لنا شئ نعطيه صدقة، فلنا الجوهرة اللؤلؤة الكثيرة الثمن، الاسم الحلو المملوء مجداً الذي لربنا يسوع المسيح. إذا لازمناه في إنساننا الداخلي فهو يجعلنا أغنياء حتى نعطى الآخرين ليس أموال هذا العالم الزائل التي نطلبها بل خلاص نفوسنا بتلاوة إسمه القدوس). كم أحب أن أطلق على هذه القطعة اسم (أنشودة الخلاص) إذ توضح لنا غاية الناموس ألا وهي الخلاص، ففي هذا العرض البديع نرى شقي الخلاص. 1- تمتعك الشخصي به: إذا أحببنا اسم الخلاص.. إذا لازمناه في إنساننا الداخلي.. 2- تقديمه للآخرين: صنعنا رحمة .. نعطى الآخرين .. خلاص نفوسنا. أخي الحبيب إن الآباء بهذا الكلام يناشدونك أن تلازم الخلاص وتعمل على تقديمه للآخرين .. ثانياً :- الأجبية وهو كتاب السبع صلوات التي تصلى في الكنيسة وأيضاً في الصلوات الانفرادية للمؤمن. وهذا الكتاب غنى هو الآخر بما فيه من نصوص عن الخلاص، ولكني أقتصر على ما يأتي:- 1- صلاة الساعة السادسة: (صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب) يتغنى المرنم بالخلاص الذي صنعه رب المجد على الصليب وقدمه لجميع الأمم التي من أجل هذا تصرخ ممجدة الرب. 2- صلاة الساعة التاسعة: "بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه.." (مز95). حرص الآباء على وضع هذا المزمور في مقدمة هذه الصلاة ومنه دعوة صريحة للتبشير بخلاص الرب من يوم إلى يوم .. فهل تنفذ ما تصليه؟ أم أن صلواتنا مجرد ترديد ألفاظ بلا استعداد للعمل بما يريده الرب منا .. إن الوصية صريحة لنا أن نبشر من يوم إلى يوم بخلاصه.. 3- صلاة نصف الليل: (بعين متحننة يارب انظر إلى ضعفى فعما قليل تفنى حياتي. وبأعمالي ليس لي خلاص فلهذا أسأل بعين رحيمة يارب انظر إلى ضعفى وذلي ومسكنتي). ما أجمل هذه الطلبة التي فيها يقر المصلى بضعفه وذله ومسكنته وعدم اعتماده على أعماله في الخلاص بل على رحمة المخلص وتحننه. ثالثاً :- الخولاجي وهو كتاب صلوات القداسات التي وضعها القديس باسيليوس والقديس إغريغوريوس والقديس كيرلس. وهذا الكتاب أيضاً لا يقل في غناه بعبارات الخلاص وإظهاره عن بقية كتب البيعة .. وسنقتصر على ذكر ما يأتي :- 1- القداس الباسيلي: ( خلصت حقاً ) أي لقد نلت الخلاص حقاً .. وتتكرر هذه العبارة ثلاث مرات في القداس. مرة عقب صلاة الشكر بعد تقديم الحمل، ومرة عقب إنجيل القداس، ومرة ثالثة عقب تحاليل ما قبل الاعتراف الأخير. 2- القداس الإغريغوري: (أنت يا سيدي حولت لي العقوبة خلاصاً .. أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك). ما أجمل هذا التعبير: يسوع حول لنا العقوبة خلاصاً إذ تحمل هو نفسه عقوبة الخطية نيابة عنا .. يسوع نفسه خدم لنا الخلاص، لم يأتمن ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبياً على خلاصاً.. 3- القداس الكيرلسي: (الساقطين أقمهم والقيام ثبتهم، الضالين ردهم .. أدخلهم جميعاً إلى طريق خلاصك). لقد كانت الغاية واضحة أمام القديس مار مرقس الرسول واضع هذا القداس المسمى باسم مدونه القديس كيرلس.. فغاية الخلاص هي محور صلاته، فيطلب من أجل الجميع أن يدخلهم الله إلى طريق الخلاص الذي علمنا إياه كما سجل القديس باسيليوس في قداسه: (تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص) فهل دخلت يا أخي المبارك في طريق الخلاص، وهل تسير فيه؟ أم أنك تقف من بعيد وتكتفي بمجرد التطلع إلى السائرين فيه؟ |
||||
17 - 06 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
