رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«هكذا قال الرب: لا تصعدوا ولا تُحاربوا لأن من عندي هذا الأمر» ( 1ملوك 12: 24 ) إن كل ما يُضيف إلى لوحة حياتك لمسة حزن أو ألم أو إحباط، إنما قد خطَّتها، بعناية فائقة، ريشة ذلك الفنان البارع الذي يهتم بتفاصيل حياتنا اهتماماً فائقاً، ولذلك فهو يُضيف، بدقة شديدة، بعض الظلال القاتمة في ركن صغير هنا، أو بعض الخطوط الداكنة في زاوية ضيقة هناك ، حتى تخرج تلك اللوحة الرائعة، التي قصدها في قلبه وفي فكره، وقد اكتسبت جمالاً أخَّاذاً وروعة فائقة، وكما أكسَبت مجداً وفخراً لمُبدعهـا القدير؟! إن كل تفاصيل حياتك، ومن بينها تلك الأمور التي استشعرت فيها وخزات الشوك المؤلمة، هي دليل المحبة الصادقة من نحوك؟! حقاً، إن صوت الرب المُحبّ يهمس في داخلي مُطمئناً: «من عندي هذا الأمر»، ثق بأن كل أمر يَخُّصك إنما يخصني أنا أيضاً؟ وأنك ثمين جداً في نظري، ولذلك فإني أعني برعايتك عناية خاصة؟ إني ربُّ الظروف، وأنت لم تُوضَع حيث أنت بمحض الصُدفة، لكن لأن ذلك هو المكان الذي قد اخترته أنا لك! هل قُلبت خططك وآمالك رأساً على عقب؟ هل افترى عليك أحد بأمور كاذبة؟ هل أنت تعبر ليل من الحزن داجي الظلمات؟ إذا سمح لك الرب بواحدة من هذه أو تلك، أو غيرها من مرضٍ أو حزنٍ أو فشلٍ، فاعلم يقيناً أنها لمسات المحبة في لوحتك الجميلة! إنها لن تشوِّه قصة حياتك، بل ستزيدها جمالاً وروعة. فالألوان البهيَّة سيكشف جمالها تلك الخطوط الداكنة حولها، وإلاّ فسيضيع بهاؤها ويخفت نورها، وتُصبح عادمة باهتة بلا جاذبية! فقط ما أرجوه لك هو أن تثق في ذلك المُبدع القدير ليرسم ويلوِّن ويخطط لوحتك دون اعتراض أو تذمر أو أنين، بل ليصعد من قلبك المدح والشكر لذلك الفنان البارع، مع كل لمسة زاهية مُضيئة، كما مع كل إضافة داكنة قاتمة، عالماً أن لوحتك الجميلة لن تكتمل إلا بكلتيهما.. هلا رأيتَ أصابعَ الخزافِ وهي تصوغُ روائعَ الأصنافِ باللينِ والرفقِ اللطيفِ وإن لزمْ بالضغطِ بالقدرِ الضروري الكافي.. رسمُ الإناءِ وشكْلُهُ وجمالُهُ في قلبِ ذا الفنانِ، تاماً و وافياً..!! |
|