لقد خسر لوط كثيرًا عندما ورَّط نفسه واندمج مع أهل سدوم الأشرار (تك13: 13)، وارتضى أن يسكن في وسطهم، وأن يربط مصيره بمصيرهم. إذ أن عيني إيمانه لم تستطعا أن تريا ما رآه إبراهيم .. «المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» (عب11: 10). وبدلاً من أن يسكن مع عمه إبراهيم في خيام، بنى لنفسه بيتًا في سدوم (راجع تك14: 12 مع تك19: 2، 4)، متجاهلاً مركزه كغريب ونزيل في الأرض، إذ كان يأمل في أن يجد هناك الغنى والكرامة والراحة, غير أنه رأى بعينيه دمارها وخرابها؛ «دخانها يصعد كدخان الأتون» (تك19: 28)، كما خسر امرأته، والتي صارت على مر الأجيال عبرة لمن يعتبر (لو17: 32)، كما خسر طهارة ابنتيه اللتين تدنست أفكارهما من مخالطة أهل سدوم الأشرار.