الأسرار الإلهية أولاً :- سـر المعمودية ثانياً :- سـر المسـحة ثالثاً :- سـر التـوبة رابعاً :- سـر الشـركة ومن بين ما يوضح أن غاية الكنيسة هي الخلاص هو ما اشتملت عليه من أسرار مقدسة تعتبر مركز الدائرة فيه. وإن كانت جملة الأسرار الكنسية سبعة، إلا أنه يوجد أربعة أسرار منها نستطيع أن نسميها أسراراً خلاصية وهي: سر العماد، وسر المسحة المقدسة، وسر التوبة، وسر الشركة. أما بقية الأسرار فهي أسرار اختيارية أي ليست إلزامية لكل مؤمن وهي: سر الكهنوت، وسر الزيجة، وسر مسحة المرضى. فليس بالضرورة لكل مؤمن أن يتمم هذه الأسرار فيكون كاهناً أو متزوجاً وإن كان كل إنسان محتاج لهذه الأسرار أيضاً فلا يمكن أن يتم أي سر إلا بواسطة الكهنة الذين يقامون بسر الكهنوت ... ولنستعرض الآن الأسرار الخلاصية التي نعتبرها شيكات النعمة واهبة الخلاص من رصيد دم المسيح المسفوك على عود الصليب. أولاً :- سر المعمودية: "من آمن واعتمد خلص" (مر16:16). وفي كتاب المعمودية نجد ما يأتي:- (السيد المسيح له المجد قال من فمه الطاهر: "يجب أن نكمل كل بر" وقال أيضاً لتلاميذه الأطهار: "امضوا إلى كل الأمم وبشروهم بالإنجيل وعمدوهم باسم الآب ولابن والروح القدس". وكل من آمن واعتمد خلص. فصار هذا العماد متتابعاً من السيد المسيح وخلفائه سادتنا الرسل الأطهار بالمعمودية المقدسة لأن بها غفران الخطايا والدخول إلى السموات). هذا هو سر المعمودية الذي به ننال خلاصاً بغفران خطايانا في استحقاقات دم المسيح المسفوك على خشبه الصليب. ثانياً :- سـر المسحة "وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ .. وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها" (1يو20:2،27). وبهذا السر المقدس ينال المؤمن الروح القدس. "ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم" (أع6:19). ودور الروح القدس في الخلاص في غاية الأهمية إذ أنه يقوم بعمليتي:- 1- التحرير: إذ أنه هو القوة المحررة من سلطان الخطية كما يقول بولس الرسول: "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو2:8). 2- التثبيت: إذ يثبت المؤمن في شخص المخلص ربنا يسوع المسيح فيثبت في الخلاص "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا" (2كو21:1،22). وهذا هو عين ما توضحه الكنيسة في الصلوات الخاصة بهذا السر كما ترى مما يأتي:- "أنعم بالروح القدس عند نضحة الميرون المقدس ليكن خاتماً محيياً وثباتاً لعبيدك بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا.." (كتاب الصلوات الطقسية). أرأيت إذن يا أخي المبارك تضامن هذين السرين في عملية الخلاص!. · فبالمعمودية ننال خلاصاً من قصاص الخطية وعقوبتها. · وبالمسحة ننال خلاصاً من سلطان الخطية ومحبتنا لها. وذلك عن طريق ثباتنا في الروح القدس الذي حل فينا. عزيزي إن كان الأمر بهذين السرين كما رأيت الآن نراك يا من قبلتهما مغلوباً من شهواتك مستعبداً لأدناسك؟. أليس لأنك لم تفهم فاعلية النعمة التي أعطيت لك؟ أتريد أن تخضع لفاعلية المسحة المقدسة حتى يعمل فيك روح هذه المسحة ليحررك من قيود الخطية وأغلالها؟!. "هو ذا الآن وقت مقبول، إخضع لسلطان الروح وأصغ لتبكيتاته وأطع توجيهاته، سلم له القيادة فيحررك بالتمام. وأضرم موهبة الله التي فيك" (2تى6:1). ثالثاً :- سـر التوبة: "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرح من وجه الرب". (أع19:3). وفي صلوات هذا السر وضعت الكنيسة هذا القول: "اللهم أنعم علينا بغفران خطايانا باركنا،طهرنا حاللنا.." فان فاعلية سر التوبة هو كفاعلية سر المعمودية حتى دعاها مجمع قرطاجنة "التوبة معمودية ثابتة". وفي ذلك قال القديس أوغسطينوس: "إن الخطية إذا فعلها موعوظ تغسل بالمعمودية وإذا فعلها معمد تترك بالتوبة". رابعاً :- سر الشركة "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6). وفي صلوات هذا السر وضعت الكنيسة هذا القول: "أنت يارب علمتنا هذا السر العظيم الذي للخلاص" (صلاة بعد الاستعداد). ونستطيع أن نركز فاعلية هذا السر في الخلاص فيما يلي:- 1- المغفـرة: "لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا". (مت28:26). 