17 فلَمَّا رَأَوهُ سَجَدوا له، ولكِنَّ بَعضَهُمُ ارْتابوا.
تشير عبارة "فلَمَّا رَأَوهُ" إلى التلاميذ الذين عند وصولهم إلى الجليل، وجدوا الرب سبقهم. فالرب هو يسبقنا دائمًا. أمَّا عبارة "رَأَوهُ" فتشير إلى عين الإيمان لا بعين الجَسد، لان جَسد يسوع جَسد مُمجَّد. أَمَّا عبارة "سَجَدوا" فيشير إلى بدء سجود المجوس الذين يمثلون الأمم كما ورد في بداءة إنجيل متى (2: 1)، ينتهي إنجيل متى بسجود الذين يرسلهم إلى "جميع الأمم". السجود يعبّر عن الإيمان، وهو يُقدم لله وحده كما تنصُّ الشريعة: " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وإيَّاهُ وَحدَه تَعبُد" (متى 4:10). فنحن مدعوون للسجود مع التلاميذ، كردّ فعل للاعتراف بألوهيّة المسيح القائم بعد إتمامه سرّه الفصحى. أَمَّا عبارة "بَعضَهُمُ ارْتابوا" فتشير إلى الشك حاضر في فعل إيمان الجماعة المسيحية الأولى التي دُعيت لتبشير جميع الناس. لانَّ كان وضع كنيسة متى متأرجحة بين الشك والإيمان. في الواقع، الشك حاضر في كل فعل إيمان نقوم به، وهذا أمر لا مناص منه.