منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2014, 06:38 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,708

أيليا التِشبيّ ، نسبة الى قريته ( تِشبَه ) . نبي من الأنبياء العِظام الذي أختارَ طريق الرب مُنذ مَطلع حياته الى يوم أنفصاله من اليشع النبي . أكتفى من خيور الدنيا بمِنطقة من جلدٍ لفذَ بها حَقوَيه وفوقها عباءة مقلمة . كان همه الوحيد الأتقاد غيرةَ على ناموس الرب . وآيته في الحياة ( غيرةُ بيتك أكلتني ) التي أعطت له قوة وأيمان وشجاعة في سلوكه الأجتماعي ونضاله الروحي كما أعطته التجرد الكلي من حياته الشخصية ، فلا ترلجع عن قول الحق أمام كاكم جبار مستبد برقاب البشر .
كانت حياته تتسم بالزهد والنسك ، فقضي ذلك البتول حياته في الصوم والصلاة والتأمل في الرب من أجل خلاص الشعب المرتد والذي كان يؤنبه ويرشده الى السلوك الصائب وينذره من الغضب الآتي ، لكن أبناء شعبه لم يرعووا عن غيِّهم ، لأنهم أنحازوا
الى عبادة البعل الذي شجعت عليه الملكة الوثنية أيزابيل ، فزاد الأثم وتمرد بني أسرائيل على الله . فنادى أيليا بينهم كما نادى يونان في نينوى وانذرهم بالويلات التي ستأتيهم بسبب خطاياهم ، لكنه أقتنع بأن طريقة الأرشاد والأنذار لا تجني نفعاً معهم ، لهذا طلب وبخشوع في صلاة خاصة من الله أن يحبس المطر عن تلك المناطق لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر لكي يعم الجوع والفقر فيعود الشعب الى الله . فكان له ما أراد في طلبه فعم الجدبُ والجوعُ المنطقة بأسرها فمات الضرع ويبس الزرع . لكن الشعب أزداد صلابة وغم وتربصوا بأيليا بالشر فأمره الرب بالذهاب الى نهر كريت لكي يحفظ حياته هناك ، والله سيتأمن له القوت عن طريق الغربان . بقي هناك الى أن جفت مياه النهر فلجأ الى كورة أخرى أسمها صرفت صيدا وحسب أوامر الله أيضاً . نزل في بيت أرملة لها ولد وحيد فطلب منها الطعام لكي يطفي به نار جوعه . لكن المرأة أعتذرت منه بسبب أنعدام الطعام لديها ، قائلة بأنها لا تملك سوى القليل من الدقيق والزيت تبغي أن تطبخها لها ولولدها ومن ثم ينتظرون الموت . لكن أيليا هدأ من روعها بكلامٍ ملؤه الأيمان والثقة بالله القدير، كما وعدها خيراً . آمنت المرأة بكلامه فصنعت له مليلاً أكله ، ثمّ صنعت لها ولولدها ، ومنذئذٍ لم يعد بيتها يفرغ من الدقيق والزيت حتى نهاية القحط . عينا التأمل بأيمان تلك المرأةالتي جازفت بحياتها وحياة أبنها لمجرد كلام ذلك الرجل الغريب فلبت طلبه . هذا ما يريده الله من كل أنسان أن ر يرد الجائع خائباً أو يقسم خبزه بينه وبين الجائع .
قال القديس باسيليوس الكبير : ( أقرضوا غير راجين عوضاً ) . سيكون هذا الأقراض عطاء للبائس الفقير لأنه بدون ربح وسينتفع المعطي أكثر من البائس ، ذلك بأن ( الذي يرحم الفقير يقرض الله ) فأعط هذا المال الذي هو غير مفيد ، من دون أن تثقله بالفوائد ، فيكون خيراً للجميع . بالنسبة اليك ، يكون رأسمالك في أمان ، وبالنسبة اليه ، يكون السعادة التي يجنيها من أستخدامه . أن أردت أن تزيد دخلك ، اجعل ثقتك في الرب ، فأنه سيدفع لك بكرم فائدة الفقراء وانتظر بثقة في براهين الرأفة من الرأفة الألهية نفسها . وكما حصل لأمرأة صرفت صيدا .
ظل أيليا في بيت تلك المرأة ، فتعرض ذات يوم وحيدها الى الموت . فعاتبت أيليا بشدة قائلة ( ما لي ولك يا رجل الله ، وافيتني لتذكرني بذنوبي وتميت ابني ! ) "3 مل 18:17 " لم يرد عليها أيليا بل أخذوا ولدها واصعده الى غرفة العلية التي كان نازلاً بها ، ومدده على فراشه وصلى الى الله صارخاً ( أيها الرب الهي ، أالى الأرملة التي أنا نازل بها قد أسأتَ أيضاَ واَمَتَّ ابنها ). وانبسط على الغلام ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال : ( أيها الرب الهي ، لتعد روح الغلامالى جوفه ) ... فسمع الرب صوته وعادت روح الغلام فعاد حياَ . فأخذه أيليا ودفعه الى أمه وقال لها : ( قد عاش ابنك ) . فقالت المرأة له : ( الآن علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فيك حقاً ) " 3مل 17: 15-24" . حدثت معجزتان في بيت الأرملة على يد أيليا ، وفي المعجزتين برهان واضح على أن الله يرعى شعبه ويؤيد مختاريه بآيات . فمن الآية الأولى نفهم عطف الله لجميع الناس أينما كانوا ومهما كان ستراهم . وفي الثانية برزت صلاة أيليا المؤثرة والتي قابلها أقرار الأرملة بخطاياها والتي ظنت بأن وحيدها مات بسبب تلك الخطايا التي فعلتها في ماضيها ، فاعتبرت موت أبنها عقاباً من الله بسبب تقدم رجل الله الى بيتها ، فقالت (وافيتني لتذكرني بذنوبي ) لكن الله سربعودتها كأبن ظال ، فحصل الفرح في السماء بسبب أعترافها وتوبتها وأيمانها .
ختاماً نقول ، لأيليا اليوم مكانة مرموقة في أيمان المؤمنين قلَّ ما يشملون بها نبياً آخر عدا موسى النبي لأنهم يعتبرونه نبياً عظيماً وينتظرون عودته لكي يعد الطريق أمام الرب في مجيئه الثاني . كما يعتبرونه مثالاً يحتذى به في الدفاع عن الأيمان والعقيدة المسيحية ، لأن صلابة أيمان أيليا كانت عود لا تكسر وجرأة نادرة في مواجهة الأخطار ، فيجدون في مواقفه تلك التي يرويها الكتاب المقدس حافزاً لهم على الألتزام الحق واقامة العدل مهما غلت التضحية ، صوناً للحقيقة التي بها يؤمنون . لهذا تكرمه الكنيسة المقدسة ببناء كنائس وأديرة ومذابح باسمه ، وتسمية أبنائها باسمه ، وتعليم سيرته وحياته الطاهرة . أما ريشة الفنان التشكيلي فقد عبرت بلوحاتها التي رفعت على المذابح تظهره بشكل بطلٍ يخرج منتصراً على أعدائه المجندلين حوله ، أما لوحة أختطافه الى السماء بعربة نارية فهذا يدل على تكريم السماء له .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عيد النبي أيليا التسبيتي (مار الياس)
النبي أيليا (النبي الناري)
ظروف ظهور النبي أيليا ؟
النبي أيليا (النبي الناري)
النبي ايليا وتـل مار الياس (ايليا)


الساعة الآن 07:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024