2- التثبيت: "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6). وبثباتنا في شخص المخلص يحررنا من سلطان الخطية ومحبتها "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو36:8). ولعلك من هذا تستطيع أن ترى أن فاعلية هذا السر تقابل فاعلية سر المسحة الذي به نثبت أيضاً في المسيح: "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله" (2كو21:1). ولقد وفق القديس باسيليوس في جمعه بين الفكرتين في عبارة واحدة وضمنها قداسة الإلهي: "إذ طهرتنا كلنا تولفنا بك من جهة تناولنا من أسرارك الإلهية. لكي نكون مملوئين من روحك القدوس وثابتين في إيمانك المستقيم بالمسيح يسوع ربنا". (صلاة خضوع للآب سراً). تضامن السرين: وكما رأيت يا أخي تضامن سرى المعمودية والمسحة في خلاص الموعوظ هكذا أيضاً ترى تضامن سرى التوبة والشركة لخلاص المؤمن على النحو التالي: ¨ فبالتوبة.. ننال خلاصاً من قصاص الخطية الفعلية وعقوبتها. ¨ وبالشركة.. ننال خلاصاً من سلطان الخطية ومحبتها. وذلك عن طريق ثباتنا في شخص الرب يسوع المخلص بالروح القدس الذي يملأنا. وهو الذي يحررنا "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو34:8). هذا هو عمل هذين السرين في حياتك ..ولكن لماذا أنت لا تقدر ذلك؟. لماذا تمارس هذه الأسرار شكلياً دون التمتع بقوتها؟.. أخشى يا عزيزي أن ينطبق عليك القول: "لك صورة التقوى ولكنك تنكر قوتها" (2تى5:3). فاقدم على هذه الأسرار بمفهوم جديد واضعاً نصب عينيك غاية واضحة وهي (الخلاص) لا مجرد إتمام مراسيم طقسية.. الخلاصة * الخلاص هو غاية: تجسد المسيح، كرازة الرسل، إيمان الجميع. * وهو غاية رسالة الكنيسة تبرز في: التذكارات الكنسية: السنوية: أسبوع الآلام - الأعياد. الشهرية: احتفال يوم 29 من كل شهر. الأسبوعية: صومي الأربعاء والجمعة - قداس الأحد. اليومية: مناسبات صلوات سواعي النهار. كتب الصلوات الطقسية: الأبصلمودية: إذا أحببنا اسم الخلاص..نعطى..الخلاص. الأجبية: بشروا من يوم إلى يوم بخلاصة. الخولاجى: خلصت حقاً. الأسرار الإلهية: المعمودية: من آمن واعتمد خلص. المسـحة: ناموس روح الحياة .. أعتقني من ناموس الخطية. التوبــة: توبوا وارجعوا لتحمى خطاياكم. الشركـة: علمتنا هذا السر العظيم الذي للخلاص. |
||||
17 - 06 - 2016, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
البـاب الثـاني جوهر الخلاص "صنع الرب خلاصاً عظيماً" (2صم12:23). الفصل الأول : مفهوم الخلاص. الفصل الثاني : دوافع الخلاص. الفصل الثالث : طرق الخلاص. الفصل الرابع : عمل الخلاص. |
||||
17 - 06 - 2016, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
مفهوم الخلاص أولاً :- إنقاذ من عقوبة الخطية. ثانياً :- إنقاذ من سلطان الخطية. ثالثاً :- إنقاذ من جسـد الخطية. في بساطة نستطيع أن نقول إن الخلاص معناه (الإنقاذ) فمثلا: (الخلاص من الغرق) هو الإنقاذ من الغرق. (الخلاص من يد العدو) هو الإنقاذ من يده.. وبهذا المعني نفهم خلاص المسيح لنا أنه: أولاً :- إنقاذ من عقوبة الخطية: عندما ترتكب إحدى الخطايا تتبكت وتتألم لأنك ترى شدة غضب الله، وتحس بأنك تستحق الموت لأنك فعلت الشر في عيني الرب إلهك.. هذا شعور سليم لأن "أجرة الخطية هي الموت" (رو23:6). فان كان هذا شعورك فأنت تستطيع أن تفهم معنى الخلاص، فالخلاص هو إنقاذك من قصاص الخطية ودينونتها، أو بمعنى أوضح إنقاذ من عقدة الشعور بالذنب. "لأنه لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". (رو1:8). فيسوع بموته على الصليب قد وفى قصاص الخطية، قد احتمل في جسده عقوبة خطاياك ليطلقك أنت بريئاً. "لأن الرب وضع عليه إثم جميعنا". (اش6:53). "والمسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا. البار من أجل الآثمة لكي يقربنا إلى الله". (1يو18:3). ولهذا فان "دم يسوع المسيح ابنه يطهر من كل خطية". (1يو7:1). فان كنت حزيناً على خطاياك مرتجفاً من العذاب الذي تستحقه ارفع نظرك إلى المعلق على خشبة الصليب نيابة عنك، فتحمل العذاب عوضاً عنك، ومات هو بدلا منك، فترتاح نفسك ويصير لك سلام مع الله. "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح .. بالإيمان بدمه" (رو25:3). "إذ قد تبررنا ولا تنسى أنك علي هذا الإيمان قد قبلت المعمودية بالإيمان وصرت عضواً في الكنيسة لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو1:5). هل تثق وتؤمن في كفاية دم المسيح المسفوك عنك ليوفى دينك؟ أم أنك تظل حزينا مرتجفا من العقاب غير واثق في تبرير الرب لك بدمه. "ونحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب". (رو9:5). إنك إن لم تثق في ذلك فانك تنقص من قيمة دم المسيح وعمله الكفاري على الصليب !!. ولكن هل معنى هذا أنك تتمادى في خطاياك وشرورك على حساب دم المسيح؟ كلا.. أريدك أن تلاحظ جيداً أن الكتاب عندما قال: "إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع" أكمل قائلا: "السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح"(رو1:8). والسيد المسيح نفسه قال لمريض بيت حسدا بعد أن شفاه من مرض الجسد ومرض الخطية "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر". (يو14:5). وبولس الرسول يؤكد هذا القول بقوله: "فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو1:6،2). أرجو أن هذا الأمر لا يحيرك كثيراً فان المقصود بالسلوك حسب الروح أن تكون اتجاهاتك ورغبات قلبك هي أن تعيش مع الله وتسلك في الطريق المؤدى للحياة الأبدية، فان تعثرت فيه وسقطت عن ضعف، يقيمك الرب ويغفر خطاياك ولا يحسب عليك خطية. وفي هذا قال يوحنا الحبيب "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا.. ليس لخطايانا فقط بل الخطايا كل العالم أيضاً" (1يو1:2،2). وفال أيضاً:- "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو9:1). وأما الحالة التي يحذر منها الكتاب هي أنك تعيش في حياة الإثم ولكن لإسكات صوت ضميرك عن تأنيبك وصوت الروح القدس عن تبكيتك تقول أن الدم يطهر من كل خطية!! وفي هذا قال الرسول "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية". (1يو6:1،7). فان لم تكن لك توبة صادقة لن تغفر خطيتك. "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون:. (لو3:12). "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم". (أع19:3). فعلى هذا الإيمان تسرى فاعلية سر المعمودية وسر التوبة في الخلاص من قصاص الخطية. ثانياً :- إنقاذ من سلطان الخطية: هذا هو المعنى الثاني للخلاص أو بتعبير أدق الجانب الثاني للخلاص. فالإنقاذ من سلطان الخطية ومحبتها لا يقل أهمية وقيمة عن الإنقاذ من قصاص الخطية وعقوبتها. فلو كان عمل المسيح قاصراً فقط على الإنقاذ من قصاص الخطية فحسب دون التحرير من سلطانها لكان عملاً مبتوراً وحاشا أن يكون عمل الله ناقصا. فما قيمة تسديد ديون أحد السكيرين دون تحريره من سلطان الخمر، ربما كان هذا العمل مدعاة له أن يتمادى في سكره وديونه متكلا على من يسددها له!! إن هذا العمل يضره أكثر مما يفيده، لهذا وجب على من يسدد الديون أن يعمل على التحرير من سلطان الكيوف والخطية. وشكراً لله بيسوع المسيح ربنا الذي قيل عنه "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله .. إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم". (عب25:7). فيسوع لم يسدد الدين فحسب بل قد وهبنا روحه الذي يحررنا من سلطان الخطية ومحبتها والعبودية لها. هو ذا بولس الرسول يتكلم عن خبرته في هذا الأمر، فبعد أن كان يصرخ متأوها. "أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي .. ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت". (رو23:7،24). نراه بعد ما حصل على اختبار التحرر من سلطان الخطية يقول "إن ناموس روح الحياة في المسيح قد أعتقني من ناموس الخطية والموت". (رو2:8). ويلاحظ أن هذه النعمة تالية لنعمة الخلاص من دينونة الخطية إذ في الآية السابقة مباشرة لهذه الآية يقول الرسول "إذا لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". (رو1:8). فلا تكتفي يا مبارك بنعمة الخلاص من قصاص الخطية وعقوبتها بل اطلب بإيمان لتختبر الخلاص من سلطان الخطية بقوة روح المسيح وجاهد جهاد الإيمان الحسن وامسك بالحياة الأبدية. إن السر في هزيمتك المتوالية يا أخي هو أنك لم تعتمد على الروح القدس ليحررك من عبودية الخطية. وتسرى فينا قوة المسيح في سرى الميرون والتناول، فعندما نثبت فيه نستطيع أن نجاهد جهاد الإيمان الحسن. (1تى12:6). ثالثاً :- إنقاذ من جسد الخطية: هذا هو النوع الثالث من مفاهيم الخلاص. فالمؤمن يظل طيلة أيام حياته في حرب طاحنة بينه وبين رغبات جسد الخطية أو الإنسان العتيق الساكن فيه والذي يحاول إبليس أن يستثيره بمغريات العالم وشهواته ليفقده الخلاص والنعيم. ولا يتوقع المؤمن راحة طالما هو في الجسد. لذلك فهو ينتظر مجيء الرب يسوع من السماء ليخلصه من جسد الخطية (الإنسان العتيق أو الطبيعة الفاسدة). لهذا فكمال خلاصنا هو بتغيير أجسادنا الترابية إلى أجسام روحانية "يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانياً_ يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني. لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني .. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي" (1كو44:15،49). وأيضاً يقول معلمنا بولس الرسول " فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده". (فى20:3،21). وهذا النوع الأخير من الخلاص نناله بظهور شخص ربنا المبارك يسوع المسيح. " أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (يو2:3). فكمال خلاصنا يا أخي هو بظهور ربنا في مجده فيقوم الأموات ويلبسون الجسد الروحاني والأحياء الباقون على الأرض يتغيرون من الصورة الترابية إلى الصورة الروحانية في لحظة.. في طرفة عين."هو ذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير .. فانه سيبوق فيقام الأموات عدمي فساد ونحن نتغير". (1كو51:15،52). " آمين تعال أيها الرب يسوع ". (رؤ20:22). وقد وضح القديس أوغسطينوس هذا المفهوم بكل جلاء إذ قال: "إذا سألني أحد عما إذا كنا قد خلصنا بالمعمودية؟ فأنا لا أستطيع أن أنكر ذلك إذ يقول الرسول "خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس " (تى5:3). ولكن إن سألني عما إذا كنا قد خلصنا تماما من كل ناحية بواسطة المعمودية؟ أجيب بأن الأمر ليس كذلك. فقد قال نفس الرسول "لأننا بالرجاء خلصنا ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضاً. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر". (رو24:8،25). ثم يعود القديس أوغسطينوس موضحاً فيقول: (لأن المعمودية تغسل كل الخطايا عامة.. ولكنها لا تنزع الضعف البشري الذي يظل يقاومه المتجدد في جهاده الحسن). فهو يوضح هنا الجانب الأول والثاني من "الخلاص من قصاص الخطية وسلطان الخطية". وفي الفقرة الآتية يوضح أيضاً الجانب الثالث من الخلاص فيقول "ولكن هذا الضعف الذي نقاومه بين سقطة وقيام حتى الموت..سينتهي بتجديد آخر قال عنه الرب: "في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم على أثنى عشر كرسياً" (مت28:19). فيسمى الرب القيامة الأخيرة تجديداً وقد سماها بولس الرسول (تبنى وفداء) إذ قال "نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا" (رو3:8). ثم يتساءل القديس أوغسطينوس قائلا: "ألم نتجدد؟ ألم نحصل على التبني والفداء بالمعمودية المقدسة؟ نعم ولكن يوجد أيضاً تجديد وتبني وفداء يجب أن نتوقعه بالصبر". ويجمل القول: "لهذا فخلاص الإنسان قد حدث فعلا في المعمودية .. ولكن ثمة خلاص آخر سوف يحصل عليه المؤمن (في المجيء الثاني) وبهذا الخلاص لا يستطيع أن يخطئ." |
||||
17 - 06 - 2016, 06:35 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
دوافع الخلاص أولاً :- المحبة ثانياً :- الرحمة قد عرفنا في معرص حديثنا عن سر الخلقة أن دوافع الخلقة تركزت في محبة الله ومسرته بإيجاد آدم ليتمتع بخيراته في الجنة التي غرسها له. وهكذا أيضاً يا عزيزي فان خلاص الله للإنسان ليرده إلى رتبته الأولي ويعيده إلى فردوس النعيم هو عمل من أعمال المحبة والرحمة: أولاً:- المحبة: ويوضح لنا ذلك رسول المحبة يوحنا الحبيب بقوله: "بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا".(1يو9:4،10). فتأمل يا أخي قوله: في هذا هي المحبة ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا. فوضح بهذا دوافع الخلاص العميق وكأنه يردد قول السيد المسيح "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية",(يو16:3). ولا تستطيع يا أخي أن تدرك معنى كلمة (هكذا) المذكورة في هذه الآية ويعنى بها السيد المسيح (بهذا المقدار) إلا إذا لمست صورة الحب الإلهي للبشرية كما رسمها بريشته الشاعرية حزقيال النبي في: أنشودة الحب الإلهي: "أما ميلادك يوم ولدت لم تقطع سرتك، ولم تغسلي بالماء للتنظيف، ولم تملحي تمليحاً، ولم تقمطي تقميطاً، ولم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك. بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت. فمررت بك ورأيتك مدوسة بدمك، فقلت لك بدمك عيشي ... مررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك، وسترت عورتك، وحلفت لك، ودخلت معك في عهد بقول السيد الرب، فصرت لي. فحممتك بالماء، وغسلت عنك دماءك، ومسحتك بالزيت، وألبستك مطرزة، ونعلتك بالتخس وأزرتك بالكتان، وكسوتك بزاً، وحليتك بالحلي، فوضعت إسورة في يدك، وطوقاً في عنقك، ووضعت خزامة في أنفك وأقراطا في أذنيك، وتاج جمال على رأسك، ... وأكلت السميز ... وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز4:16-14). هذه هي أنشودة الحب الإلهي كما رأيت، فتأمل مقدار هذه المحبة: من هي تلك النفس التي أحبها الله؟ هي نفس مطروحة على وجه الحقل! لم تغسل من دماء الولادة ولم تعطف عليها عين!! عجباً ما معنى هذا؟ هل توجد مثل هذه القساوة في قلب أي أم أو أي أب؟! اللهم إلا إذا كانت هذه النفس المطروحة على وجه الحقل هي (لقيطة) ! نعم .. وبالرغم من هذا يقول السيد الرب : مررت بك فوجدت زمنك زمن الحب !! أي حب هذا؟ وماذا فيها يحب؟ هل تحبها يارب من أجل نجاستها؟ إنها ملوثة بدماء الخطية والدنس.. فكيف تحبها؟! ربما يا أخي إذا مررت بلقيط اشمأزت نفسك، وربما أبلغت الشرطة لضبط الجريمة. أما معاملة الله فهي تختلف عن ذلك تماماً.. آه يا عزيزي .. يا من بالاثم صورت وبالخطية حبل بك.. إن الرب يمر ويراك في دنسك ونجاستك.. ولا يقف ليحاكمك ويقتص منك.. وإنما يبسط ذيله ويسترك، ويدخل معك في عهد مقدس فتصير له.. انظر ماذا يفعل معك الرب. · يحممك بالماء ويغسل دماءك.. إذ يطهرك بغسل الماء والكلمة (في المعمودية). · يمسحك بالزيت.. مسحة الروح القدس (الميرون). · يلبسك مطرزة.. فيكسوك ثوب البر. · يحلييك بالحلي.. أي مواهب الروح القدس. · وتاج جمال على رأسك.. أي يتوجك بخوذة الخلاص. · وأكلت السميز ... سر التناول من جسد الرب ودمه. هل عرفت إذن يا أخي مقدار هذا الحب الإلهي؟. هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. وما أجمل ما كتبه القديس يوحنا ذهبي الفم: "إنه من المستحيل أن يتخير أحد الموت لأجل رجل بار، ولكن انظروا إلى محبة السيد الذي لم يمت لأجل الأبرار بل لأجل الأثمة والأعداء". ثانياً :- الرحمـة وهي شعاع المحبة الذي يحمل نور الخلاص. إذ يقول معلمنا بولس الرسول "لا بأعمال في بر عملناه نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا" (تى5:3). فتأمل هذا القول: بمقتضى رحمته خلصنا، فإذ تطلع الرب إلى نهاية الإنسان التعيسة في جهنم الأبدية تحرك قلبه بالشفقة والرحمة، فأرسل ابنه الحبيب لينقذنا مما هو عتيد أن يصير للأثمة. هذا هو عمل الرحمة الغنية كما قال بولس الرسول "الله الذي هو غنى في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح". (أف4:2). عزيزي ألا ترفع قلبك الآن صارخا قائلا: "لكني اتكل على غنى رحمتك ومحبتك للبشرية..اللهم اغفر لي أنا الخاطئ وارحمني" (من الأجبية). قل له "الآن اتكل على غنى رأفتك التي لا تفرغ، فلا تتخل عن قلب خاشع مفتقر لرحمتك" (من الأجبية). اشكر الله على غنى رحمته ومحبته التي بها عاملنا، فقبلنا إليه وغسلنا من خطايانا وأعتقنا من كل إثم. |
||||
17 - 06 - 2016, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
طرق الخلاص " وعلمنا طرق الخلاص" (القداس الباسيلى) أولاً :- دم المسيح ثانياً :- روح المسيح ثالثاً :- ظهور المسيح يقول القديس باسيليوس في قداسه "وعلمنا طرق الخلاص". في حين أن القديس كيرلس يقول في قداسه "ادخلهم جميعاً إلى طريق خلاصك". ولأول وهلة يظهر أن هناك اختلافا بين قول القديسين فأحدهما يقول "طرق الخلاص" والآخر يقول "طريق الخلاص". فهل يوجد أكثر من طريق واحد للخلاص ذاك الذي كتب عنه "ليس بأخذ غيره الخلاص لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع12:4). في الواقع لا يوجد اختلاف بين القولين فالقديس كيرلس يتكلم عن الطريق الأوحد للخلاص وهو شخص الرب يسوع المبارك والقديس باسليوس يتكلم عن وسائل هذا الخلاص المبارك. مكتملة في شخص المسيح وهي:- |
||||
17 - 06 - 2016, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
أولاً :- دم المسيح:
إن دم المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من عقوبة الخطية أي الموت الأبدي. "أجرة الخطية هي موت" (رو23:6). لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). فقدم المسيح دمه على الصليب للتكفير عن خطايانا .. وللتبرير من جرمها .. والتطهير من أدناسها. فتأمل يا أخي قيمة هذا الدم وعمله في الخلاص كما يشهد الكتاب نفسه. "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (روو24:3،25). · الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا (أف7:1، كو14:1). · ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا فبالأولي كثيراً ونحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب. (رو8:5،9). · يسوع المسيح..أجبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه. (رؤ5:1). من فضلك اقرأ هذه الآيات مرة ثانية ببطء وتفهم وقف عند كلمات: متبررين، كفارة، الصفح عن الخطايا، الفداء، غفران الخطايا، نخلص من الغضب، غسلنا من خطايانا.. لأن هذا هو عمل دم المسيح المهرق على خشبة العار لفدائك "إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح. (1بط18:1-19). هل أدركت إذن يا مبارك عمل دم المسيح لك؟ |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترجم سيماخوس "خيرًا صنعت..." "حسنًا صنعت مع عبدك" |
أنا صنعت الأرض |
اذا صنعت |
كيف صنعت؟ الكماشات |
كيف صنعت آلة البيانو hd |